نهاد الطويل - النجاح الإخباري - علق الدكتور عامر السبايلة الباحث في الشؤون الاستراتيجية على خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي حدد استراتيجية ادراته في الجوانب الاقتصادية والسياسية،علق بالقول إنه "إعلان عودة الولايات المتحدة للكثير من الملفات التي اعتقد الكثيرون أنها تخلت عنها".
وقال السبايلة لـ"النجاح الإخباري" الثلاثاء إن الخطاب حمل رسائل خطيرة للحلفاء من أن نمط العلاقة والتحالف سيكون مبني على فكرة المساواة في التكلفة وأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تخوض حروب ولن تدعم أي شخص أو دولة الا إذا قامت بدفع ما عليها من استحقاقات.
" الرئيس ترامب وجه رسالة واضحة أن سياسة دعم الحلفاء تخسير واشنطن الكثير والرسالة في المقام الأول موجهة بشكل مباشر لحلف شمال الأطلسي" رأى السبايلة.
وعن الرسالة التي وجهها ترامب لروسيا والصين في ضوء سعيهما للتحرك في سياق الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وعملية التسوية، يعتقد السبايلة أن الخطاب لم يتضمن حالة واضحة من العداء لروسيا.
ويعتقد ترامب ان التقدم الاقتصادي للصين واتساع النفوذ السياسي والاقتصادي لروسيا الاتحادية خطوة عدائية تجاه الطموحات الاميركية لتحقيق الازدهار الاقتصادي وابقاء النفوذ الاميركي مهيمنا على العالم.
وشدد السبايلة أن الحديث يدور عن خطاب يحمل حالة الندية وعدم السماح لموسكو وبكين بالتغول في السياسة الدولية وإداةر الملفات المعروف بما فيها الملف الفلسطيني.
"الخطير فيما قاله ترامب هو نزع الولايات المتحدة عن العالم ووضعها بمحاذاته ويتحدث بفكرة الفوقية الأمريكية وأن امريكيا تعود وان لديها رؤية مختلفة اليوم عن السابق" أضاف السبايلة.
ومن شأن الخطاب الاستراتيجي لساكن البيت الأبيض أن يرسم بحسب الخبير السبايلة "شكلا جديدا في التعاطي الأمريكي" وأن هناك ثمن على الجميع أن يدفعه حلفاء وأعداء.
وحذر السبايلة من هذه السياسة ستكون الأخطر على الحلفاء وبشكل أكبر.
وبالتالي :"أن تكون عدو للولايات المتحدة أفضل من أن تكون حليف باختصار" رأى السبايلة.
والخطاب بحسب السبايلة يحمل اشارة قوية بعودة واضحة الى موضوع عودة الدفاع الامريكي بسبعة مليار دولار وهذا رقم قياسي بموضوع الدفاع العسكري وهي اشارة واضحة تريد واشنطن من خلالها أن تظهر عسكريا على عكس ما كان يعمل الكثيرون على تسويقه إبان ادارة الرئيس السابق باراك اوباما الذي كان يطلق العنان لسياسة " الانسحاب الامن واحلال سياسية التغيير السياسي الناعم".
ويربط السبايلة ما سبق بأن الولايات المتحدة قادمة لفرض رؤيتها بقوة في إطار الحديث عن الدور الأمريكي في عملية السلام في الشرق الأوسط وهذه الرسائل الأبرز.
ورأى أن الخطاب حمل في ثناياه طبيعة الرؤية الترامبية لتحقيق "السلام" من وجهة النظر الأمريكية من زاوية "فكرة الفوقية الأمريكية و الاستعلاء و فرض الرؤية".
خطاب ترامب يأتي في وقت كثفت القيادة تحركاتها الدولية أملاً بتأمين دور روسي – صيني – فرنسي ضمن عملية سياسية "متعددة الأطراف" وذلك في محاولة لكسر التفرد الأمريكي بعملية السلام.
وتقول القيادة الفلسطينية إن إعلان الرئيس ترامب "القدس عاصمة لإسرائيل" سحب منها ملف الرعاية للسلام في المنطقة. بالتزامن مع تأكيدها التوجه إلى الجمعية العامة للإمم المتحدة للتصويت على مشروع قرار مصري يدعو إلى "إبطال أي تغيير في وضع المدينة المقدسة" بعد إسقاطه بـ"فيتو" أميركي خلال جلسة التصويت عليه في مجلس الأمن مساء أمس فيما صوت لمصلحة القرار باقي أعضاء المجلس الـ14.
وأكد مستشار الرئيس للشؤون الخارجية نبيل شعث إن القيادة "ستواصل حراكها على الساحة الدولية، خصوصاً الأوروبية، لمراكمة الدعم الدولي تدريجاً في مواجهة إسرائيل والانحياز الأميركي لها".
وأعلن في تصريح سابق لـ"النجاح الإخباري" عن جولة ستقوده إلى روسيا والصين على رأس وفد فلسطيني "سيكون محورها الدور الروسي - الصيني في المشاركة في إدارة عملية سياسية متعددة الأطراف".
وقال: "لا يمكن الحديث عن مبادرة فرنسية جديدة. ما تريده فلسطين هو مبادرة أوروبية يلعب فيها كل من موسكو وبكين وباريس دوراً بحيث يتم البناء على المبادرات السابقة، في ضوء الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل".
ويتزامن مع زيارة الوفد الفلسطيني لبكين، حضور وفد آخر إسرائيلي برئاسة عضو الكنيست عن حزب "العمل" حيليك بار الذي يلتقي وزير الخارجية وانغ يي ونائبه تشن شي دونغ، بهدف "توفير منصة تواصل لمؤيدي السلام".