وفاء ناهل - النجاح الإخباري - قرَّرت الولايات المتحدة عدم منح مصر (95.7) مليون دولار كمساعدات وتأجيل (195) مليون دولار بحجة عدم إحراز تقدم في مجال احترام حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية.

ويعكس القرار رغبة واشنطن في مواصلة التعاون الأمني كما يعكس في الوقت نفسه الإحباط من موقف القاهرة بخصوص الحريات المدنية، ولا سيما قانون الجمعيات الأهلية الجديد، الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنَّه جزء من حملة متزايدة ضد المعارضة.

تباين في مواقف واشنطن

أكَّد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي لـ"النجاح الإخباري" أنَّ قرار كوشنير بإلغاء اللقاءات التي كان من المفترض ان يعقدها في مصر يرجع لقرار الإدارة الأمريكية بتخفيض المساعدات لمصر وحجب بعضها نظرًا لعدم استكفائها الأمور المتعلقة ببرنامج المساعدات مع أنَّه تمَّ إقراره للعام الجاري.

وأضاف فهمي أنَّ  هناك تباين من قبل الإدراة الأمريكية في النظر للحالة المصرية، وتعمد في خلط الأوراق فيما يتعلق بالشؤون الداخلية في مصر، وتحفُّظات متعلقة ببعض الأمور منها قانون المنظمات الأهلية للمجتمع المدني، حيث كان هناك احتجاجات أمريكية وتدخلت الشؤون المصرية  أكثر من مرَّة كما وتمَّ طرح قضايا موضوعة متعلقة بالمشاركة السياسية والديموقراطية والليبرالية".

وقال : مصر ليست بحاجة لشهادة حسن سير وسلوك من أحد لكي يتم منحها مساعدات والقضية ليست متعلقة بتخفيض برنامج المساعدات على المستوى الدولي، كما أنَّ الولايات المتحدة قدَّمت مساعدات لإسرائيلي بـ (39) مليار دولار لعشر سنوات  من قبل إدارة أوباما، بالتالي يجب أن يكون هناك مراجعة قرار الإيقاف من قبل الإدارة الأمريكية.

مصالح مشتركة

وفيما يتعلق بالمصالح المشتركة يقول " : وزارة الدفاع الأمريكية تعتبر داعم لمصر بناءً على المصالح الاستراتيجية،  ولكن في الوقت نفسه هناك تيارات أخرى ضد مصر".

وعن رأيه بالمساعدات أكَّد فهمي "أنَّ الأمر لا يتعلق بمساعدات عسكريَّة والدليل أنَّ الولايات المتحدة أوقفت في أوقات معينة توريد صفقات  لمصر متل الأباتشي والمساعدات العسكرية ومناورة النجم الساطع وغيرها، لكن الإدارة الأمريكية عليها أن تتفهم أنَّها تتعامل مع دولة كبيرة، لذلك فقرار عدم لقاء المبعوث الأمريكي لقي تأييد كبير ويعتبر رسالة احتجاج كبيرة لحين اتّضاح الرؤية و التعامل معها".

وأضاف  لا نريد أن يؤثّر ما حدث على العلاقات في الإقليمية، وربما يخدم قدوم كوشنير الملف الفلسطيني والقضايا العربية، بالرغم من أنَّهم يطرحون السلام الاقتصادي كبديل للسلام السياسي".

العلاقات الأمريكية العربية

وفيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية العربية أضاف فهمي" يجب على الولايات المتحدة أن تعيد نظرها فيما يتعلق بقراءة علاقتها في الإقليم بأكمله  ليس مع  مصرفقط،  وإنَّما مع الصراع العربي الإسرائيلي.

وعن القمة الثلاثية التي تمَّت السبت الماضي في مصر، أكَّد أنَّ مصر والأردن وفلسيطين طرحت في بيانها رؤية كاملة، والتي كانت بمثابة رسالة قويّة لإسرائيل والولايات المتحدة".

وأضاف" على الولايات المتحدة أن تعيد النظر بالكثير من الأمور وأهمها حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية،  بدلاً من الحديث العبثي والعائم، وعلى الولايات المتحدة أن تسعى لسلام سياسي حقيقي ومفاوضات على أسس واقعيَّة، كما ويجب أن يكون هناك مراجعة كاملة للعلاقات المصرية العربية مع الإدارة الأمريكية.