نهاد الطويل - النجاح الإخباري - أعد مراقبون في إنضمام فلسطين الى طريق الحرير بمثابة خارطة طريق جديدة للتعاون التجاري مع دول المنطوية تحت هذا المشروع ورسالة سياسية فلسطينية الطراز في الوقت ذاته.
ويواصل الرئيس محمود عباس مشاوراته في الصين لمناقشة سبل الربط الاقتصادي والثقافي والبنية التحتية بين فلسطين والصين والدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق.
وشدد الرئيس أبو مازن في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الصينية " شينخوا " على أهمية مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين عام 2013 بهدف بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا وأوروبا وإفريقيا على طول مسارات التجارة القديمة ، وقال " إننا نثمن عاليا مبادرة الرئيس شي جين بينغ من أجل التنمية والشراكة والازدهار للجميع ، ونحن في فلسطين جزء من هذه المبادرة".
من جانبه، وصف الخبير في الشأن الإقتصادي د.نصر عبد الكريم الخطوة بالهامة لجهة التأكيد على الرسالة السياسية الفلسطينية للعالم نحو إقامة الدولة وما يمكن أن تضيفه هذه الاتفاقية من فوائد اقتصادية واستراتيجية حيوية للاقتصاد الوطني من خلال التحرك على طريق الحرير الرابط بين ثلاث قارات.
وأضاف عبد الكريم: " ومن شأن الخطوة الفلسطينية الجديدة أن تزيد من فرص العمل وتحقق التنمية الاقتصادية المرجوة."
وشدد عبد الكريم لـ"النجاح الإخباري" الثلاثاء أن حصد ثمار هذه الشراكة مرتبط في النهاية بالسيادة الوطنية على المنافذ والمعابر،وهو ما لم تسمح به اسرائيل في المرحلة المقبلة.
"الاقتصاد الوطني سيذهب في طريق جديد للانفتاح وضمان نجاح شراكات اقتصادية مهمة مع مختلف دول العالم." زاد عبد الكريم.
ولأن الصين من الدول الكبرى المرشحة لأن تكون أحد أقطاب النظام الدولي في المدى القريب، وحجم العلاقات والمصالح الفلسطينية الصينية المتبادلة في تنامٍ مستمر، فإنه من الممكن استثمار في تحقيق أهدافها في ظل التعنت الإسرائيلي، وهو ما يفسر التوجه الفلسطيني نحو الصين خلال الفترة المقبلة.وفقا للمراقبين.
وفلسطين تاريخياً، كانت تقع على طريق الحرير القديم، وكمثال ملموس في اواخر القرن التاسع عشر، كانت عائلة جاسر من مدينة بيت لحم، تشتري من الصين الحرير لتقوم بتصديره إلى اوروبا وخصوصاً فرنسا، ولقد قام السيد يوسف جابر يبناء قصر جاسر في مدينة بيت لحم في العام 1910، وقام بهندسته مهندسون معماريون من فرنسا على الطراز الفرنسي وقام بإنشاء معارض حول القصر وتحول إلى معلم حضاري يزوره التجار والزوار.
وفي سبتمبر عام 2013 أعلن الرئيس الصيني مبادرة جديدة تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي وفي أكتوبر الماضي دعا إلى إعادة إنشاء شبكة الممرات البحرية القديمة لخلق طريق الحرير البحري لتعزيز الربط الدولي ودعم حركة التجارة.
المبرر الصيني ..
وتؤكد الصين من خلال مبادرتها التي يصفها المراقبون بـ"مشروع القرن" بأنها تسعى إلى تعظيم الاستفادة من الطريق في مضاعفة تجارتها مع الدول العربية من 240 مليار دولار إلى 600 مليار دولار وتستهدف رفع رصيدها من الاستثمار غير المالي في الدول العربية من 10 مليارات دولار إلى أكثر من 60 مليار دولار، بالإضافة إلى الوصول بحجم تجارتها مع إفريقيا إلى 400 مليار دولار بحلول 2020.ويبدأ طريق الحرير من الصين ويمر عبر تركستان وخراسان وكردستان وسوريا إلى مصر ودول شمال إفريقيا مرورا بأوروبا.
وبالرغم من ان الشرق الاوسط يشهد اليوم اضطرابات خطيرة ما يشكل تحديات كبيرة لتنفيذ المبادرة وسط معارضة امريكية، لكن عميد كلية الدراسات العربية في جامعة بكين، شوي تشينغ اشار في تصريحات نشرت له بأن هناك مغزى كبير من هذه المبادرة بالنسبة للعرب، حيث تتيح المبادرة وحدة مصيرية مشتركة تربط بينها مصالح تتموية تشاركية، مثل شبكات المواصلات الحديثة، ومناطق التجارة الحرة، وانابيب النفط والغاز وقنوات كبرى لنقل المياه...والخ، فتجد في التعاون والتناسق فيما بينها فوائد اكبر بكثير من التصارع، وقد يدفع صانعي القرار في المنطقة إلى اعادة النظر في سياساتهم حتى يحل مبدأ الكسب المشترك محل عقلية الغالب والمغلوب، حيث أن هذه الصراعات لن تؤدي الا الى طريق مسدود واستنزاف ثروات شعوب المنطقة وقدراتها، وهناك العديد من الفرص التنموية التي تجلبها هذه المبادرة ستعود بفوائد على المنطقة وتساهم في القضاء على الفقر وازالة تربة التطرف والارهاب، لذلك من المهم احياء مبادىء التعاون والتبادل والمنفعة والكسب المشترك التي شكلت روح طريق الحرير قديما.
وسمي طريق الحرير بهذا الاسم لأن الصين كانت أول دولة في العالم تزرع التوت وتربي ديدان القز وتنتج المنسوجات الحريرية، وتنقلها لشعوب العالم عبر هذا الطريق لذا سمي طريق الحرير نسبة إلى أشهر سلعة تنتجها الدولة التي أطلقته.
ويرجع تاريخ إنشاء طريق الحرير إلى عام 3000 قبل الميلاد وكان عبارة عن مجموعة من الطرق المترابطة تسلكها السفن والقوافل، بهدف التجارة وترجع تسميته إلى عام 1877م، حيث كان يربط بين الصين والجزء الجنوبي والغربي لآسيا الوسطى والهند.