عاطف شقير - النجاح الإخباري - في الظلام تنسج السياسات الأمريكية التي تستهدف مستقبل القضية الفلسطينية وكان أبرز تقليعاتها ما تسمى "صفقة القرن" التي تنص على إقامة دولة فلسطينية على أراضي قطاع غزة وأجزاء من سيناء مع استفحال غول الاستيطان بالضفة الفلسطينية.
الظروف سانحة
أشار الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إلى أن الادارة الأمريكية تعبر عن استهانة بقدرات الفلسطينيين والعرب، وتنطلق من اعتقاد مؤسس إسرائيليا، بأن ظروف المنطقة التي تضج بالصراعات من كل نوع وبالانقسامات والمخاوف، تسمح لإسرائيل بأن تحقق مصالحها ومصالح راعيتها وشريكتها الولايات المتحدة بدون أن تضطر لدفع أي ثمن.
وأ ضاف عوكل عبر مقال له على صفحة الفيسبوك "قد تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وفق حسابات إسرائيلية، تقول بأن العرب قد لا يستمروا في ربط تطبيع علاقاتهم بإسرائيل بالقضية الفلسطينية، وأمامهم تجربة مملكة البحرين مثلا. قد يكون كل ذلك مجرد أوهام أو حسابات خاطئة، أو ربما ينطوي ذلك على بعض الحقيقة، لكن كل ذلك وفي كل الأحوال من المستحيل أن يؤدي إلى ضعف حالة الاشتباك، أو تراجع الفلسطينيين عن حقوقهم. ما ينبغي على الولايات المتحدة أن تعرفه، هو أنها بحساباتها وقراراتها، وآخرها قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، تكون قد اختصرت الزمن الذي ضاع منه الكثير، قبل أن تجاهر بشراكتها الشاملة والكاملة مع إسرائيل، وأنها بذلك قد دفعت بالصراع، من صراع على حدود الرابع من حزيران 1967، إلى صراع على كل الأرض وكل الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
وأضاف عوكل "لا يغير من هذه الحقيقة التي أدعي علميتها وموضوعيتها، أي محاولات أمريكية مراوغة للتضليل عبر تحسينات لفظية لقرارها القبيح، أو أي محاولات من أطراف أخرى دولية توهم الفلسطينيين بأن طريق السلام لا يزال مفتوحا على إمكانية تحقيق رؤية الدولتين، على الرغم من كثرة المطبات وصعوبتها. في راهن الظروف قد لا يبدو أن الفلسطينيين يملكون القدرة على إيذاء المصالح الأمريكية، التي لا تعرف إلا لغة المصالح الأنانية، لكن الصراع مفتوح على كل الحقوق وكل أشكال النضال، ومفتوح على الزمن، ومفتوح على متغيرات دولية وإقليمية وعربية من غير الممكن إلا أن تكون لصالح أصحاب الحقوق التاريخية والمتمسكين بالقانون والعدل".
دولة في سيناء
خلص تقرير لصحيفة ألمانية إلى أن إقامة دولة فلسطينية في سيناء بدلا من الضفة الغربية وقطاع غزة يمثل أساس "صفقة القرن" التي تتحدث التسريبات عن إبرامها بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وأطراف عربية من جهة أخرى.
فقد ربطت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" بين التخطيط منذ عقود لتحقيق هذا الهدف وبين "الإهمال المتعمد" من نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك لتنمية شمال سيناء.
ونوهت إلى أن المتداول عن صفقة القرن تجاوز ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية لشمالي سيناء، إلى إثارة قضية تهجيرهم من القدس الشرقية إلى العريش ومحيطها.
وتزامن نشر التقرير مع توسع الاحتجاجات في مختلف دول العالم ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن تصريح الرئيس الأميركي ترمب عن حق المسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى يعني أنه لن يكون مسموحا للفلسطينيين السكن في القدس، وأنهم سيرحلون من هناك لسيناء.
وكتب التقرير رئيس قسم العالم العربي والشرق الأوسط بالصحيفة راينر هيرمان واستهله بالإشارة إلى أن النظام المصري فرح بزيارة وزيرة الشؤون الاجتماعية الإسرائيلية غيلا غامليئيل للقاهرة نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، باعتبارها الزيارة الأولى لعضو بالحكومة الإسرائيلية لمصر منذ سنوات.
ولكن هذه الفرحة تلاشت سريعا بعد حديث الوزيرة عن سيناء كأفضل وأنسب مكان لإقامة دولة فلسطينية، حسب كاتب التقرير.
وذكر هيرمان أن تصريح غامليئيل دفع الخارجية المصرية إلى مطالبة نظيرتها الإسرائيلية بتوضيح حول الموضوع، ورأى أن رد الحكومة الإسرائيلية لم ينف تطلعها لإقامة دولة فلسطينية بسيناء واقتصر على الإشارة إلى أن تصريح الوزيرة يخصها شخصيا.
توسيع المستوطنات
وقال الكاتب الألماني إن ما قالته غامليئيل بالقاهرة لم يكن عفويا، ومثل تكرارا لحديث سابق وعدت فيه بمساعدات اقتصادية لمصر مقابل توطينها للفلسطينيين بسيناء.
وأوضح أن تصريح الوزيرة الإسرائيلية "يعني بوضوح أن سيناء تعد مكانا بديلا للدولة الفلسطينية بدلا من الضفة الغربية التي تتوسع فيها المستوطنات اليهودية بشكل متزايد.
ولفت إلى أن "إسرائيل" تتمسك بالضفة التي تسميها "يهودا والسامرة" باعتبارها أرضا توراتية.