وعد سمارة - النجاح الإخباري - يواجه المواطنون في قرية بروقين بمحافظة سلفيت تهجيرا من نوع اخر يتعلق بمواصلة مستوطنة "ارائيل" تسريب المياه العادمة الى الأراضي الزراعية التابعة للقرية.
فبلدة بروقين كباقي قرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة ,ولكن المعاناة تختلف عن باقي القرى والبلدات ,والتي تكمن في جريان مجاري مستوطنة (ارئيل) من جهة الشرقية ،ومخلفات مصانع مستوطنة (بركان) من جهة الشمالية لأراضي البلدة ،حيث معظم المنشآت في مستوطنتي 'بركان' و'أرئيل, ترتبط بشبكة صرف صحي واحدة، بما تحمله من مياه عادمة إلى منطقة تعرف بباطن الحمام ومن هناك تتسلل إلى أراضي أهل القرية وبيوتهم.
وقال رئيس البلدية نافذ بركات : "من تاريخ وجود المستوطنة التي تعد إحدى اكبر التجمعات الإستيطانية في شمال الضفة الغربية ونحن نعاني منها لان المستوطنين يضخون المجاري في اراضينا وهذا يتنافى من القوانين الانسانية ,فلمياه العادمة تقتل اطفالنا مرضا,وتخرم جذوع اشجارنا وتدمر بيوتنا فهي تسبب لنا كارثة صحية وبيئة "
واضاف بركات لـ"النجاح الإخباري":"ان حوالي 4 الاف نسمة من سكان القرية يعانون من هذه المجاري حيث ان في هذه المياة تجري فيها مواد سامه قادمة من مجمع صناعي صهيوني مقام على اراضي قرية بروقين ,تسببت في الاصابة بلسرطانات والامراض الخطيرة والمزمنة".
ويعاني اهالي القريه من الروائح الكريهه وانتشار الحشرات والقوارض بشكل كبير في فصل الصيف ورفض الاراضي القريبة من هذه المجاري لاي انواع من المزروعات وذلك بسبب تشبع التربة بمواد كيماوية ضارة.
واضاف"ان المعاناة لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدته الى انتشار وتكاثر الحشرات والحيوانات الضارة ,مثل الخنازير البرية التي تجد في المجاري مرتعا خصبا لتكاثرها ،كما ان الاحتلال لن يكتفي برسم معناتنا على هذه الممارسات ,بل صادر اكثر من ثمانية الاف دونم للأراضي البلدة التي تبلغ مسحتها 25الف دونم ,حتا ثروتنا الحيوانية التي يعتمد عليها الكثير من المواطنين في البلدة خسرناها بسبب هذه المجاري ."
ويقول احد المزارعين في القرية "حياتنا أصبحت صعبة للغاية، لم يعد بمقدور أي شخص أن يصل الى الأراضي التي تقع على جانبي الواد، فكانت منطقة جميلة نذهب اليها لتمضية أوقاتنا ومن سنوات لم نذهب اليها".
"فالروائح الكريهة والمنظر غير الحضاري الذي يبعدنا عن أراضينا، إضافة الى إنتشار البعوض والقارس ذو الحجم الكبير وقوارض غريبة تسبب الأمراض الغريبة ومرض السرطان الذي أصبح ينتشر في البلدة بنسبة كبيرة". أضاف لـ"النجاح الإخباري".
وتابع:" مجاري ارئيل قضت على الأراضي الزراعية في القرية، حيث كنا قديماً نزرع ونحصد المحصول ونأكل من مزروعات أرضنا أما الآن فلا نستطيع الزراعة في أراضينا لأن التربة تلفت والأشجار تسممت، ونحن نطالب الحكومة الفلسطينية والرئيس أبو مازن والمجتمع الدولي بالتدخل لوقف التسلط القاسي الذي يمارسه مستوطنوا أرائيل على أهالي قرية بروقين التي أصبحت مجمعاً للمجاري."
قرية بروقين مثال لبلدات وقرى في الضفة الغربية تعاني من سياسة الاستيطان، وما تسببه من سرقة للأرض والحياة، فهي تعمل على إغلاق كافة السبل أمام المواطن الفلسطيني في أن يحظ بحياة كريمة، وتلاحقه أيضا بنقاء الهواء الذي يتنفس.