عاطف شقير - النجاح الإخباري - بعد عشرة اعوام من الانقسام الذي سيطر على شطري الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة، جرت مؤخرا مباحثات بين حركتي فتح وحماس في القاهرة لانهاء ملف الانقسام برعاية الطرف المصري والتي تمخضت عنها: حل اللجنة الادارية لحركة حماس وتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل مقابل رفع الاجراءات المؤخرة التي طالت موظفي قطاع غزة.

دمج الموظفين أم القضايا

وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل لـ" النجاح الاخباري": "ان ام القضايا لحل الانقسام تكمن في دمج موظفي غزة في سلم موظفي السلطة الفلسطينية موضحًا ان عملية دمجهم تحسن من اجواء المصالحة ومضيفًا ان الحكومة لم تمر بضائقة مالية و هذه الاجراءات سياسية لثني حماس عن مواصلة الانقسام في قطاع غزة".

وفيما يتعلق بمعبر رفح، قال عوكل " المسالة هذه ليست معقدة كمسألة دمج الموظفين، فلقد تم الاتفاق على ان يدير المعبر حرس الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع تواجد الامن الداخلي لحركة حماس قبل المعبر معللًا ان هذه المسالة ليست عائقا كبيرا امام المصالحة.

وحول اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح مساء اليوم، قال عوكل:" ان اللجنة ستوصي بارسال وفد من حكومة الوفاق الوطني الى غزة وتبني خطاب الرئيس السياسي في المرحلة المقبلة.

وبالنسبة للوضع الامني في قطاع غزة، قال عوكل: " ان موظفي الامن جزء من الموظفين التي يتعين دمجهم مع موظفي السلطة الفلسطينية مع ابقاء الوضع على حاله لئلا يؤثر ذلك على سير عملية المصالحة بشكل سلس.

واضاف،" ان اسرائيل لربما لا تخفف الحصار المفروض على قطاع غزة لافشال جهود المصالحة وللمس بسلاح المقاومة".

دور مصري

وعن جهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في طرح حل اقليمي لاحياء عملية السلام، قال عوكل: " اتصور ان مصر تربطها علاقات مع اسرائيل من خلال اتفاقية كامب ديفيد، ومصر تحاول جهدها لدفع عملية السلام ولكنها لا تستطيع ان تقود عملية السلام وحدها، وهي بذلك تحتاج الى امريكا كي تؤثر في مجريات العملية السلمية، ولن نقبل باي تسوية تنتقص من حقوق شعبنا الفلسطيني".

تفاؤل حذر

بدوره، عبر الكاتب أكرم عطا الله عن عدم تفائله بقرب الوصول لمصالحة فلسطينية، حيث قال: "لن يكون هناك حل قريب لمأساة غزة، هذا الاستنتاج يمكن الوصول إليه ببساطة من خلال تجربة السنوات العشر لمحاولات المصالحة وتصلب حماس التي نزعت غزة من السلطة".

  من جهتها، قالت الكاتبة رولا سرحان في مقال لها: "حماس كسبت مصر من جهة، وخففت من اتهامات فتح لها بعرقلة المصالحة، وخففت من النقد الشعبي لها في القطاع، وما زالت تكسب حليفا قويا خفيا مؤثرا".

 واضافت "فحماس لا تعنيها المصالحة في شيء وما يعنيها هو فتح معبر رفح، وما يعنيها هو رفح الحصار عن قطاع غزة قبل أن ينفجر في وجهها".

"وموافقة حماس على حل اللجنة الإدارية ليس سوى اجراء تكتيكي هدفه الأول والأخير تعزيز العلاقة مع مصر تحسبا لمستقبل غامض يلوح في الأفق، واعطاء غطاء واضح امام مصر أنها قدمت شيئا لها، وانصاعت لمطالبها".