نهاد الطويل - النجاح الإخباري - في الوقت الذي تواصل الفعاليات الشعبية في الأردن لليوم السابع على التوالي احتجاجاتها ضد قرار الرئيس الامريكي دونالد ترمب نقل سفارة واشنطن من تل ابيب الى القدس والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل ذهبت مدينة السلط وسط الأردن الى ابعد من مسألة الاحتجاجات، ففي شوارعها القديمة التي تشبه مدينة نابلس تحكي نتوءات حجارتها المعتقة حكايات خلت تواصل المدينة سيتزين مدخل مدينة السلط الأردنية بمجسم قبة الصخرة والمصنوع والفسيفساء والرخام والنحاس واستغرق تصميم المجسم مدة ثلاث سنوات بتكلفة تقدر بـ 50 ألف دينار.
وكان لمرور المحامي مالك أبو رمان منذ شهرين من شارع الأمير محمد حيث يوضع مجسم قبة الصخرة منذ عام 2014 السبب في تحريك موضوع المجسم العالق في الأدراج منذ سنين.
وحين صعد أبو رمان ليرى مجسم قبة الصخرة كأي زائر هالـَـه جمالُها ودقة صنعتِها، فهي مبنية تماماً كمسجد قبة الصخرة في القدس بتفاصيلها وزخارفها.
وتظهر وثائق حصل عليها "النجاح الإخباري" الإجراءات التي تابعها أبو رمان بنفسه يقول إنه حصل على موافقة كل من محافظ السلط ووزارة الداخلية ووزارة الأشغال العامة وجميع الموافقات الأمنية لنقل مجسم قبة الصخرة إلى "دوّار الدبابنة" على مدخل مدينة السلط. ويضيف "أن الكتاب الآن عند وزير الأشغال، فهو أعطى موافقة مبدئية ولم يبقى سوى تحديد موعد نقل المجسم على نفقة الوزارة". كما تبرعت بلدية السلط بتركيب المنصات والكشافات التي ستضيء المجسم.
حفل إشهار
وبحسب أبو رمان سيكون هناك حفل إشهار للمجسم في مدينة السلط من المتوقع أن يحضره رئيس الوزراء د. هاني الملقي، وشخصيات بارزة أخرى من السلط وخارجها. وذلك فور الانتهاء من نقل المجسم وتركيبه الذي سيكون على ثلاثة مراحل والمتوقع إنجازه قبل عيد الفطر المبارك.
يذكر فني الديكور –صاحب المجسم- نظام نعمة أنه توجه منذ أن أتم بناء المجسم عام 2014 لأمانة عمان كي تنقل المجسم إلى مكان عام يمكن للناس زيارته والتمتع بمشاهدته. فأرسلته إلى عدة جهات كي تتابع طلبه والذي وصفته الأمانة "بالمعقّد"، كما أنها تذرعت أحياناً بالقول أن نعمة بني المجسم "دون أن يستشير أحد".
فحولت المصمم إلى دائرة الإفتاء الأردنية كي تبت في الموضوع، لكن الأخيرة ردت بأن الأمر معقد ولا يمكنها البت فيه أيضاً. ومن يومها لم يحدث أي تحديث على أوراق نقل المجسم بحسب نعمة، إلى أن قابل المحامي.
وعن مجسم قبة الصخرة الذي قدمه نعمة "هدية للسلط" فهو يزن ما يقارب ستة أطنان وبارتفاع 3.80 متراً. وهو مبني على وحدة قياس 1-10، أي أن الأبعاد حقيقية كما هي في قبة الصخرة الأصلية في المسجد الأقصى المبارك.
وتظهر على أطراف المجسم المثمّن نفس النقوش والزخارف الأصلية؛ حيث كتب على جدرانها آية الكرسي وتحت القبة جزء من سورة الإسراء.
واستخدم المصمم مواد مقاومة لعوامل الجو الباردة والحارة، ويضيف "استخدمت جسور حديدية وأنابيب معدنية ومن ثم تم تركيب ألواح إسمنتية مقاومة للرطوبة. أما الكساء الخارجي فهو مكون من الرخام والإسفلت والفسيفساء التي أحضرتها من مدينة مادبا".
جماليات القبة
وعن جماليات بناء قبة الصخرة المشرفة، يذكر الباحث الدكتور عبد الله معروف في كتابه "المدخل إلى دراسة المسجد الأقصى" أن الصخرة تقع موقع القلب من المسجد الأقصى المبارك؛ أي على الجهة اليسرى منه مائلة إلى اليمين.
أمر ببناء قبة الصخرة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. واستغرق بناؤها سبعة سنوات. وتتميز العمارة في العصر الأموي بالنظرة الروحانية التي تعتمد على تجسيد الإيمان ومفردات العقيدة الإسلامية كما ذكر الباحث* .
فمثلاً بنيت قبة الصخرة على ثمانية مدامك (أعمدة كبيرة) تحمل القبة الذهبية، وهذا يذكر بالآية الكريمة "وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ"* .
وبُنيَ في الجانب الغربي منها ثلاثة محاريب متجاورة تُذكر بالأماكن المقدسة الثلاثة في الإسلام. أما الجانب الشمالي من القبة فتحتوي سبعة محاريب متجاورة تُذكر بالسماوات السبع والأرضين السبع.
أما عن الزخرفة الفسيفسائية فيها فهي تحتوي على أنواع الثمار والزروع التي ذكرت في القرآن. ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد أي وحدة زخرفية أموية في القبة سواء من الفسيفساء أو تيجان الأعمدة تشبه أي وحدة زخرفية أخرى.
شارع القدس ..
وأطقت بلدية مدينة السلط ، تسمية "القدس العربية" على أحد شوارعها المعروفة، وذلك في وقت تشهد فيه الساحة العربية والإسلامية تضامنا مع مدينة القدس، التي لقيت قرارا ضدها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معلنا أنها "عاصمة لإسرائيل".
وبحسب ما نقله ناشطون، فإن مجلس بلدية السلط الكبرى قرر تسمية الشارع المعروف باسم الستين بـ"القدس العربية".
ونشرت المحامية والناشطة الحقوقية نور الإمام على صفحتها.
ورأت الناشطة السلطية بثينة خريسات أن القدس تمثل قلب السلط النابض.
وعقبت خريسات لـ"النجاح الإخباري" بالقول:" القدس هناك في غرب النهر،ودعواتنا هنا لآمن والآمان لها في شرق النهر".
ومن زار السلط يلمس بوضوح وجه الشبه بينها وبين مدينة نابلس .
فبينهما وفقا للمراجع التاريخية حكاية مختلفة وعن هذه العلاقة الخاصة وسببها ان المدينتين كانتا اثناء الحكم العثماني وحدة ادارية واحدة، فعندما كانت نابلس ولاية يحكمها والي كانت السلط تابعة لها.
وعندما قام احمد الخليل بثورته المعروفة في نابلس عام 1840، هاجر الكثير من ابناء نابلس الى مدينة السلط وبدات النواة الحقيقية للعمارة المشهورة في السلط الان ؛ والتي هي نمط شقيق لنمط البناء في مدينة نابلس القديمة.