هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - أثار مقطع الفيديو المصوّر لطالب في الصفوف الأساسية من مدرسة بيتونيا في رام الله جدلًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتمحور المقطع حول طالب يشتكي من طرد مدير المدرسة له بسبب تأخره في دفع التبرعات المدرسية.

واستنكر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هذا التصرف وكانت التعليقات تتمحور حول الحالة النفسية التي تعرض لها الطالب معتبرين ما حدث "اذلالًا للطالب بسبب أوضاعه المادية".
وأصدرت مديرية التربية والتعليم لمحافظة رام الله والبيرة صباح اليوم بيانًا يوضح أسباب استبعاد الطلبة عن مقاعدهم الدراسية لأسباب مادية.
ونفى  باسم عريقات، مدير التربية وجود تعليمات من الوزارة أو المديرية بهذا الشأن وأنَّ الأمر لا يعدو كونه اجتهاداً من أحد مدراء المدارس حيث بادرت المديرية فوراً إلى إعادة الطلبة إلى صفوفهم الدراسية، مشدّدًا على أنَّ ما حدث يتنافى مع الإجراءات الرسميَّة المعروفة ومؤكّدًا في الوقت ذاته على  أنَّ المديرية تتابع الأمر حاليًّا مع جهات  الاختصاص لاتّخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تكرار هذا الأمر.

التربية تتعهد بإتخاذ اجراءات بحق المدير في حال ثبتت تجاوزات ادارية
وحول هذا الموضوع تواصل "النجاح الإخباري" مع الناطق الرسمي باسم التربية والتعليم صادق الخضور، ونفى ما تمَّ تداوله حول أنَّ (70) طالبًا لم يدفعوا "الرسوم" المدرسية، موضّحًا أنَّ عدد الطلاب المتأخرين في الدفع هم (45) طالبًا فقط.

"الوالد طلب مهلة من المدرسة"
وأشار الخضور لـ"النجاح الإخباري" إلى أنَّ والد الطفل الذي ظهر بالمقطع المصوّر كان في المدرسة قبل التصوير وطلب مهلة من مدير المدرسة لتمديد فترة الدفع، وتمَّت الموافقة على ذلك، عدا عن أنَّ الطالب لديه شقيق في المدرسة ولم يتم إخراجه منها".
ولفت الخضور إلى أنَّه تمَّ ابلاغ والد الطفل بإعفاء بعض الطلبة من دفع التبرعات وفقًا لمعايير محدَّدة وقد يكون نجله أحدهم.

موقف مدير المدرسة
وعن موقف مدير مدرسة بيتونيا محمد أبو علي، يقول الخضور لـ"النجاح الإخباري": "إنَّه اجتهاد شخصي وسوء تقدير للموقف"، ويضيف الخضور أنَّ المدير يبرر ذلك بأنَّه تعامل بحسن نيَّة ولم يقدّر ولي أمر الطالب هذا الأمر، وأنَّه تمَّ التشويه بحقه عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وأكَّد الخضور على أنَّ لجنة مشتركة من التربية والتعليم توجَّهت للمدرسة للوقوف على حقيقة الأمر، لافتًا إلى أنَّه في حال ثبتت تجاوزات إدارية بما يتنافى والتعليمات المعمول بها، لن تتوانى التربية وستتخذ الإجراءات اللازمة بحق مدير مدرسة بيتونيا.
وشدَّد الخضور على أنَّ مبدأ إخراج الطفل من المدرسة وتركه للدوام مرفوض والوزارة تتابع عن كثب لتتخذ الإجراء اللازم بعد استكمال الصورة بأسرع ما يمكن.
وأوضح الخضور لـ"النجاح الإخباري": أنَّ الرسوم تندرج في بند التبرعات المدرسية ضمن إطار المساهمة المجتمعية والشراكة المجتمعية".
وأضاف أنَّ التبرعات المدرسية قيمتها (50) شيكلًا، وإذا كان للطالب شقيق في ذات المدرسة يدفع كل منهما (40) شيكلًا.

لا أساس قانوني لما يسمى بالقسط الدراسي
بدوره أكَّد محامي الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان فريد الأطرش لـ"النجاح الإخباري"، على أنَّ التبرعات المدرسية ليست إلزامية ولا يوجد نص قانوني يلزم الطلاب بدفعها.
وأشار إلى أنَّ الطالب سواء تمَّ طرده أو إخراجه فالمبدأ واحد وخاطئ ويجب اتّخاذ إجراءات بحق المدير.
واختتم الأطرش حديثه مع "النجاح الإخباري"، قائلاً: "يحق لوالد الطفل أن يقدم شكوى لوزارة التربية والتعليم ضد تصرف المدير بحق نجله".
من جهته شدَّد القاضي أحمد الأشقر عبر صفحته على الفيس بوك على أنَّ التعليم في فلسطين مجاني حتى المرحلة الثانوية بمقتضى المادة (٣٧) من قانون الطفل؛ والقانون الأساسي يحظر فرض أيَّة رسوم إلا بقانون، الأموال التي تجمع من الأقساط هي تبرعات إجبارية لا سند لها في القوانين النافذة قائلًا: "لا يوجد أيَّ أساس قانوني لما يسمى بالقسط الدراسي".
وأضاف أنَّ كلَّ أموال الأرض لا تستحق المساس بكرامة طفل؛ لأنَّ كرامة هذا الطفل لا تنفصل عن كرامة الوطن.