نهاد الطويل - النجاح الإخباري - في انتظار أن تتوضح الصيغة الجديدة في المشهد الفلسطيني، لقاء جديد في أقل من شهرين جمع الرئيس محمود عباس، مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وخاصة أنها تأتي بعد زيارة أجراها الرئيس إلى قطر الى جانب زيارة ناجحة االى العاصمة باريس التقى نظيره الفرنسي مانويل ماكرون.

 بيد أن الأمر بحاجة الى أيام أخرى كي تظهر أسباب هذه الجولة المستمرة وفقا للمحللين.

وصوتت غالبية من 128 دولة في الجمعية العمومية ضد القرار الذي اصدره الرئيس الاميركي دونالد ترامب في السادس من الشهر الجاري معترفا بالقدس عاصمة لاسرائيل في ما عد انتصارا لوجهة النظر الفلسطينية والعربية والمجتمع الدولي وذلك على وضع ، على وقع تهديدات أطلقته واشنطن بمعاقبة الدول التي تقدّم لها مساعدات.

التهديد غير المسبوق رأى فيه مراقبون أنه ابتزاز صريحا للمجتمع الدولي وأن دوبلوماسية واشنطن تواصل بذلك اللعب على استمرار الحرب في المنطقة والتصعيد في الملف الفلسطيني لصالح اسرائيل

فمن يتمعن بهذا الخطاب غير المسبوق في العلاقات الدولية يدرك جيدا أن سيد البيت الأبيض ليس معني بتحقيق أي سلام شامل وعادل بل إنه يبحث عن إشعال عود ثقاب التصعيد المستمر أصلا في المنطقة ...  حتى بات الكثيرون ينعتوه بـ"الرجل الواضح والوقح".

وليست تهديدات ترامب هذه هي الأولى في ابتزاز المجتمع الدولي لجهة الملف الفلسطيني حيث أنه وإثر زيارة ترامب، للسعودية في أيار/ مايو الماضي، وقع والملك سلمان بن عبد العزيز، صفقات أسلحة ضخمة وتعاون عسكرى بنحو 460 مليار دولار، وعقدت شركات أمريكية سلسلة صفقات بمليارات الدولارات مع الرياض، بجانب صفقات سلاح مليارية مع دول الخليج الأخرى كالإمارات والكويت والبحرين وقطر.

ابتزاز عبر عنه صراحة قبل أيام الرئيس ترامب أثناء إعلان إستراتيجية إدارته للأمن القومي للولايات المتحدة، إذ طالب "البلدان الثرية" بأن تسدد لواشنطن تكلفة الدفاع عنها.

خطاب يرى فيه مراقبون إنه يأتي أيضا في أطار كبح جماح التحرك الروسي الصيني وعدم السماح لموسكو وبكين بالتغول في السياسة الدولية وإدارة الملفات المعروفة وعلى رأسها الملف الفلسطيني.

لكن الأخطر فيما يهدد به ترامب هو نزع الولايات المتحدة عن العالم ووضعها بمحاذاته ويتحدث بفكرة الفوقية الأمريكية وأن هناك ثمن على الجميع أن يدفعه حلفاء وأعداء لواشنطن.

وبمنطق الإبتزاز الأمريكي الجديد فإن هذه السياسة ستكون الأخطر على الحلفاء وبشكل أكبر وبالتالي أن تكون عدو للولايات المتحدة أفضل من أن تكون حليف باختصار.

تهديد ترامب يأتي في وقت كثفت القيادة تحركاتها الدولية أملاً بتأمين دور روسي – صيني – فرنسي ضمن عملية سياسية متعددة الأطراف وذلك في محاولة لكسر التفرد الأمريكي بعملية السلام.

ورفضت الأمم المتحدة، التعليق على "التهديدات" التي وجهتها مندوبة واشنطن الدائمة لدي المنظمة الدولية، نيكي هيلي

وردًا على أسئلة الصحفيين بشأن ما إذا كانت "تهديدات" هيلي تعد أمرًا مقبولًا، اكتفى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك بالقول"لقد اطلعنا على تقارير صحفية في الموضوع، ونحن لا نعلق على كيفية إدارة دولة عضو لأعمالها داخل الأمم المتحدة، مرة آخرى نقول نحن لا نود التعليق على هذا الموضوع".

فلسطينيا رفضت حركة تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقطع المساعدات عن أي دولة صوتت لصالح مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين قراره باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ووصفت الحركة، في بيان لها تلك التهديدات بـ"الابتزاز والتعدي السافر" على سيادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

بدورها قالت حركة قالت حركة حماس إن تهديد الإدارة الأمريكية للدول التي ستصوت لصالح قرار القدس بالأمم المتحدة، هو إرهاب سياسي وتدمير للمؤسسات الدولية.

وفي الأردن الذي تواصل دوبلوماسيته جهودها الدولية لمناهضة الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لاسرائيل  أثار التهديدات الامريكي غضب الاردنيين الذين رأوا في التهديد استهدافاً مباشراً لبلدهم.

وقابل الناشطون الأردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، تهديد ترامب، بتحدٍ ودعوة للتنازل عن المساعدات الأميركية في سبيل الحفاظ على "الكرامة الوطنية".
وتبلغ قيمة المساعدات الأميركية للأردن سنوياً نحو 1.3 مليار دولار أميركي.

وعبّر الناشطون عن انحيازهم لموقف بلادهم، مفضلين الانتصار لعروبة القدس على المساعدات الأميركية، مهما كان حجمها، معتبرين التهديد الأميركي إهانة ولو لم يُنفذ.