نهاد الطويل - بمشاركة شوق منصور - النجاح الإخباري - خاص: أكَّد مدير وزارة العمل بمحافظة نابلس خلدون مصلح، استمرار الحملات التفتيشية بالمحافظات لجهة مكافحة عمالة الأطفال.

وقال مصلح لـ"النجاح الإخباري" الثلاثاء: "إنَّ الحملة تهدف للتركيز على مدى تطبيق قانون الحد الأدنى للأجور من جهة، إلى جانب الحد من عمالة الأطفال وحمايتهم من الاستغلال الاقتصادي من جهة أخرى.

وكشف مصلح في السياق ذاته أنَّ المديرية ضبطت أكثر من (15) منشأة لعدم التزامها بقوانين السلامة العامّة في بيئة العمل.

ووفقًا لمصلح، فإنَّه يسمح بعمل الأطفال (15-17) سنة بشروط معينة منها: أن لا تكون هذه الأعمال خطرة، وأن تكون ساعات العمل قصيرة، وتوفير الكشف الطبي للأطفال كل (6) أشهر.

وحذَّر مصلح في الوقت ذاته أرباب العمل من مواصلة خرق القانون.

حملة لمكافحة عمالة الاطفال
 

عمر .. صورة قلمية !

وخلال إعدادنا للتقرير دفعنا الفضول للحديث إلى أحد الأطفال الذين دفعتهم الظروف الصعبة  للنزول إلى الشارع والتسرب من مدرستة منذ سنوات.

ويؤكّد عمر لـ"النجاح الإخباري"، أنَّ إعاقته السمعيَّة دفعته إلى الطريق الصعب هاجرًا مقعده الدراسي وتاركًا حقيبته في أروقة المنزل وذلك لمساعدة والده الذي يعيل عائلة كبيرة، ولم يعد يقدر على الإنفاق عليها نظرًا لكثرة المصاريف ومتطلبات الحياة.

ويتنقَّل الطفل عمر مشيًّا بين زقاق نابلس عله يبيع بعضًا من السلع ويرجع في نهاية يومه الشاق إلى منزل عائلته الصغير ببضع شواقل.

"أحصل يوميًّا على ما مقداره (20) شيقلًا" أضاف عمر متندرًا.

ويشاهد بوضوح تزايد الأطفال في الشوارع والطرقات، وأغلبهم يعملون في بيع الخضار والألعاب الصغيرة وفي أماكن خطرة مثل الطرق المزدحمة بالمركبات وعلى الإشارات الضوئية.

وتشير إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء لعام  (2016) أنَّ هناك (34700) ألف عامل من الأطفال في الفئة العمرية (15-17)يعملون في فلسطين ، حيث بلغت نسبة من يعملون في الضفة الغربية (28000)مقابل (6700) ألف في  قطاع غزة.

وفي هذا الصدد، يعلق الخبير والمحلل الإقتصادي د. ماهر تيسير الطباع ،على ما كشفته الأرقام الصعبة سالفة الذكر بالقول: إنَّ من أبرز التحديات التى تواجه محاربة ظاهرة عمالة الأطفال في فلسطين هي إرتفاع معدلات البطالة."

ودعا الطباع في تحليل له إلى ضرورة وجود ضمان اجتماعي للأسر الفقيرة للحد من ظاهرة عمالة الأطفال وإنتشار الفقر المدقع، إلى جانب اتخاذ إجراءات حازمة وصارمة ضد من يشغلون الأطفال في منشأتهم الإقتصادية.

ورأى المرشد التربوي بمحافظة قلقيلية معين شتيوي، أنَّ الحدّ من ظاهرة التسرب من المدارس، ونشر الوعي بخصوص حقوق الطفل والقوانين الخاصة بذلك، هي وسائل كفيلة بمحاربة هذه الظاهرة.

ويؤكد شتيوي، لـ"النجاح الإخباري"، أنَّ استقطاب الأطفال للمدارس، وتعزيز أهميّة التعليم، جميعها وسائل يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار عند الحديث عن أجندة مكافحة عمالة الأطفال على مستوى المحافظات.

وفي العالم يعمل أكثر من (250) مليون طفل منهم (158) مليون ما بين (5 - 14 عاماً).

وفي بعض المناطق في العالم تتخذ عمالة الأطفال منحى خطراً مع ارتفاع الأعداد بشكل كبير، على مثال افريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يعمل أكثر من (60) مليون طفل، وجنوب أسيا مع (77) مليوناً، أما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيبلغ العدد بحسب إحصاءات العام (2012)، (9.3) مليون طفل.

ورقة حقائق ..

ورأت ورقة حقائق أعدتها ،الهيئة الدوليّة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أنَّ إنهاء ظاهرة عمالة الأطفال لا يمكن بشكل كلي، خاصة كونها ترتبط بالعديد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، وبالتالي فإنَّ التعامل مع هذه الظاهرة يجب أن يقوم على أساس تقليل آثارها السلبية على الفرد والمجتمع.

ومن ضمن ما أوصت به الورقة   ضرورة التركيز الإعلامي على خطورة عمالة الأطفال على المجتمع الفلسطيني، من خلال القيام بحملات للتوعية العامة بهدف زيادة وعي وصانعي السياسة وأصحاب الأعمال والآباء بشأن حقوق الطفل والآثار السلبية الناتجة عن عمالة الأطفال الى جانب تعزيز ودعم البرامج الحكومية الهادفة إلى التقليل من حدّة الفقر.