مدى شلبك - النجاح الإخباري - اعتدنا على مشاهدة حراس المرمى يخرجون من مرماهم في آخر اللحظات في المباريات الحاسمة عندما يكون فريقهم متاخرًا بالنتيجة، لكن أن يتحول حارس مرمى إلى مهاجم صريح طول شوط كامل من مباراة نهائية، فهو ما لم يحدث إلا بالملاعب الفلسطينية، والسبب الاحتلال الذي منع 9 من ابرز نجوم نادي اهلي الخليل من الوصول إلى غزة من أجل المشاركة في نهائي كأس فلسطين الذي جرى بتاريخ 4 اب/اغسطس الجاري.
وهذه الحادثة ليست الأولى، بل أن الرياضة الفلسطينية تتعرض إلى سلسلة انتهاكات من قبل الاحتلال، الذي لا يتواني عن استهداف اللاعبين ومؤسساتهم عبر سياسة القتل والاعتقال والتدمير والإغلاق.
وبهذا السياق، قال مدير الدائرة الفنية في اتحاد كرة القدم الفلسطينية أحمد الحسن خلال حديثه لـ"النجاح الإخباري"، أن الاحتلال حاول عرقلة المباراة النهائية التي جرت بين أهلي الخليل ونادي شباب رفح، إذ منع عشرة لاعبين من فريق رفح الوصول إلى محافظة الخليل للمشاركة في المباراة.
كما منع لاعبين من فريق رفح الوصول إلى المناطق الشمالية، بالإضافة إلى عرقلة إدخال معدات رياضية إلى المنشأت الرياضية الفلسطينية.
فكر ايديولوجي
كالتعليم والقضاء وقطاعات أخرى تعتبر الرياضة رسالة تحرر وطني، حسب وصف عضو الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم فرع الشمال، والمحاضر في جامعة النجاح الوطنية سليمان العمد.
وقال العمد في حديث له مع "النجاح الاخباري": "الرياضة فكر ايديولوجي واندراج الشباب فيه يؤرق الاحتلال، فالشباب من خلالها يتواجدون في الملاعب، في مناخ رياضي ممنهج ومنتمي، وهذا ما يرفضه الاحتلال"، مضيفاً :"ممارسة الرياضة تدفع اللاعب للانتماء لأفكاره وأخلاقه وقضيته"، مشيراً إلى أنه من الصعب أن تجد لاعباً فاقداً للأخلاق والقيم.
وتابع: "رفعت الرياضة اسم فلسطين في مجال الرياضة أكثر من أي مجال أخر، حيث وصل منتخبنا والمنتخب الأولومبي لكأس أسيا، لهذا يمارس الاحتلال ضغوطات على اللاعبين".
خناق ممنهج
يحد الخناق المفروض على اللاعبين الرياضيين في الأراضي الفلسطينية، من القدرة على الحركة، ويضعف منتخبنا خارج البلد، خصوصاً كونه من أكثر المنتخبات تنظيماً على الصعيد العمري والنوعي، وفقاً للعمد.
وأضاف أن المنتخب الفلسطيني وصل إلى الكثير من المراحل، وبسبب إجراءات الاحتلال سيتعثر تنظيمه، بالإضافة إلى الحواجز الاحتلالية التي تضعف من التواصل بين المحافظات.
وأشار إلى أن الاحتلال يعرقل إدخال مسلتزمات رياضة واردة من الأولمبية الدولية إلى المنشأت الرياضية الفلسطينية، عن طريق حجبها وعدم إدخالها وفرض جمرك وضرائب عليها.
ولفت إلى أخر انتهاك احتلالي بحق الرياضة الفلسطينية، والذي وقع في برج اللقلق في القدس، إذا اقتحمت قوات الاحتلال الملعب خلال تواجد اللاعبين وألقوا مسيل الدموع، بالإضافة للاعتقالات في صفوف اللاعبين ومنعهم من السفر.
دعم مؤسساتي
أوضح الحسن أنه يتم رفع شكوى للفيفا بخصوص أي انتهاك من قبل الاحتلال، وقال: "من حقنا أنا نمارس حقنا كباقي الشعوب في الرياضة".
وأضاف: "الاحتلال يحاول تشويهنا أمام العالم من خلال إظهارنا بلا حضارة ولا ثقافة، ونحن نحاول إثبات العكس من خلال ممارسة الرياضة مثلنا مثل باقي شعوب العالم".
ورحب الحسن بأي جهة تدعم الحق الفلسطيني بممارسة الرياضة، مشيراً إلى أن المرجعية الأساسية هي الاتحاد الدولي "الفيفا" والاتحاد الأسيوي لكرة القدم، اللذان تُرفع لهما الشكاوي والمخاطبات بخصوص انتهاكات الاحتلال.