نهاد الطويل - النجاح الإخباري - شارف العام 2017 على نهايته، حيث يستعد لمغادرتنا مسرعا من غير رجعة.
عام كان مثقل بأحداث مهمّة ضربت العالم وأحدثت فيه تغييرات وزانة على مختلف المستويات ولا بُدّ من ذكر أبرزها،
قنبلة ترامب ..
نبدأ من النهاية إذ القى الرئيس الأميركي دونالد ترامب "قنبلة ثقيلة" معلنا القدس "عاصمةً لإسرائيل" في خطاب من البيت الأبيض في 6 كانون الأوّل، وهو أهمّ أحداث العام 2017.
وقال ترامب إنّه وجّه أوامره إلى الخارجيّة الأميركيّة للبدء بنقل السّفارة الأميركيّة من تل أبيب إلى القدس. وعقب هذا الإعلان الّذي وصف بالـ"تاريخيّ"، انهالت التنديدات العربيّة والتعليقات السّلبيّة على ترامب، تبعتها اجتماعات أممية لم تخرج عن نطاق التنديد وتحقيق انتصار رمزي بإجماع حول رفض قرار ترامب، إلا أنّ كل هذه التحركات لن تردع إسرائيل عن مواصلة جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
الأزمة الخليجية..
أعلنت 6 دول وهي السعودية والإمارات والبحرين، ومصر، واليمن، والمالديف، الإثنين 5 حزيران، قطع علاقاتها مع قطر، ومحاصرتها عبر إغلاق المجالين البحري والجوّي ومنع سفر مواطنيها إلى قطر، بحجة دعم الأخيرة لجماعات متطرفة وتأييدها لإيران في مواجهة دول الخليج، فضلاً عن عملها على زعزعة أمن الدول السّتة وتحريض بعض المواطنين على حكوماتهم.
إيرما يضرب فلوريدا
وأعلنت الولايات المتّحدة في أيلول حالة الطوارئ في ولاية فلوريدا، وبدأت السلطات بإجلاء السّكان نتيجة الإعصار "إيرما" الذي ضرب الولاية مخلّفًا عددًا من الضحايا. واعتبر "إيرما" من أخطر وأقوى الأعاصير التي شهدتها الولايات المتّحدة، وقدّر حجم الخسائر بمئتي مليار دولار.
كردستان .. الحسم الغائب
وفي ما يتعلّق بإقليم كردستان العراق، أجرى رئيس الإقليم مسعود البرزاني يوم 25 أيلول 2017 الاستفتاء على انفصال الإقليم عن العراق، فجاءت النتائج 92% مؤيدة، إلّا أنّ الحكومة الاتّحاديّة في بغداد رفضت الاعتراف بالاستفتاء واتّخذت اجراءات عديدة لإبطاله. صحيحٌ أنّ الإقليم فشل بتحقيق حلمه لثغرات داخلية ومعارضة دولية، إلا أن البرزاني سجّل اسمه في التاريخ كأول رئيس حاول الاستقلال على الرغم عن كلّ التهديدات والقرارات الدوليّة.
الإرهاب يضرب تركيا
وفي مثل هذه الأيام كانت تركيا تنزف خلال استقبال عامها الجديد ليلة رأس السّنة، بهجوم إرهابيّ على ملهى لا رينا الشّهير في إسطنبول، إذ اقتحم الملهى رجل يرتدي زي "بابا نويل" وأطلق النّار عشوائيًّا على السّاهرين، ما أدّى إلى سقوط 39 قتيلاً منهم 3 لبنانيين، وهم إلياس ورديني، وريتا الشامي، وهيكل مسلّم.
مصر .. الأرهاب يتواصل
المجزرة التي حصلت في مسجد الروضة في شبه جزيرة سيناء المصرية تبدو استثنائية على غير صعيد. فهي استهدفت مصلّين في مسجد وحصدت في غضون دقائق أرواح أكثر من ثلاثمئة نفس بينهم قرابة الثلاثين طفلاً وجرحت أكثر من مئة. حجم الفظاعة التي ارتكبت دفعة واحدة كبير ومهول.
واستشهد 305 أشخاص، وجرح 128 آخرين في هجوم استهدف مسجدًا بعبوة ناسفة وأسلحة آلية أثناء خُطبة الجمعة، في قريةبئر العبد محافظة شمال سيناء، بحسب النيابة العامة ووزارة الصحة المصرية.
وفي مصر،أيضا قُتل يوم 26 أيّار ما لا يقل عن 29 شخصًا من بينهم أطفال، وأصيب 24 آخرون في هجوم نفذّه أحد الإرهابيّين على أقباط كانوا يستقلون حافلة في محافظة المنيا جنوب مصر.
وأعلن في اليوم التالي تنظيم داعش في بيان أنّ "مفرزة أمنيّة تابعة له نفذّت هجوم المنيا الّذي استهدف حافلة تقل أقباطًا".
أما في العراق، فسقط تنظيم داعش، نهائيًا في حزيران بعد معارك دامية مع الجيش العراقي بالتعاون مع الحشد الشعبي اشتدّت في الأشهر التسعة الأخيرة بعد ما سيطر التنظيم على البلاد منذ العام 2014.
لبنانيًّا، أحدث رئيس الحكومة اللّبنانيّة سعد الحريري "صدمة إيجابيّة" للشعب اللّبنانيّ والعالم، بعد تفجيره خبر استقالته "الغامضة" من الرياض عبر شاشة العربية في 4 تشرين الأوّل، علمًا أنّ خروج نبأ الاستقالة من الرياض يتعارض مع الأعراف والأصول الدستوريّة اللّبنانيّة. ولكن بعد مرور حوالى الشّهر، تريّث الحريري عن استقالته بطلب من رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، ليتراجع عنها في 5 كانون الأوّل.
أما في اسبانيا، أعلن إقليم كتالونيا في 27 تشرين الأوّل انفصاله عن اسبانيا بعد إجراء استفتاء وافق خلاله 90% من المواطنين على الانفصال، في حين اعتبرت المحكمة الدستوريّة هذا الاستفتاء غير دستوريّ وأعلنت تعليقه قبل ساعات من بدء التصويت.
في السعودية، ضجّت الصّحف ووسائل الإعلام العربيّة والعالميّة يوم 5 تشرين الثاني بخبر اعتقال أمراء وسياسيّين سعوديّين بتهم الفساد في فندق ريتز كارلتون في الرياض. وأبرز المعتقلين رجل الأعمال الملياردير الأمير الوليد بن طلال. ولا تزال تداعيات هذه الحادثة التي حملت عنوان "مكافحة الفساد" مستمرة بين صفقات وتنازلات لإطلاق سراحه المعتقلين.
"اليمن لم يعد سعيدا .."
وفي 4 كانون الأوّل، ضج اليمن على خبر مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح على يد حلفائه الحوثيين، ما عمّق الاقتتال والانقسامات في هذا البلد، وسط ارتفاع أعداد القتلى المدنيين، وانتشار الفوضى والفقر والأمراض.
ميانمار .. من يوقف المجزرة
أما في ميانمار التي ترفض الاعتراف بمسلمي الروهينغا، واجهت هذه الأقلية قيودًا شديدة داخل ميانمار ذات الأغلبية البوذية. فرّ مئات الآلاف من ولاية راخين إلى بنغلادش وقتل الآلاف بعد تعرّضهم لعمليات قمع وتعذيب على نطاق واسع. في حين اعترفت الأمم المتّحدة بالانتهاكات التي تتعرض لها هذه أقلية، معتبرةً إيّاها من أكثر الأقليات التي تتعرض للظلم في العالم.