مدى شلبك - النجاح الإخباري - مرَّت فلسطين خلال عام (2017) بمجموعة أحداث مهمة ومفصلية على الصعيد السياسي، كان لها نتائج وتداعيات مختلفة ومن أهم هذه الأحداث:
انتفاضة العاصمة
استشهد (12) فلسطينيًا وأُصيب (4846) مواطنًا خلال مواجهات مع الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس إلى يومنا هذا.
في حين صوَّتت (128) دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يدعو الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما اعترضت (9) دول، وامتنعت (35) دولة عن التصويت لصالح القرار.
وكان قد وقع ترامب في (6 كانون الأول/ديسمبر) قراره بشأن القدس، الأمر الذي أثار غضب الدول العربية والإسلامية وقوبل برفض دوللي.
أحداث القدس
بتاريخ (14 تموز/يوليو 2017) بدأت معركة البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى، حينما أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة، ومنعت إقامة صلاة الجمعة في سابقة منذ احتلال القدس عام (1967).
جاء ذلك بعد أن نفَّذ ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم عملية إطلاق نار داخل المسجد الأقصى، أسفرت عن استشهادهم ومقتل عنصرين من أفراد شرطة الاحتلال وجرح آخر، وفي اليوم التالي اعتقلت قوات الاحتلال (58) موظفًا تابعًا لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.
وأدَّت تلك الإجراءات التعسفية إلى رفض شعبي ورسمي فلسطيني، دفع سلطات الاحتلال للتراجع عن البوابات الإلكترونية المثبتة على مداخل المسجد الأقصى، والتي رفض أهالي مدينة القدس المرور عبرها، كما أدَّت الإجراءات إلى مظاهرات في مدن عربية وإسلامية وعواصم غربية وأوروبية دعما للأقصى.
(21 تموز/يوليو)، نفَّذ الشاب عمر عبد الجليل العبد من قرية كوبر عملية طعن، أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين داخل مستوطنة حلميش شمال مدينة رام الله، فيما أُصيب هو خلال العملية، واعتقلته قوات الاحتلال.
من جانبه قرَّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقف كافة أشكال الاتصال مع إسرائيل، جراء أحداث يوم الجمعة الذي بلغت حصيلته ثلاثة شهداء و(377) مصابًا فلسطينيًّا بمحيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة، و(110) إصابات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.
بتاريخ( 25 تموز/يوليو) قرَّر المجلس الأمني المصغر بعد اجتماع مطول استمر ساعات إزالة البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، وتثبيت كاميرات متطورة، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل المرجعيات الدينية في القدس.
في نهاية المطاف وبتاريخ (27 يوليو/تموز) خضعت سلطات الاحتلال لقرار الشارع الفلسطيني، وقرَّرت إزالة جميع العراقيل التي وضعتها في مداخل المسجد الأقصى.
المصالحة الفلسطينية
بتاريخ (12أكتوبر/تشرين الأول) وبعد عشر سنوات على الانقسام، وقّعت حركتا حماس وفتح اتفاق المصالحة الفلسطينية في العاصمة المصرية، حيث قرَّرت حركة حماس حلَّ اللجنة الإدارية، وأعربت عن استعدادها لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح بشأن آليات تنفيذ اتفاق القاهرة عام (2011) وملحقاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على الاتفاق.
وجرت منذ شهر تشرين الأول حتى شهر ديسمبر الحالي عدت لقاءات بين الحركتين، حيث توجَّه وفد من حكومة الوفاق إلى قطاع غزة التفاهمات الأخيرة بين حركتي حماس وفتح.
كما وقعت عدة خلافات وسوء تفاهمات بين الحركتين، من بينها عمد استلام عدالة الأتيرة رئيس سلطة جودة البيئة، مهامها في قطاع غزة، نظراً لوجود عدد من الإشكاليات، وتمَّ حل الخلاف في وقت لاحق.
إضراب الأسرى
خاض مئات الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، ضد سياسة الإهمال الطبي، والانتهاكات، والاعتقال الإداري، والمحاكم الجائرة، ومنع الزيارات.
وطالب الأسرى بتحسين شروط حياتهم، وتحسين ظروف الزيارات، وتركيب هاتف عمومي في جميع السجون والأقسام، كما طالبوا بالرعاية الصحية وتحسين الطعام وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، وإجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري والعمليات الجراحية، وإدخال الأطباء ذوي الاختصاص من الخارج، وعدم تحميل الأسير تكلفة العلاج، وتوفير نظام غذائي وصحي يكفل المحافظة على صحتهم، ووقف الأحكام الإدارية المخالفة للضوابط المقرة دولياً في التعامل معها، ووقف سياسية العزل الانفرادي، ووقف معاناة النقل في البوسطة، ومواصلة التعليم.
في تاريخ (27 أيار/مايو) أعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين تعليق الإضراب الذي استمر (41) يومًا، بعد مفاوضات حتى ساعات الفجر في سجن عسقلان الإسرائيلي.
استشهاد باسل الأعرج
استشهد الشاب باسل الأعرج (31 عامًا) من قرية الولجة في محافظة بيت لحم، فجر يوم الإثنين بتاريخ (6 أذار/مارس)، في مدينة البيرة قرب رام الله، بنيران قوات الاحتلال التي اقتحمت منزلًا تواجد فيه الشهيد واختطفوا جثمانه.
وقبل اغتياله خاض الأعرج اشتباكًا مسلَّحًا مع قوَّات الاحتلال مدَّة ساعتين، حتى نفذت ذخيرته، وبعدها اقتحمت قوات الاحتلال المنزل، وأعدمت الأعرج من مسافة قريبة.
وكانت قد اختفت آثار الشهيد الأعرج في (31 آذار/مارس 2016)، إلى جانب اختفاء الشابين هيثم السياج ومحمد حرب.
انضمام فلسطين للانتربول
أعلنت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "إنتربول"، بتاريخ (27 أيلول/سبتمبر) قبول عضوية دولة فلسطين خلال تصويت بالجمعية العامة للمنظمة في بكين.
ووافقت قيادة المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "إنتربول"، على تلبية طلب فلسطين للانضمام إلى عضويتها.
وجاء القرار في ظلّ ضغوط إسرائيلية وأمريكية، حاولت منع الموافقة على الطلب الفلسطيني خلال اجتماع "الإنتربول"، الذي عقد في عام(2016).