نهاد الطويل - النجاح الإخباري - يترقب الشارع ما ستسفر عنه الزيارة المرتقبة للرئيس محمود عباس الى العاصمة التركية أنقرة، للقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية التركية الخميس.

بدوره يؤكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح د.عبدالله عبدالله أن لقاء الرئيس عباس مع أردوغان يهدف لاستثمار علاقات تركيا الخاصة مع حركة حماس من أجل تحقيق المصالحة الوطنية.

وقال عبدالله في تصريح لـ"النجاح الإخباري" الأحد إن الرئيس عباس سيجدد أمام نظيره التركي مطالبه التي تتلخص في أن تقوم حركة حماس بحل اللجنة الإدارية التي شكلتها في مارس الماضي.

وشدد عبدالله في الوقت ذاته على أهمية ان تعي حركة حماس لرؤية الرئيس لجهة إنهاء الإنقسام، وعدم استغلال سيطرتها على القطاع في تمرير أجندتها الخارجية والعدول فورا عن تفاهماتها مع أطراف أو شخصيات أخرى على حساب المصلحة الوطنية.

واعتبر عبدالله إعلان حكومة الوفاق إلغاء قرار سابق بإحالة موظفي التربية والتعليم والصحة في قطاع غزة الى التقاعد المبكر، مبادرة حسن نوايا من الرئيس محمود عباس تجاه حركة حماس قبيل وصوله الى أنقرة.

كل القضايا مطروحة ...

الكاتب المختص في الشؤون الفلسطينية نضال سلامة، أكد بدوره على أن كل القضايا ستطرح على الطاولة التركية بما فيها ملف غزة (الإنقسام الداخلي)، في ظل المستجدات، خاصة على صعيد المفاوضات.

وقال سلامة لـ"النجاح الإخباري" الأحد إن جهود أنقرة تأتي في سياق البحث عن دور تركي أوسع المنطقة من بوابة القضيقة الفلسطينية الأكثر وزنا وحساسية.

ويعتقد سلامة أن القمة الفلسطينية - التركية لا تنفك بأي حال من الأحوال عن الزيارة التي قام بها الرئيس التركي للأردن قبل أيام حيث التقى بالملك عبدالله الثاني وأكدا خلالها على القضية الفلسطينية، وأهمية إطلاق مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية لتحقيق حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بشكل آمن، على أساس حدود عام 1967.

وثمة من يرى أن دخول تركيا بثقلها المعروف على خط إنهاء الإنقسام الفلسطيني، يهدف لقطع الطريق على الجهود الذي تبذلها مصر في المصالحة بين حماس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، والذي تعتبره القيادة التركية مدبرا لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشل قبل نحو عام من الآن.

الكاتب والصحفي التركي اسماعيل ياشا أكد أنه من السابق لأوانه الحديث عن نتائج ملموسة على الأرض للقمة المرتقبة.

وتوقع ياشا أن يتناول الزعيمان في لقائهما التطورات في القدس والمسجد الأقصى، بالإضافة إلى المستجدات المتعلقة بعملية السلام والمصالحة الفلسطينية.

وقال ياشا في مقال له "إنه من الأفضل ألا نستعجل ولا نحكم عليها بالفشل قبل أن نرى نتائجها."

 "تركيا حريصة على وحدة الصف الفلسطيني، ولن تدّخر جهداً في سبيل تقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس، وتحقيق تقدّم في تطبيق المصالحة، إلا أن الجهود التركية وحدها غير كافية لإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، بل لا بد من توافر الإرادة الصادقة." تابع ياشا.

حماس: لم نتلق دعوة رسمية..

وحتى اللحظة يبدو أن حماس لم تتلق أي دعوة رسمية أو إشارة من الجانب التركي، فيما يخص المبادرة التي تلوح في الأفق لإنهاء الإنقسام.

وأضاف القيادي في الحركة أحمد يوسف في تصريح نشرته وسائل إعلام عربية أن حماس مستعدة للجلوس والتباحث مع أي وسيط عربي أو دولي يكون قادرا على إنهاء حالة الانقسام الموجودة، شريطة ألا يستثنى أي فصيل أو حزب سياسي فلسطيني من هذه التفاهمات.

وتابع يوسف أن "حماس تضع كامل ثقتها بقدرة القيادة التركية في إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، متمنيا أن يضفي اجتماع الرئيس عباس مع أردوغان لنتائج مبشرة، يتم الانطلاق منها لطي صفحة الانقسام".

ومن المقرر أن يصل الرئيس عباس مساء اليوم الأحد العاصمة التركية أنقرة.

وصرح د.مجدي الخالدي المستشار الدبلوماسي للرئيس، أن الرئيس سيعقد قمة مع نظيره التركي لبحث آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، يوم الاثنين.

بدوره، أكد وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو أن لقاء الرئيس أردوغان بالرئيس أبو مازن يأتي في إطار الجهود التي تبذلها القيادة التركية في سبيل تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية وفي محاولة منه للتدخل وإقناع حماس بقبول التعامل الإيجابي مع المساعي المبذولة لإنهاء الانقسام.

وكان وفد رفيع المستوى من حركة فتح برئاسة أمين سر اللجنة المركزية للحركة، جبريل الرجوب قد وصل العاصمة التركية أنقرة الأربعاء والتقى بمسؤولين من الجانب التركي، وأوضح في تصريح صحفي فور وصوله، أن الجانبين سيبحثان ملف المصالحة الوطنية مشيرا إلى أن كبار مستشاري أردوغان طلبوا عقد هذه القمة؛ حرصا من القيادة التركية على تحقيق المصالحة نظرا للعلاقات الطيبة التي تربطهم مع حركة حماس.

وكانت صحيفة الحياة اللندنية أشارت في تقرير لها أن الجانب التركي بصدد إطلاق مبادرة جديدة للمصالحة بين حركة حماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن لقاء عباس المرتقب مع أردوغان يأتي للتباحث في هذه المبادرة، التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها حتى لحظة نشر هذا التقرير.