منال الزعبي - النجاح الإخباري - تحتفل الطائفة السامرية بعيد العرش وهو العيد الكبير الثاني بعد عيد الفسح تليه خمسة أعياد صغيرة لتكون لديهم سبعة أعياد في السنة.
وعن طقوس هذا العيد قال إسحاق السامري لـ"النجاح الإخباري": "هو عيد البهجة والفرح فيه يضع كل سامري عرشًا في بيته من أجود أنواع الثمار وهي أربعة أنواع، خليط الواد( هي فاكهة تصمد طول أيام السنة منها الرمان، والليمون - حتى يستطيعوا الاستفادة منها بعد العيد- والطرنج، وورق الغار، وسعف النخيل) وكما وردت في التوراة تحت مسمى الثمر البهي، يعلقونها على عريش في سقف البيت على شكل مربع تؤسس له حلقات حديدية في السقف عند البناء.
"يأتي عيد العرش بعد عيد الصوم وهو يوم الغفران، حيث يصوم السامريون يومًا واحدًا في السنة مدته (24) ساعة، تصوم فيه كل نفس سامرية" كما قالت بدوية السامري لـ" النجاح الإخباري"، وأضافت: "ويستمر عيد العرش سبعة أيّام، وذلك لتعم البركة أيام الأسبوع كلها، يتفرّغ فيه السامريون للعبادة والاحتفال بالعيد فيعتزلون الناس مغلقين بوابتهم ويرتدون أجمل ما عندهم، حيث يلبس الرجال القمباز والطربوش الأحمر صغيرهم والكبير، أمّا النساء فيلبسن أبهى الفساتين والزينة، وهو يوم لما لذّ وطاب من المأكولات والمشروبات، في اليوم الأوَّل يحج السامريون إلى قبلتهم ( الجبل المقدّس)، في الصباح يذهب الرجال للكنيس لأداء الصلاة وتسمى صلاة سبت العيد، أما آخر يوم فتسمى صلاة فرحة التوراة، يتزاور أبناء الطائفة ويعايد بعضهم بعضًا، وعن سؤال لماذا سمي بعيد العرش وما مناسبته أجاب إسحاق السامري:" عندما سكن بنو إسرائيل صحراء سيناء مدّة أربعين سنة، كانت الصحراء بالنهار حارة جدًا وفي الليل باردة جدًا فظللهم الله بغمامة تقيهم حرّ النهار وبرد الليل".وعيد العرش ثاني أكبر أعياد السنة يسبقه عيد الفسح ويليه عيد الحصاد، وعيد رأس السنة العبرية، ثم يوم الصوم، وعيد فرحة التوراة، وعيد نهاية الأعياد .
والطائفة السامرية كما يعتقد أفرادها هم السلالة الحقيقية لبني إسرائيل التي هرب آخرها من فرعون قبل (3657) سنة حيث خرجوا من مصر وتاهوا في صحراء سيناء ويحتفظ السامريون بالتوراة القديمة غير المحرّفة على حدّ قولهم ويؤمنون بخمسة أركان هي:
1. وحدانية الله
2. أنَّ موسى " عليه السلام" نبي الله.
3. الإيمان بالتوراة وأسفارها الخمسة ( التكوين، الخروج، العدد، اللاوين، التثنية).
4. الإيمان بجبل جرزيم، قبلة السامريين ومكانهم المقدّس.
5.الإيمان باليوم الآخر.
وذكر اسحاق السامري، الوصايا العشر التي نزلت على موسى مرتين وكل شيء نزل في التوراة مرتين للتأكيد على حد قوله وهي:
التوحيد، وعدم الإشراك بالله، والحفاظ على السبت، وعدم الإسراف، واجتناب الزنى، و اجتناب القتل، وأن لا يشتهى أحد زوجة غيره..بالإضافة إلى (613) وصيّة مذكورة في التوراة يحافظ عليها كلُّ سامري.
وتعتبر الطائفة السامرية أصغر طائفة بالعالم، يبلغ عددهم (790) نسمة، ويتكلمون العربية بالإضافة إلى لغتهم العبرية القديمة التي تختلف عن عبرية اليهود كما أنّ توراتهم مختلفة.
يصلي السامريون صلاتين يوميًا صباحًا ومساءً، أربع ركعات في كلّ صلاة وكلها فرض، أمّا يوم السبت وفي الأعياد فلهم خمس صلوات، وأطول صلاة تتكون من سبع ركعات، يسبق صلاتهم وضوء يشبه وضوء المسلمين إلا أنَّهم لا يمسحون الرأس حيث يغطونه في الصلاة.
أمّا صيامهم، فلهم يوم صوم واحد من (24) ساعة كاملة يفرض على كل سامري صغير، وكبير، صحيح، وسقيم يصومون عن كل شيء من طعام وشراب وحديث سيء، ولهم طقوس خاصة بالطهارة والنجاسة والذبح.
لا يتزوج السامري إلا من سامرية أو من دخلت في دينهم، لذا فإنَّ عدد النساء قليل ولا يعدد السامري إلا فيما ندر، رغم إباحة التعدد في عقيدتهم، وحديثًا سمح الكاهن الأعظم لشبابهم بالزواج من الأكرانيات بعد دخولهن الدين وصار عددهن ثمانية في جبل الطور، خطوة جاءت لتحسين النسل وحل مشكلة قلة عدد النساء أحيانًا.
من طقوس الزواج الجديد أن يختار الشاب زوجته ويحبها عكس ما شاع سابقًا من أن يختار الأهل الفتاة ويفرضونها على الزوج، تتم قراءة الفاتحة( فاتحة التوراة)، ثم السورة التي ورد بها تعرُّف آدم على حواء وزواجه منها ثمَّ يقرأ الكاهن الأدعية المباركة للعروسين ويتمم العقد الذي يشمل المقدَّم والمؤخر للزوجة، ولا يتم الطلاق إلا في حالات ثلاث: المرض العضال أو المعدي، والعقم، وفي حال الخيانة الزوجية.
يحج السامريون ثلاث مرات بالسنة إلى جبل الطور يلبسون ثيابًا بيض.
ويذكر أنَّ الطائفة السامرية تتكون من خمس عائلات على رأسها عائلة الكهنة، والطيف " الدنفي"، وصدقة، ومفرّج، وسراوي
الكاهن الأعظم هو أكبر رجل في الطائفة ويتولى أمرهم ويرجعون إليه في مسائلهم.
يُشار إلى أنَّ السامريين يقطنون نابلس وسط المسلمين في تعايش وسلام إلى جانب الأخوة المسيحين ليثبتوا للعالم أنَّ فلسطين بلد الديمقراطية والسلام.