مدى شلبك - النجاح الإخباري - أطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخراً، مبادرات لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، سعياً من الصين للمحافظة على مصالحها الاقتصادية المقرونة مع مكانتها في المنطقة.
أمجد أبو العز محلل سياسي قال خلال حديث له مع "فضائية النجاح": "بدأت الصين مؤخراً بالتحرك باتجاه تفعيل دورها بعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، مدفوعة بهدف المحافظة على مصالحها الاقتصادية عن طريق ضمان توفير موارد لتشغيل مصانعها، ومد شبكة مواصلات لها في المنطقة".
وأشار إلى أنها تسعى لخلق دور سياسي بعيداً عن شكل اللاعب السلبي، وكانت أحد محاولاتها طريق الحرير الذي طرحته عام 2013، لتفعيل شبكة من المواصلات والطرق الدولية، من طرق وخطوط وموانئ، ومن هذه الخطوط ما يمر من قطاع غزة.
تباين مصالح
بيّن أبو العز أن حجم التبادل التجاري بين الصين وفلسطين يبلغ 100 مليون دولار، بينما يبلغ التبادل التجاري بين الصين وإسرائيل 6 مليار دولار، بالإضافة إلى أن الصين تبني ميناء إسرائيلياً في أسدود، وترسانة عسكرية تضم طائرات بلا طيار، بالإضافة إلى التكنولولجيا التي تهربها إسرائيل إلى المعسكر الصيني.
وأشار إلى أن كل هذه العوامل تقلل من التطلعات الفلسطينية بخصوص المبادرات الصينية، لافتاً إلى الاهتمام الإسرائيلي بالصين على الصعيد الأكاديمي، إذ يوجد في إسرائيل أعداد من الصينيين اللذين يدرسون اللغة العبرية، إلى جانب المراكز الإسرائيلية المهتمة بالشأن الصيني والمختصة به.
وقال: "الصين تبحث عن الطاقة والتكنولوجيا الموجود عند إسرائيل، كما تبحث عن شبكة الطرق والموارد ونحن لا نملكها".
حرب باردة
أشار أبو العز إلى أن الاتحاد الأوروبي منذ عام 1994 كان يسعى للعب دور فعال في عملية السلام، لكن سياسة الولايات المتحدة وسلطتها تمكنت من تحويل دوره لدافع رواتب فقط.
وفيما يخص العلاقات بين الصين وأميركا قال أبو العز: "يبلغ حجم اقتصاد الصين الآن 8% وقد يصل لـ9%، وتضم الصين مئات ملايين المصانع، والتي تحتاج للطاقة والاستقرار، وبناءً على ذلك فإن الصين غير معنية بصدام مع الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى فإن الخزنة الأمريكية مدانة للصين وهي بذلك أيضا غير معنية بصدام مع الصين فالخلاف اقتصادي وليس سياسي".