تحرير المالكي - النجاح الإخباري - قصصُ النجاحِ متعددةٌ أنواعها، تحمل معانٍ واسعة في متنها، فلا يأتِ النجاحُ من فراغ ولا كسل، إنَّما جهدٌ وعمل مثقلٌ بالتضحيات والصعاب وربما الظروف القاسية المرهقة التي تجبر أشرعة السفينة على تغيير اتجاهها والبحث عن الريح رغم دوامات الحياة.. الطالب عبيدة صعابنة أحدُ أولئك الذين تمزَّقت أشرعة قواربهم، لكنّ الإرادة بقيت رغم الظروف والتحديات.
صعابنة، خريج جامعة النجاح الوطنية دفعه حبه للدراسة إلى تحدي الظروف المحيطة من حوله؛ لتحقيق هدفه وطموحه، فبعد أن أنهى مرحلة الثانوية العامة بنجاح، لم تسمح ظروفه المادية أن يلتحق بالجامعة، فلم يترك لليأس مكانًا في حياته، أخذ معول عزيمته وفأس إرادته مولّيًا وجهه شطرَ أراضي (48) باحثًا عن العمل لتأمين قسطه الجامعي فهو مؤمنٌ بأنَّ العلم أساس كل شيء مهما بلغت الظروف كما يقول.
نحو الهدف ..
مكث صعابنة في العمل مدة عامٍ كامل في ظروفِ سيئة، ويقول: "مهما بلغت شدة الحياة تكرّس الهدف نصبَ عيني أبحث عن الطريق لتحقيقه".
ويضيف: بعد سنة من العمل المرهق التحقتُ بالجامعة و تخصصت "علاقات عامّة" في كلية الإعلام، إلا أنَّ ظروف الحياة ومتطلباتها كانت قاهرة، فكان لابد لي أن ابحث عن عملٍ جديد يُسهم في تحقيق هدفي.
بدأ صعابنة في العمل في مطعم في مدينة نابلس كما يقول لـ"النجاح الإخباري" ساعات طويلة تبدأ من الساعة الرابعة مساءً حتى الثانية صباحاً، حتى يتمكن من جمع مصاريف الجامعة.
ويضيف: "وجدت صعوبة في تحقيق التوازن بين الدراسة والعمل نظرًا لضيق الوقت لدي وعملي لساعات متأخرة من الليل، ما أثّر سلبيًا على دراستي، والتي استمرت قرابة خمس سنوات ونصف نتيجة التأجيل المستمر لفصول الجامعة".
راودت صعابنة العديد من الأفكار في ترك الجامعة نتيجة سوء الأوضاع المادية إضافة إلى عدم الموازنة بين العمل والدراسة.
وأضاف: "فكّرت بترك الجامعة بسبب ظروفي المادية وعدم قدرتي على الموزانة بين العمل والدراسة، إلا أنَّ وقوف الأهل والأصدقاء بجانبي أعطاني حافزًا كبيرًا للاستمرار وإكمال تعليمي".
تأجيل متكرر ..
وأشار إلى أنَّ تأجيل الجامعة المتكرر أثَّر على طموحاته، موضحًا أنَّ تخصصه يحتاج إلى دورات وتطوع وتدريب من أجل الاستفادة العملية، وبسبب ظروف عمله مساءً وأثناء الدراسة، لم يمتلك الوقت لإنجاز ذلك، مؤكّدًا أنَّ ذلك أثَّر على تحقيق العديد من رغباته والتي كان من بينها تعلم لغة أخرى خلال الدراسة.
وتابع صعابنة: "لم أعمل أثناء الدراسة برغبة مني ولكن ظروف الحياة التي عشتها أجبرتني على العمل، ومن وجهة نظري أرى أن يهتم الطالب بدراسته ويعطي تخصصه حقّه أفضل بكثير من العمل والدراسة معًا، ولكن الظروف في بعض الأحيان تحكم الشخص وعندها لا بد من الاستغناء عن القليل لتحقيق الكثير فيما بعد".
ويقول صعابنة لــ "النجاح الإخباري": إنَّه عاش حياة صعبة جدًا خلال دراسته، وكان يتوقع أنَّ هذه أصعب أيّام حياته، كان هدفه في الحياه أن يتخرج من الجامعة بأي شكل من الأشكال، لينتقل إلى حياة أخرى يحصد فيها نتيجة تعبة، إلا أنّهانصدم بواقع ما بعد التخرّج حيث لا وظيفة تعوّض التعب والسهروالجهد الذي بذله في سبيل الحصول على شهادته كما أشار صعابنة.
وفي ختام حديثه، وجَّه رسالة يدعو فيها الطلبة المقبلين على التخرج والخريجيين إلى أن يبذلوا كل ما بوسعهم لتحقيق الأفضل دائمًا.
رسالته
"رسالتي لنفسي قبل أي طالب أو خريج، هي أن لا تندم في يوم من الأيام على دراستك و جهودك اللي بذلتها أثناء الدراسة، حتى لو لم تحصل على وظيفة أو فرصةعمل بعد التخرج، تعلَّم لنفسك وكافح وابذل كل جهد حتى تكون الأفضل وتفرض نفسك على غيرك بدلًا من أن تكون عالة على غيرك، الفرص كثيرة والحياة لن تتوقف عند حد وظيفة"، أوصى صعابنة.