خلف خلف - النجاح الإخباري - لنتخيل انه لم تحصل ثورة 1936 ولم تكن هناك نكبة 1948 ولا نكسة 67، ولم نشهد الانتفاضة الأولى والثانية، ولم يسقط آلاف الشهداء، وبدلاً من ذلك امتلكوا عائلات وأولاد. هل تجرؤون على التخيل؟
لنتخيل أيضا أن شعباً بأمه وأبيه لم يهجر من أرضه ويدفع به إلى بقاع الدنيا. لنتخيل أن كل ما نعرفه وجرى في فلسطين من مجازر وحروب وانتفاضات لم تحصل بتاتًا.
ولم يضطر نحو 9 مليون لاجئ لمغادرة منازلهم والعيش بحياة التشرد في بقاع الأرض.
ولم يذق نحو مليون ونصف المليون فلسطيني تجربة الاعتقال في السجون والتعذيب والحرمان.
لو لم تحتل فلسطين، لكانت 531 بلدة فلسطينية هدمتها إسرائيل لا تزال باقية وتتمدد، وبعضها قد يكون تحول إلى مدن عامرة تعج بالحياة.
كان سيغدو المشهد رائعا لو انك تمكنت من الصعود بسيارتك والذهاب لرحلة استجمام على البحر الفسيح أو زيارة بحيرة طبريا في أي ساعة تحب من النهار.
لو كانت فلسطين ليست محتلة لكان بإمكانك تناول الإفطار على شاطئ غزة والغداء في رفيديا بنابلس والعشاء في البلدة القديمة في حيفا.
وسيكون شعورا رائعا أن تسافر إلى أي دولة بالعالم دون أن يوقفك جندي إسرائيلي، ويقول لك: أين جواز سفرك، ماذا في حقيبتك، جيبك، عقلك؟
ولن ننسى الأقصى الذي سيستقطب ملايين الحجاج المسلمين من كافة أنحاء العالم على مدار الساعة، ولن أقول لكم ماذا يعني هذا الأمر، وكيف سيغدو المشهد برمته.
ومن يدري فلولا احتلال فلسطين لكان العرب الآن امة واحدة.
ومن يدري قد يكون هناك الولايات العربية المتحدة التي تقود العالم وتنشر السلام بين الأمم والديمقراطية، وتمنح الدول الغربية المساعدات تحت مسمى URAID.
ولربما كان الكثير من الأجانب يسعون إلى الزواج من الفتيات العربيات من أجل الحصول على الجنسية والإقامة.... 
ولما لا؟! فالدراسات تشير إلى أنه لو اتحد العرب لكان النتائج القومي المحلي للولايات العربية 5 مليون تريليون دولار سنويا.
كما ستمتلك الدول العربية جيشا جرارا مكون من 4 مليون جندي و9 آلاف طائرة حربية و4 آلاف طائرة هيلكوبتر و19 ألف دبابة و51 ألف سيارة حربية.
وربما كنا نشهد الآن ثورات واضطرابات سياسية في أوروبا تحت مسمى "الربيع الأوروبي" ونحن ندعوهم الى الحوار وتحكيم العقل وضبط النفس، وأبعاد الفتنة الطائفة بين الارثورذكس والكاثوليك.
والاهم لو لم تحتل فلسطين لما احتجنا إلى التعصب إلى الأحزاب، ومن يدري قد لا يكون هناك فتح أو حماس من الأساس.
ولربما كان الدكتور صائب عريقات يتواجد على رأس عمله كمحاضر في جامعة النجاح، واسمه كبير الأكاديميين بدلاً من كبير المفاوضين، وعزام الأحمد الحاصل على بكالوريوس في الإدارة والاقتصاد موظفا في إحدى الشركات، وإسماعيل هنية خطيبا في مسجد الجورة، وموسى أبو مرزوق، صاحب محل مجوهرات.
يا الهي كم ستكون «الحياة حلوة»! 
والاهم من ذلك لو لم تحتل فلسطين لما كنتم تشاهدون هذا التقرير، ولربما كان ذلك أفضل.