نهاد الطويل - بمشاركة شوق منصور - النجاح الإخباري - قرار الاحتلال بإعطاء مجلس إدارة شؤون المستوطنين: "سلطة إدارة شؤونهم البلدية" في البلدة القديمة في الخليل، يشكل استراتيجية استعمارية تهدف إلى ضم البلدة القديمة الى اسرائيل، علما أن مدينة الخليل هي البلدة القديمة.
ويؤكد مدير الحرم الإبراهيمي الشريف عبد الحفيظ ابو سنينة إن ضم البلدة القديمة هو بمثابة ضم الخليل كلها، وليس مجرد جزء يمكن للأجزاء الأخرى أن تعوّض عنه. ولهذا فإن المعركة التي يخوضها اليوم أبناء الخليل يجب أن تُعامل باعتبارها معركة جديدة ضد الاحتلال.
وقال أبو سنينة في تصريح خاص بـ"النجاح الإخباري" إن الهدف واضح من خلال هذه الخطوة الاستيطانية الجديدة القديمة وهي تفريغ البلدة القديمة من ساكنيها الأصليين،وبالتالي التأثير على قدسية الحرم الإبراهيمي وضمه أيضا ومواصلة تهويده.
وحذر أبو سنينة من تفاقم الاستيطان في قلب المدينة من خلال استمرار البطش ومصادرة للبيوت وتهجير للسكان.
ويرى أبو سنينة أن صور الاستيطان في الخليل لا تختلف عنها في القدس المحلة وفي محافظات الضفة الغربية،كما أن اقتسام الصلاة في الحرم الإبراهيمي والسيطرة عليه كان مقدمة تجريبية لاقتسام الصلاة في المسجد الأقصى والسيطرة الكاملة عليه.
وأعتبر ابو سنينة أن التجربة أن "اتفاق الخليل" بالرغم من إبقائه البلدة القديمة تحت صلاحية بلدية الخليل، لم ينفع شيئا مع الاستيلاء الكامل في ظله على الحرم الابراهيمي والبلدة القديمة والتمدد أكثر فأكثر يوما بعد يوم.
ودعا ابو سنينة الى اسقاط القرار كما ما سقطت الحواجز الالكترونية والكاميرات في معركة المسجد الأقصى الأخيرة.
وتابع :" الحرم الإبراهيمي يجب أن يُستعاد كاملا، ومستوطنو الخليل – البلدة القديمة – يجب أن يرحلوا، ويجب أن ينتهي ما يعانيه الخليل من قبضة احتلال مستشرية ومتمادية".
وشدد :" ولا يمكن أن تعامل الخطوة الاقتلاعية الجديدة كجزء من الخليل تحت أي ظرف من الظروف أو أية حجة من الحجج".
الحملة مستمرة..
وتواصل القيادات الفصائلية في الخليل الى جانب لجنة المتابعة العليا في المدينة بتنظيم مسيرات اسبوعية باتجاه البلدة القديمة احتجاجا على القرار الاستعماري.
وفي هذا الصدد أكد مسؤول بازر في بلدية الخليل إن استمرار المسيرات الاسبوعية المناهضة للقرار يأتي كرسالة قوية للاحتلال.
ولفت المسؤول في تصريح مقتضب لـ"النجاح الإخباري" الى أن جماهير الخليل وقادة من نخبها المناضلة ووجهائها أخذوا بالتنبه الجاد لما يجري من مؤامرة ضم تهويدية في الخليل .
وكان الناشط في الحملة وأمين سر حركة فتح في البلدة القديمة مهند الجعبري أكد في تصريح سابق لـ"النجاح الإخباري" ، إن الحملة ستستمر من جهة بتنظيم الفعاليات المناهضة لمشروع الاحتلال المتمثل بتأسيس بلدية للمستوطنين، وضد الوجود الاستيطاني بالكامل، ومن جهة أخرى ستكثف من جهودها من أجل تعزيز الوجود الفلسطيني في البلدة القديمة وتكثيف الزيارات إليها والى حرمها ومعالمها التاريخية وذلك بالتعاون مع القوى السياسية في المحافظة ومختلف المؤسسات الوطنية.
ودعا منسق تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان عماد ابو شمسية بلدية الخليل ولجنة الاعمار إلى تطوير الخدمات في البلدة القديمة، وإيجاد مرافق خدماتية من شأنها تعزيز الحركة السياحية إلى البلدة القديمة للاستفادة من قرار "اليونسكو" الأخير باعتبار الخليل جزءا من التراث الإنساني العالمي التابع لدولة فلسطين مما سيسهم بانعاش الحياة الاقتصادية فيها.
وكان قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية روني نومة قد اصدر امرا عسكريا نهاية شهر آب الفائت يقضي بتشكيل لجنة بلدية للوجود الاستعماري في قلب الخليل.
صفعة لإسرائيل ..
أدرجت "اليونسكو"، الحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل مؤخرا على قائمة التراث العالمي حيث قررت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم البلدة القديمة في مدينة الخليل منطقة محمية.
وأصبحت البلدة القديمة في الخليل رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس).
ويواصل الاحتلال اعتداءته بشكل يومي على نشطاء من الحملة الوطنية لرفع الإغلاق عن الخليل "فككوا الجيتو" في أعقاب رفعهم لأعلام فلسطين، وترديدهم هتافات ضد نية الاحتلال تأسيس مجلس بلدي للمستوطنين في المدينة خلال خروجهم من الحرم الإبراهيمي بعد صلاة الجمعة اليوم.
وتتمتع الخليل التي يقول التقليد انها كانت موطن النبي ابراهيم الذي عاش ودفن فيها، بوضع خاص في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتشكل دائما موضوعا منفصلا في المفاوضات. وعند توقيع اتفاقيات اوسلو للسلام، تم تقسيم المدينة في خطوة ندد بها الجانبان.
وتعد الخليل احد اقدم المدن في العالم، ويعود تاريخها الى العصر الحجري، او اكثر من ٣٠٠٠ عام قبل الميلاد.