وفاء ناهل - النجاح الإخباري - إستحوذ خطاب الرئيس محمود عباس يوم أمس أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، على إهتمام الشارع الفلسطيني بأكمله، حيث توجهت أنظار الفلسطينين الساعة الثامنة الا عشر دقائق إلى ما سيقوله الرئيس.

المحلل السياسي د. صقر الجبالي أكد في حديثه لـ"النجاح الإخباري" أن خطاب الرئيس وضع النقاط على الحروف بما يتعلق بقضايا كثيرة فعلى الصعيد الاممي طالب الرئيس المنظمة الدولية الا تكتفي باصدار قرارات وقوانين تتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي،  بقدر ما تتحول الى وضع الية تنفيذ وتطبيق لهذه القرارت ومعاقبة اسرائيل فيما لو خرجت عن هذه القرارات، كما وتحدث الرئيس خلال خطابه الكثير من القرارات الاممية التي خرقتها إسرائيل بدءً من قرار 181 242 و 338 وغيرها من القرارات الدولية".

وأضاف الجبالي"كما ان اسرائيل الدولة الوحيدة عالميا فوق القانون ولا يجوز ان تبقى كذلك وعلى جميع الدول ان تسعى من اجل احقاق الحقوق الفلسطينية وان تلتزم باقامة دولة فلسطينية ولا يجوز الاعتراف بدولة لا حدود لها".

وحول حديث الرئيس عن عدم إلتزام اسرائيل بالاتفاقات والمعاهدات الدولية، يقول الجبالي:" خطاب الرئيس أكد على انه لا يمكن الالتزام بأي اتفاق مع اسرائيل ما دامت هي نفسها غير ملتزمة بها، كما وكذلك اعادة النظر بالعلاقة مع اسرائيل اذا استمرات بمحاولاتها لإلغاء اقامة دولة فلسطينية".

المصالحة إستحقاق وطني

وحول جزئية المصالحة في خطاب الرئيس أكد الجبالي أن "ما تتعرض له القضية الفلسطينية والفلسطينين في الضفة وغزة والخارج يتطلب من الفصائل الوقوف عن مسؤولياتها حيث ان اسرائيل تسعى  لإضعاف أملنا بإقامة دولة فلسطينية وجعلها بعيدة الامد،  لذلك علينا كفلسطينين سواء داخل وخارج المنظمة استغلال دعوة الرئيس لعقد لجنة تحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني لتكون بداية لإعاد صياغة ميثاق جديد للفلسطينين جميعا، بما فيه اعادة العلاقة مع اسرائيل مقابل الاعتراف بدولة فلسطين، وعدم الالتزام باتفاقيات اسرائيل ليست ملتزمة بها، والبدائل التي طرحها الرئيس من وضع الاحتلال تحت مسؤوليته".

خطة سلام جديدة

وحول الاحاديث التي تدور عن خطة سلام جديدة "امريكية، اسرائيلية ،مصرية" يقول الجبالي:" اسرائيل حتى الان  لم تعترف لفظيًا بدولة فلسطينية، ونتنياهو لا يزال يرفض الاعتراف بها، وكما يبدو فهو اقر هذه الرؤية على ادارة ترامب، وكل الاجراءات تدل على ذلك، وهذا ما يجعل من اقامة دولة فلسطينية أمراً صعباً في ظل اجراءات الاحتلال التي تتمثل بضم القدس الشرقية والجوالان وارتفاع عدد المستوطنين الذي وصل الى 700 ألف مستوطن، وتبعها مؤخراً منح اليهود ادارة حكم ذاتي في الخليل".

كما وان جزء من رؤية نتنياهو التي يسعى لها وهي" إقامة حكم ذاتي طويل الامد بالضفة، وعلاقة كونفدرالية مع الاردن،لكن هو لا يريد إحياء أي امل باقامة دولة فلسطينية".

الخطاب حمل قضايا شاملة

المحلل السياسي د.سامر عنبتاوي أكد لـ"النجاح الاخباري" أن خطاب الرئيس حمل قضايا شاملة وحمل بشكل واضح سرد كامل للقضية الفلسيطينية وكيف تعامل المجتمع الدولي معها وكيف ان الاحتلال افشل كل الحلول فما فيها حل الدولتين ووضع العالم امام الخيارات المطروحة،  فاما ان يقاوم الشعب الفلسطيني ما يقوم به الاحتلال من اجراءات، والخيار الاخر ان يطالب بدولة مستقلة وبحقوق كاملة، ووضع العالم امام مسؤولياتها".

وأضاف " الجانب الثاني من خطاب الرئيس اطلق قضايا مهمة تعلق بوضع استراتيجية فلسطينية جديدة وقام بدعوة المجلس الوطني الفلسطيني للانعقاد في وقت قريب لاعادة صياغة الاسترايجيات والبرنامج الوطني الفلسطيني،  وهو مهم طالما ان الحلول السياسية تفقد امكانياتها لم يبقى امام الشعب الفلسطيني الا اعادة صياغة توجهاته".

وفي حديثه عن قوة الخطاب، يقول عنبتاوي:" صاغ الخطاب اموراً هامة جدا ووضع النقاط على الحروف وكان هناك توجه ليس فقط لوضع النقاط،  بل وحمل الخطاب المسؤوليات لمن يجب أن يقدم على خطوات حقيقية، كما وتحدث الرئيس عن معاناة الشعب الفلسطيني، كما وأن الاجماع الفلسطيني على ما جاء في خطاب الرئيس من كافة المؤسسات والفصائل، أكد على شمولية الخطاب وقوته".

المصالحة مصدر القوة

وحول المصالحة وارتياح الرئيس لما هو موجود الان يؤكد" ان الرئيس خرج بحالة الشعب الفلسطيني والتي تبشر ببداية وحدة وطنية فلسسطينية، وارسل رسالة لمن يراهن على انقسام الشعب الفلسطيني، فالانقسام تم تغذيته من قبل اسرائيل وامريكا،

والرئيس وجه رسالة واضحة عندما قال:"حكومة التوافق الوطني ستتوجه الي غزة لاستلام مهامها ما يعني ان المصالحة ستتمثل على ارض الواقع، كما وربطها بالموقف السياسي بانعقاد مجلس وطني، كما وان موقف حركة حماس وترحيبها بحكومة التوافق الوطني، جاء في اطار التوجه للمصالحة بشكل قوي وان هناك تقبل من قبلها وهذا يعني ان المصالحة تسير في الاتجاه الصحيح".

وحول ما يدور من حديث عن خطة سلام جديدة يقول عنبتاوي :"لا يمكنا التعويل على الموقف الامريكي، والذي كان راعياً لمصالح الاحتلال وليس لعملية السلام، فامريكا تطلب من السلطة الفلسطينية عدم التوجه للامم المتحدة لمحاسبة اسرائيل على جرائمها واجراءاتها، كما وانها تطلب مهلة لاعادة صياغة موقفها ضمن المعطيات، وتطالب الدول العربية بالتطبيع مع اسرائيل قبل أن تعترف بدولة فلسطين، ولو كان موقفها واضحاً لكانت ألزمت اسرائيل بالشرعية الدولية".

ويضيف" المطلوب فلسطينياً برنامج سياسي وطني موحد، واعادة التحالفات على المستوى الاقليمي والعالمي،  وبناء اواصر الصمود للشعب الفلسطيني في مواجهة المشاريع الاسرائيلية".