نهاد الطويل - النجاح الإخباري - عندما ترغب العائلات الفلسطينية في الوصول إلى البوابة الشرقية للدولة الفلسطينية وهي مدينة "القمر" والأكثر تاريخية (10,000 سنة قبل الميلاد) فستسافر في العادة عن طريق شوارع مطلة على سلسلة الجبال المتاخمة للمدنية والتي تبدو وكأنها تطال السماء كما ستلفت نظرك أشجار النخيل من كل حدب وصوب، والتي تبدو هي الأخرى اقرب الى الواحات الصحراوية التي لا تحتاج الا لرمي بذرة لتراها بعد ايام وشهور قليلة مترعرعة وكأنها كانت دائما من عبق المكان.
المجهول..
وخلال جولة "النجاح الأخباري" الأخيرة في المدينة ضمن مشروع "باص النجاح" سلكنا الكثير من الطرق الرئيسية والفرعية للمدينة الجميلة بنفس العبق المصاحب لهدوء المكان وانسجام الارض واستوائها .
اللافت للنظر في هذا المشهد الواسع مزارع النخيل القائمة منذ أواخر الستينات وحظيت بالتحسن في العقد الأخير، مع توسيع المزارع إلى مئات الدونمات من مزارع التمر من نوع "المجهول" - وهو النوع الأكثر فخامة ومبيعا بين أنواع التمر في العالم.
وانتقل "باص النجاح" في هذا الصدد لمزارع نخيل، وتجول في بيت تعبئة لشركة نخيل فلسطين.
وقدّم منسق المبيعات فيها محمود كتانة شرحًا عن مراحل زراعة النخيل، وتحضير فسائله، وقطافه، وفرز ثماره، وتعبئتها، وتغلفيها، وصولاً إلى تسويقه إلى تركيا وأندونيسيا وماليزيا بالإضافة الى أكثر من 15 عشرة وجهة.
وقال كتانة أنهم ملتزمون بمعايير تدوير الكرتون، ومهتمة في المحافظة على البيئة، وتزرع قرابة 46 ألف نخلة تغطي مساحات كبيرة من أريحا.
ويعتبر تمر المجهول أحد أجود أنواع التمور المنتجة فلسطينياً وإقليمياً وعالمياً؛ لأنه يزرع في مناطق دون مستوى سطح البحر؛ تزيد فيها نسبة الأكسجين، ما يعطيه نكهة ولوناً مميزين.
وأشار كتانة لـ"النجاح الإخباري" الى أن السوق المحلي أحد أبرز ساحات تسويق "المجهول" وذلك على ضوء تعزيز ثقافة استهلاك التمور لدى المواطن حيث لا يقتصر تناوله على شهر رمضان المبارك، الآن طول أيام السنة يوجد استهلاك للتمور وهذا دليل اعتزاز وطني ان لدينا تمور ذات جودة عالية كنوع منافس للمنتجات الاسرائيلية.
وعرفت زراعة النخيل في فلسطين منذ آلاف السنين، وحظيت باهتمام المزارع ؛ كونها شجرة ذات قيمة اقتصادية كبيرة، ومنزلة دينية عظيمة، تعيش مئات السنين، ولقدرتها على تحمل العديد من الظروف المناخية، بالإضافة لقدرتها على النمو في التربة المالحة.
وبحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني فإن المساحة المزروعة من أشجار النخيل في الأغوار الفلسطينية تقدر بـحوالي 6071 دونمًا في منتصف عام 2012، في الوقت الذي قدرت فيه أعداد أشجار النخيل حسب إحصائيات وزارة الزراعة حتى نهاية شهر حزيران من العام 2011، بحوالي 85.000 ألف شجرة وهي أرقام ليست نهائية وفقا للمعطيات الجديدة التي تؤكد بأن ما يقارب من مئة ألف شجرة نخل تظلل مزارع وحقول مدينة القمر، التي يساعد مناخها الحار وعذوبة مياهها لإنتاج أجود أنواع ثمار التمور من نوع "المجول" أو "المجهول"، لتضع فلسطين في مقدمة الدول المصدرة.
ويؤكد رئيس بلدية أريحا سالم غروف ان قطاع انتاج التمور في أريحا والأغوار يعزز البقاء على الأرض، والتوسع الزراعي في أراض جديدة في المناطق المصنفة اسرائيليا (ج)، وتساعد السكان على الصمود واستثمار اقتصادي عال، مردوده المالي كبير جدا.
وبحسب الخبراء الزراعيين فإن شجرة النخيل تصاب في أجزائها المختلفة بكثير من الأمراض والآفات التي تؤثر على إنتاجية النخلة كماً ونوعاً؛ ما ينتج عنها خسائر كبيرة. وتتفاقم مشاكل الآفات والأمراض بالتوسع الزراعي غير المدروس، ونقل أصول الأشجار بواسطة المزارعين من منطقة لأخرى، دون التحقق من خلوها من الآفات والأمراض، أو بسبب اللجوء لذوي الخبرات التقليدية غير العلمية في مراقبة المزارع.
إليكم بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول التمر "المجهول"
1.تُباع في العالم عدة أنواع من التمر، وتسيطر أريحا على حصة من السوق المرموقة للتمر المجهول الكبير، الليّن وباهظ الثمن نسبيا، ويُزرع في غور الأردن والعربة.
2.من بين الاستهلاك العالمي الذي يبلغ نحو 40 ألف طنّ من التمر المجهول، يسوّق المزارعون في فلسطين نحو 40 ألف طنّ.
3.وتبلغ السوق العالمية لجميع أنواع التمر نحو 8 مليون طنّ ومنها من نوع المجهول الذي تعود أصوله إلى المغرب.
4.يحقق بيع التمر المجهول بالنسبة للمزارعينأرباحا جيدة ولذلك ينشئ المزارعون في أريحا أيضًا مزارع جديدة في السنوات الأخيرة.
5- في السوق المحلي الفلسطيني يبلغ سعر كيلو المجهول نحو 50 شيقلا.
6.ميزة التمر الصحية جعلته من الحلوى المحبوبة لمن يمارسون الحمية الغذائية. إنه يحتوي على عشرة معادن، ستّة فيتامينات B، مضادّات أكسدة، وألياف غذائية. وهو يساعد في الحفاظ على الجهاز الهضمي، الأوعية الدموية والقلب (يخفّض الكولسترول السيّء)، يساعد في منع ارتفاع ضغط الدم، ويحافظ على العظام بواسطة الكالسيوم والمغنيسيوم.