نهاد الطويل - النجاح الإخباري - تنطلق في القدس ومناطق عام (48)، وقطاع غزة، ومحافظات الضفة الغربية، والشتات الفلسطيني فعاليات ضخمة تنديدًا بمئوية وعد بلفور، واحتجاجًا ضد بريطانيا المستمرة في رفض الاعتذار والتعويض عن خطيئتها الاستعمارية التي قادت لاحتلال فلسطين وساهمت بوضع عنقها على مذبح الاحتلال المستمر.
وتخطط القيادة الفلسطينية لمقاضاة بريطانيا.
وطالب رئيس حكومة الوفاق الوطني رامي الحمد الله بريطانيا بالاعتذار عن"الظلم التاريخي الذي ارتكبته بحق شعبنا وتصويبه بدل الاحتفال به".
وقال الحمد الله في أكثر من مناسبة: "لقد أصبح لزامًا على المجتمع الدولي، ونحن نقترب من المئوية الأولى لوعد بلفور المشؤوم، إنهاء الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا".
وفي الوقت الذي تواصل فيه بريطانيا تعنتها ورفضها للاعتذار سيشارك رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إحياء ذكرى وعد بلفور في لندن، حيث سيحضر حفل عشاء في المناسبة مع نظيرته تيريزا ماي.
واعتبر نتنياهو هذا الأسبوع أنَّ وعد بلفور"قام بتقديم الخطوات الدوليّة التي أدَّت إلى إقامة دولة إسرائيل".
ولكنَّه أشار إلى أنَّ "الدولة لم تكن لتقوم دون الاستيطان والتضحية ولكن التحريك الدولي بدأ بلا شك بوعد بلفور".
وأكَّدت ماي أنَّها ستحيي التاريخ بـ "فخر"، رغم انتقادات في بريطانيا أيضًا بسبب الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ خمسين عامًا لأراض فلسطينية.
وأعلن زعيم المعارضة جيريمي كوربين أنَّه لا يستطيع حضور العشاء، دون المزيد من التفاصيل، بينما ستحضر وزيرة خارجية حكومة الظلّ العمالية اميلي ثورنبيري الحفل.
وبالنسبة للشارع الفلسطيني، فإنَّ وعد بلفور كان استعماريًّا وحتى عنصريًّا.
وأرسل بلفور وعده على شكل رسالة إلى اللورد وولتر روتشايلد، وهو قيادي في المجتمع اليهودي البريطاني، وافقت عليه الحكومة البريطانية.
ويرى الكثيرون أنَّ الأحداث الـتـي تلت الوعد، مثل سياسات بريطانيا المتناقضة والجهود الصهيونية، قلَّلت من أهميته. لكن آخرين يرون أنَّه أمر كبير، وقد ساعد في وضع أسس إقامة دولة الاحتلال وأيضًا زرع بذور الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. ويقول المؤرخ الأميركي جونثان شنير، مؤلف كتاب بعنوان "وعد بلفور"، لوكالة فرانس برس إنَّه "أمر دراماتيكي".
واعتبر القادة البريطانيين في حينه أنَّ بإمكان الجالية اليهودية مساعدتهم في الفوز بالحرب العالمية الأولى بسبب تأثيرها في مجال الأموال وداخل روسيا، بحسب شنير.
ورأى آخرون أنَّ بريطانيا كانت تسعى إلى الحصول على موطئ قدم قوي في الشرق الأوسط بعد الحرب.
ويقول الوعد: "لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين".
ويقول الفلسطينيون: إنَّه بالإضافة إلى فشل وعد بلفور ذكر الفلسطينيين بالاسم، فشلت بريطانيا أيضا في ضمان هذا التعهد.
ويقول نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "تمت كتابة الوعد وكأن الفلسطينيين لم يكونوا موجودين".
ويضيف "تمت الإشارة إلينا بأننا الآخرون، الآخرون في فلسطين الذين كانوا يتمتعون بحقوق مدنية ودينية، ولكن ليست لديهم حقوق سياسية على الإطلاق".
وأعلن قيام دولة اسرائيل بعد (31) عامًا من الوعد، في عام (1948)، ما أدى الى تهجير (750) ألف فلسطيني.
واحتلت اسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في عام (1967) بعد حرب الايام الستة. وقامت بعدها بضم القدس الشرقية التي يتطلع الفلسطينيون الى ان تكون عاصمة لدولة الاحتلال.
ويبقى حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنبا إلى جنب بسلام، المرجع الاساسي للأسرة الدولية لحل الصراع.
ولكن مع استمرار البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، تبدو آفاق حل الصراع بعيدة.