جهاد قاسم - النجاح الإخباري - منذ ان قمت باستخدام الهاتف قاصدًا الاتصال به، بدأت استشعر ردة فعله والجمل التي سيقولها لي يوسف ابو زر، والد الطفل كنان من بلدة الزاوية، والذي توفي قبل ايام، ورزق اليوم بكنان جديد.
ظننت انه سيكون حزينًا على فراق كنان الأول، لكن كان لدي احتمال بأنه سيكون سعيدًا نوعًا ما رغم فقدانه لطفله، وجانب السعادة يكمن في كنان الرضيع الجديد، فيما كان الأمر حقيقة مزيجًا من الحزن والفرح في آن واحد عندما بدأت بالتحدث.
قال لي بدون ان اسأله: "الله يبارك فيك يا جهاد... فقدت كنان ورزقت بكنان آخر، وهذا عوضي من الله".
واضاف ابوزر: "عسى الله ان يكون كنان هذا بنفس صفات طفلي الذي فقدته".
عندما ابلغني بذلك عبر الهاتف، لم أعلم أن كان علي الحديث معه بنبرة حزينة أم سعيدة، لكنني استطيع القول ان نبرة صوتي كانت اقرب إلى الحيادية والرسمية في هذا الوقت.
ويشير ابو زر وقد بدت ملامح سعادة واضحة في نبرة كلامه حتى وانا لا اراه: "زوجتي الآن بخير الحمدلله وهي الآن موجودة في احدى المستشفيات في مدينة نابلس، وبين يدي كنان جديد".
لكن هذا الحديث المبتسم لم يكن موجودًا قبل أيام، عندما ذهبنا في "فضائية النجاح" لعمل تقرير صحفي عن وفاة الطفل كنان، فالدموع الغزيرة من الوالدين والاشقاء كانت شاهدة على كم الحزن والفقدان في ذلك البيت.
وكان الطفل كنان قد توفي قبل أقل من اسبوع عندما شعر بضيق في التنفس، فقام والده بالتوجه به الى عيادة البلدة، لكن الطبيب لم يكن موجودًا، فاضطر الى التوجه الى المركز الطبي في بديا وهناك لفظ كنان انفاسه الأخيرة.
وقد احدث تقرير فضائية النجاح الذي حصد مئات الالاف من المشاهدات ضجة اعلامية، حيث سلط الضوء على نقص الكادر الطبي في قرية الزاوية و 6 من القرى المحيطة هناك.