هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - اعتقال 11 أميرا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين في السعودية أربك المنطقة، والجميع يتساءل ما الذي حدث فجاة في السعودية، وماذا سيحدث، هل ستتجه لحرب جديدة مع ايران، وهل هي ترتيبات داخلية لمواجهة سياسات خارجية، أم للحفاظ على الحكم، والقضاء على المعارضين؟

80% من الشعب السعودي يؤيدون سياسة السعودية الجديدة

وحول هذا أكد عضو مجلس الشورى السابق في السعودية محمد ال زلفة لـ"النجاح" في مقابلة له ببرنامج "سيناريوهات" أن السعودية ذاهبة باتجاه مزيد من الاصلاحات وستنجح، ومن يخشاها فهو من المتشددين ولا يريد هذا الاصلاح.

وأشار إلى أن لم يكن بالسابق مثل هذه الاصلاحات لأنه ربما لم يكن هناك نية، مشيرا إلى أن من يقوده ويتولاه حاليا بقوة، هو الأمير الشاب، ويصلح ما يتطلع له الشعب السعودي، ف80% يؤيد ما فعله في اعتقال كل من هو متهم بالفساد.

وأردف قائلا "سيكون هناك طابورا طويلا لاستجواب كل من كان له دور في الفساد، فالمملكة ليست بمواجهة مع ايران فقط بل تصلح نفسها من داخلها، كي تكون نموذجا للعالم العربي الذي أنهكه الفساد والفقر، وتكون قادرة على مواجهة التحديات الخارجية ومواجهة اسرائيل.

السعودية الجديدة سيحكمها الشباب

عمر الحسن رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية أكد لـ"النجاح" أن دول الخليج معتدى عليها الان من قبل النظام الايراني ولهذا السبب يجب أن يتم التحرك  بشكل مباشر ضد ايران.

وأوضح أن السعودية اتخذت موقفها، ولن تتراجع كالسابق، وستتعامل بدبلوماسية.

وأشار إلى أن المشكلة داخلية في النظام السعودي ولا علاقة لايران بالموضوع، واطلاقها للصارخ على الرياض غير مبرر.

وأكد ان ما يحدث بالسعودية خطة لمحاربة الفساد ونشجعها، قائلا "التحدي الاكبر للمنطقة هي ايران اصبحت متوغلة في كل مكان".

وأضاف أن السعودية الجديدة يحكمها 60 % من الشعب السعودي تحت سن 35 سنة، ومستقبل الحكم بيدهم ومن هنا لابد من الانفتاح على العالم بدلا من الانغلاق، وكانوا قد بداوا بالسماح للمراة بالقيادة ويوجد تحرك لانتخابات بدلا من مجلس شورى.

أي تدخل ايراني جديد سيؤدي لحرب

الخبير بالشأن الايراني مسعود الفاك أكد لـ"النجاح" أن نشر الصحيفة الايرانية، على الصفحة الأولى خبر اطلاق ايران الصاروخ على الرياض بعنوان "اليوم دور الرياض وغدا عواصم أخرى"، يثبت الدور الايراني في المنطقة، ما يحتاج لمواجهة جدية.

وأشار إلى أن الشارع العربي معارض لهذا التمدد الايراني والتدخل بالشؤون العربية.

وقال  الفاك "حزب الله امتداد ايراني وهو في خدمة ايران داخل المنطقة ولكن لا يمكن اعتبار مواجهة حزب الله مواجهة بمحور المقاومة"، مضيفا أنه رغم الصراع بين السعودية وايران إلا أن الأخيرة تدرك أن أي تدخل مباشر سيؤدي لحرب، ولن تستطيع مواجهة السعودية.

ما حدث في السعودية "انقلاب"

بدوره أوضح المحلل السياسي والمختص بالشأن الدولي أشرف عكة لـ"النجاح" في مقابلة له ببرنامج "سيناريوهات" أن ما يحدث في السعودية هو انفعال حقيقي وتغيير في الحكم وتوترات داخلية في المجتمع السعودي، في ظل الحروب والتناقضات السياسية الخارجية وفرض عشرات الضرائب، وململة من الاسرة الحاكمة.

وأشار إلى أن السعودية بحاجة لمزيد من الحريات، واطلاق العنان لتعددية حزبية، قائلا  "ما يجري الان هو تركيز السلطة بيد ولي العهد لحين تسلمه المملكة والقضاء على المعارضين".

وأضاف عكة أن هناك عوامل خارجية مؤثرة على سياسة السعودية وتحالفات لها علاقة بتغيرات داخل الاقليم، مشيرا إلى أن هناك توافق مصالح بين الولايات واسرائيل والسعودية، بحيث يخشى الامير محمد بن سلمان ودونالد ترامب واسرائيل من تمدد ايران في المنطقة.

وأشار إلى أن التغيير لنظام الحكم في السعودية يدخل المنطقة بصراعات طويلة الامد، ووصفه "بالانقلاب" على قيم النظام السياسي التي اسست على اساسه المملكة، لافتا إلى أن الاصلاح لا يتم بهذه الطريقة ولا تجري باعتقالات فهناك سلسلة ديمقراطية يجب اتباعها.

ونوه إلى أن المملكة اليوم تقود المنطقة والامة العربية الى صدام ومواجهة مع ايران وجر لبنان الذي حيد من كل الأطراف منذ 2011  لمعادلة الانقسامات، في الوقت الذي استطاعت ايران تشكيل قطبا من طهران وسوريا ولبنان.

وأوضح أنه في حال كانت نية الامير الشاب الصاعد في السعودية الاصلاح، فنحت بحاجة لدور اقوى من السعوديين ومع ان يعطى الملك الشاب كل الفرصة، اذا استطاع خلق مواجهة ضد اي تهديد اقليمي او خارجي.

وقال ما يجري الان هو ان هناك توافقات وصفقات ومؤامرة تجري، وضحيتها ستكون السعودية، نظرا إلى أن هناك حاجة اسرائيلية وامريكية لمواجهة ايران وبحاجة للمال السعودي.

وأوضح عكة ان السعودية هي من عملت على تقوية الشيعة في العراق، وسمحت بتقسيمها ومن هذا المنطلق نخشى أن تنقسم السعودية.

دولة قوية بإمكانها إخراج السعودية من المأزق

واختتم حديثه مع "النجاح" قائلا "السعودية الان بحاجة لعلاقة وثيقة مع دولة قوية كمصر لتخرجها من ازماتها، ومصر تستطيع أن تنقذ السعودية برسم سياسي، من خلال الحوارات مع سوريا وغيرها، وتسوية الخلافات داخل جامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن السعودية ستنهار من الداخل إذا استمرت على هذه الطريق، خاصة وأن ايران ليست خصما بسيطا.

ما يحدث ترتيبات في الحكم للقضاء على معارضيه

عقب المحلل السياسي من الكويت ابراهيم دشتي لـ"النجاح"، على نظام السعودية الجديد متسائلا "هل يعقل ان تتشكل لجنة مكافحة فساد وبعد ساعات يتم اعتقال هذا الكم، هذه سابقة بتاريخ السعودية".

وأكد أن الموضوع يتعلق بترتيبات بالحكم في السعودية وهذا ليس بجديد في التاريخ الخليحي، نظرا إلى الصراعات العائلية الموجودة منذ زمن والتي قد تصل لتصفيات.

ونوه الى أنه مع تولي سلمان انفض التحالف مع المؤسسة الدينية وتم ضخ 500 مليار دولار لامريكا، مؤكدا أن الترحيب الأمريكي لما يحدث لم يأتي من فراغ، وهناك محاولة لتوجيه الشارع والقضية ليست فقط ايران والفساد.

يذكر أن لجنة مكافحة الفساد أمرت باعتقال 11 أميرا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين.

وتزامنت هذه الاعتقالات مع صدور أوامر ملكية بإقالة وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله من منصبه، وتعيين خالد بن عياف عوضا عنه، وإنهاء خدمات قائد القوات البحرية الفريق عبد الله السلطان، وتعيين فهد الغفيلي خلفا له، وإقالة وزير الاقتصاد والتخطيط  عادل فقيه وتعيين محمد التويجري بدلا منه. 

وذكرت وسائل الإعلام السعةدية أن لجنة مكافحة الفساد ستعيد فتح ملف سيول جدة (عام 2009) ووباء كورونا.