هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - فاجعة أخرى يعيشها المواطنون الفلسطينيون في مدّة تقل عن شهر في حادث سير مروع وقع أمس (19/7/2017) بين مركبة تقل عمّال فلسطينييين وشاحنة إسرائيلية قرب مستوطنة شاكيد جنوب غرب جنين والذي أسفر عن مصرع خمسة مواطنين، بعد أن عايشوا مأساة وفاة أم وأطفالها وسائق سيارة أجرة فلسطينيين في حادث سير مع حافلة إسرائيلية على شارع (60) شرق رام الله بالقرب من مستوطنة "عوفرا" الإسرائيلية في (27/6/2017).

وكان قد صرَّح مدير إسعاف الهلال الأحمر في جنين محمود السعدي بأنَّ المتوفين في الحادث كانوا في طريق عودتهم من العمل، هم: خالد يوسف قبها، من قرية أم دار،  ومحمود رفيق الوادي من بلدة يعبد، وأحمد حامد حمارشة من بلدة يعبد، ومؤيد توفيق كامل عمارنة، من قرية ظهر العبد، ومحمد سليم محمد الشلبي، من بلدة سيلة الحارثة.

وأوضح السعدي أنَّ المصابين في الحادث نفسه تمّ نقلهم إلى مستشفى "رمبام" في حيفا داخل أراضي (1948) للعلاج وهم: راجح جرادات، ويوسف جرادات من سيلة الحارثية، وحسن زيد من نزلة زيد، وأحمد عطاطرة من بلدة يعبد، وأنَّ جراحهم تتراوح ما بين خطيرة ومتوسطة.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو رصدته كاميرات المراقبة لحظة وقوع الحادث والذي يظهر كيف انحرفت الشاحنة الإسرائيلية بشكل مفاجئ واصدمت في المركبة الفلسطينية، مستنكرين ما حدث، ومرجحين أن يكون الحادث متعمدًا.

6.png

حيث علق العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على مقطع الفيديو، بتعليقات تشكك بأنَّ الحادث وقع بمحض الصدفة.

الشرارة الأولى في اشتعال ثورة الحجارة

وفي ظلّ التوتر التي يعيشه المسجد الأقصى وأهالي القدس، بعد أن شرع الإحتلال بتركيب البوابات الإلكترونية على أبواب الأقصى، واصطدام الشاحنة الإسرائيلية بمركبة عمال فلسطينيين، كل هذا دفع نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي إلى العودة بذاكرتهم لجريمة دهس شاحنة إسرائيلية لعمال فلسطينيين وشرارة ثورة الحجارة واحد أهم الأسباب في اندلاع الإنتفاضة الأولى في (الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1987).

5.png

حيث اصطدمت شاحنة إسرائيلية يقودها إسرائيلي من أشدود سيارة تقل عمال فلسطينين من جباليا- قطاع غزة، كانت متوقفة في محطة وقود، ما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين.

وقد اكتفت الإذاعة الإسرائيلية بإعلان الخبر دون أن تركز عليه لأنه- بحسبها- كان عبارة عن حادث يشبه العديد من الحوادث المماثلة وقد أُشيع آنذاك أنَّ هذا الحادث كان عملية انتقام من قبل والد أحد الإسرائيليين تمَّ طعنه قبل يومين من الحادثة حتى الموت بينما كان يتسوق في غزة.

وفي ذلك الوقت اعتبر الفلسطينيون أنَّ الحادث هو عملية قتل متعمد.

وفي اليوم التالي وخلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي قامت الحشود خلاله بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الإسرائيلي بجباليا فقام الجنود بإطلاق النار لكن الحشود الغاضبة لم تتراجع.

وأمام ما تعرض له من وابل الحجارة وقنابل "المولوتوف" اليدوية طلب جيش الاحتلال الدعم، وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة الأولى. ولكن هذه الحادثة كانت مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير، لأنَّ الانتفاضة اندلعت بعد ذلك بسبب تضافر عدَّة أسباب.

ويبقى السؤال هل كان فعلًا الحادث متوقع أم أنَّ السرعة الزائدة كانت سببًا في هذا الإلتواء الحاد للشاحنة، كما عزا بعض نشطاء الفيس بوك في تعليقاتهم على الحادثة على الفيس بوك؟!

 

ولكن أغلب نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي الفلسطينيين أجمعوا على  أن يكون الحادث متعمدًا، وأثار جدلًا كبيرًا وأشعل مواقع التواصل، مستنكرين ما حدث.

3.png

2.png

1.png

4.png