هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - بلونيها الأبيض والأسود سترتسم "الكوفية" على أكتاف الطلبة الفلسطنيين غدا، في اليوم الوطني للكوفية الذي يتزامن مع الذكرى الـ29 لإعلان وثيقة الاستقلال، تعبيرا عن تمسكهم بها، بعدما أقرت وزارة التربية والتعليم يوما سنويا للاحتفاء بالكوفية التي لازمت الرئيس الراحل ياسر عرفات حتى آخر يوم في حياته.
وفي هذا السياق قابل "النجاح الإخباري" المتحدث باسم التربية صادق الخضور لمعرفة تفاصيل فعاليات يوم الكوفية، وأوضح أن يوم غد سوف تكتسي المدارس بطلبتها ومعلميها بإرتداء الكوفية الفلسطينية.
وأفاد بأن هدف فعاليات يوم الكوفية، ستقام بالتزامن مع ذكرى رحيل الرئيس ياسر عرفات، ويوم الاستقلال، لتعزيز حضور الكوفية والتأكيد على أنها رمز باق بذاكرة الشعب الفلسطيني، يعبر عن مسيرة نضاله، ولتعريف الأجيال الصاعدة بما تمثله الكوفية من دلالات.
وحول طبيعة الفعاليات، أشار الخضور إلى أنها ستتضمن الحديث عن الكوفية الفلسطينية في الإذاعات المدرسية صباح غد، وتشغيل الأغاني الوطنية، وارتداء الطلبة والمعلمين الكوفية الفلسطينية.
ونوه إلى أن غدا سيشهد فعالية افتتاح معرض التراث التربوي الأول من نوعه والذي يحتوي على مقتنيات تراثية، ويضم خمس مديريات للتربية والتعليم، وهو الاول من بين أربع معارض ستقام خلال هذا الشهر.
وصرح الخضور بأن مدارس قطاع غزة ستشارك ولأول مرة في فعاليات يوم الكوفية، والتي تقام في الضفة الغربية للسنة الثالة على التوالي، قائلا "ندرك بأن نشاط الكوفية جديد على أنشطة المدارس في غزة، إلا أننا نثق بتقديمهم لأفضل المعلومات، والتي من شأنها تعزيز الجانب المعرفي والفكري".
وأكد الخضور أن وزير التربية والتعليم د. صبري صيدم سيتواجد غدا في نابلس لإحياء فعاليات يوم الكوفية في المدارس، والمشاركة بفعاليات جامعة النجاح الوطنية، وافتتاح معرض التراث.
وحول أهمية تثقيف الطلبة بما يخص يوم الاستقلال، أوضح الخضور أن التربية والتعليم تركز منذ عامين على البعد التثقيفي في حصصها المدرسية، ومجلات الحائط في المدارس، مشيرا إلى أن التربية أثبتت جدارتها مؤخرا في رفع المستوى الثقافي للطلبة.
يذكر أن الوزارة عممت على مديرياتها في المحافظات الشمالية والجنوبية؛ لتوفير متطلبات إحياء "يوم الكوفيّة" بالتزامن مع ذكرى استقلال دولة فلسطين، وطالبت المديريات والمدارس بالحديث للطلبة عن الكوفية ودلالاتها، ثم توثيق الفعاليات ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي، ودعوة وسائل الإعلام لتغطية فعاليات صباحية في المدارس تنظّم خصيصاً لهذه الغاية.
تاريخ الكوفية
ارتبط اسم الكوفية بالكفاح الوطني منذ ثورة 1936 في فلسطين، حيث تلثم الفلاحون الثوار بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء مقاومة الإمبريالية البريطانية في فلسطين، بهدف تفادي اعتقالهم أو الوشاية بهم.
ثم وضعها أبناء المدن بأمر من قيادات الثورة آنذاك، وكان السبب أن الإنجليز بدؤوا اعتقال كل من يضع الكوفية على رأسه ظنا منهم أنه من الثوار، فأصبحت مهمة الإنجليز صعبة باعتقال الثوار بعد أن وضعها كل شباب وشيوخ القرية والمدينة.
وكانت الكوفية رمز الكفاح ضد الانتداب البريطاني والمهاجرين اليهود وعصاباتهم، واستمرت رمزا للثورة حتى يومنا هذا، مرورا بكل محطات النضال الوطني الفلسطيني.
ومع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي كانت الكوفية مقرونة بالفدائي مثل سلاحه، وكان السبب الرئيسي أيضا الوضع الكوفية هو إخفاء ملامح الفدائي.
ومنذ ذلك الوقت اقترنت الكوفية عند شعوب العالم باسم فلسطين ونضال شعبها، وقوي هذا الاقتران أثناء الانتفاضة الأولى عام 1987، وصولا" إلى الانتفاضة الثانية عام 2000، وحتى الآن ما زال المناضلون يضعون الكوفية للأسباب ذاتها والأهداف التحررية ذاتها التي وضعها من أجلها الثوار عام 1936.
والتي باتت تعرف رمزا للرئيس الراحل ياسر عرفات، وتغنى بها الشعراء والفنانين في كل المناسبات الوطنية والشعبية، حتى في الأعراس الفلسطينية.
وكما قال الروائي واسيني الأعرج "والكوفية الفلسطينية التي لا تغادر عنقك و أنت تقولين :- ليس لباسا فقط و لكن فلسطين حتى و هي بعيدة ، تمنحنا الكثير من الدفء".