نهاد الطويل - النجاح الإخباري - بعد أكثر من ست سنوات من التغييب، وتحديداً منذ بدء الأزمة السورية، وقبلها حراك ما يسمى بالربيع العربي في مصر وتونس، وليبيا، عادت القضية الفلسطينية اليوم من الباب الأوسع عربياً وإعلامياً
وفي وقت يرى فيه كثيرون إن هذا التغييب مقصود لبوصلة أم القضايا أتى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبنية نقل السفارة الأميركية إليها، ليستنهض القوى النائمة.
استنهاض طال الزعماء العرب، الذين راحوا يوزعون بياناتهم وخطاباتهم تحذيراً، وقلقاً، وأوقد على صعيد الرأي العام الفلسطيني العربي شعلةً كانت مطفأة في سنوات ذهبت ضحية الصراعات السياسية، والتخندق المذهبي في المنطقة.
واشتعلت المناطق الفلسطينية غضباً، وأعلنت الفصائل دعوات غضب عمد فيها الفلسطينيون تسعة شهداء وأصيب قرابة 3400 بجروح مختلفة منذ السابع من كانون الأول الجاري.
تغطية حيّة ومباشرة، مستمرة منذ ذاك الوقت، استنفر فيها مركز الإعلام بجامعة النجاح الوطنية ( فضائية النجاح ،موقع النجاح الإخباري" واذاعة النجاح) طواقمها الإعلامية لمخاطبة الرأي العام العربي والاسلامي والعالم واعتماد دليل إعلامي واضح ودقيق لآليات تقديم نضالات شعبنا بما فيها ملف القدس.
ويؤكد نقيب الصحفيين الأردنيين راكان السعايدة أن مجلس النقابة يحذر من تداعيات أي قرار أميركي يعتبر القدس عاصمة لإسرائيل.
وشدد السعايدة لـ"النجاح الإخباري" على ضرورة أن تبقى القضية الفلسطينية الشغل الشاغل للخطاب العربي والاسلامي باعتبارها قضية العرب الأولى وقضيتهم المركزية.
وأوضح السعايدة أن الواجب القومي والعروبي يلزم الجميع تحمل مسؤولياته كاملة وأن لا يكون هناك أي تراخي في الدفاع عن القدس وفلسطين فهذه لحظة تاريخية فاصلة لا تقبل التراخي والتجاهل أو المواقف الضعيفة الهزيلة.
وأكد السعايدة أن الإعلام الأردني بكل أشكاله وأنواعه يقف وقفة صلبة وقوية في مواجهة القرار الأميركي وآثاره، وأدى، ويؤدي دورا مهنيا مميزا في المتابعة والتغطية وتوضيح كل جوانب هذا القرار وانعكاساته، وهو يبرز تطابق الموقفين الرسمي والشعبي الكامل في الأردن الذي يُجابِه محاولات التآمر على القدس ويصر على أنها عاصمة الدولة الفلسطينية التي لا يقبل عربي ومسلم ومسحي التنازل عنها.
وتحت عنوان "يوم الاعلام العربي" الذي حمل شعار "إعلام واحد.. وطن واحد.. من أجل عروبة القدس" توحد الفضاء العربي في تظاهرة إعلامية عربية موحدة، نصرة للقدس، ومقدساتها الاسلامية والمسيحية ولفلسطين، ورفضا لإعلان ترامب.
وكان الاتحاد العام للصحفيين العرب، أعلن في وقت سابق القدس المحتلة عاصمة دائمة للإعلام العربي ردًا على إعلان ساكن البيت الأبيض.
إعلان سارع عقبه مراقبون للتحذير من أن ثمة مخاطر تهويد وتصفية حقيقية، وهناك محاولات دؤوبة لتكريس وشرْعنة الاحتلال الى الأبد.
تحذير دفع فعاليات وطنية للدعوة الى توحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني وصياغة خطاب إعلامي فلسطيني بمختلف اللغات موجه للمؤسسات الصحفية والإعلامية والهيئات الدبلوماسية الأجنبية والرأي العام الدولي دعماً للقدس ولحقوق شعبنا المتوازنة وسط مطبالبات بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2222) الخاص بحماية الصحفيين من ممارسات قوات الاحتلال في الميدان.
وفي الساعات الأولى للإعلان عن القرار، اتشحت مواقع عربية وفلسطينية بالسواد، وتصدرت صورة قبة الصخرة صفحاتها الرئيسية.
بينما ذهبت مواقع أخرى للدعوة الى مقاطعة المنتجات الأمريكية،كما هو الحال بالنسبة لموقع وكالة "جراسا" الأردنية.
وبين هذه الفروقات الإعلاميّة في التعاطي مع القضيّة الفلسطينيّة، وصورة مراسل "بي بي سي" في واشنطن، الإعلامي السوداني لقمان أحمد، وهو يبكي على الهواء لحظة إعلان ترامب القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، احتلت وسوم القدس، باللغتين العربية والإنكليزية موقع تويتر، حاشدة ملايين التغريدات المندّدة بقرار ترامب، والمتمسكة بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين.
وأمام هذا كله فثمة من يقول بأن المتفرّج على الشاشات العربيّة أو المتصفّح للصحف، يعرف الخطاب الإعلامي المبطّن فوراً: القدس قبلةٌ للعرب، أو أنّها "خبرٌ ثانٍ" وبين من رآه خبراً يستحقّ التغطية، لكن لا يرقى ليكون مانشيتاً.
فالقدس أكبر من مدينة وأبعد من جغرافيا وأعمق من تاريخ .... هي العاصمة الفلسطينية العاصية لكل القرارات.