مصطفى الدحدوح - النجاح الإخباري - منحت الاجواء المناخية الحارة التي شهدها قطاع غزة هذا العام ارتفاع ملحوظ في كميات انتاج النخيل وارتفاع جودته عن الاعوام السابقة، ليحظى برضا المزارعين لارتفاع كمية الانتاج و الجودة للمحاصيل.

ومع اقتراب موعد نضوج ثمار النخيل، عبر المزارعين عن رضاهم الكامل عن انتاجية هذا العام وفي المقابل لم يغيب عن بالهم القلق المحتم من مهاجمة سوسة النخيل، وذبابة السوسة التي تهدد اشجار النخيل، و ذلك بالتزامن مع توفر كميات مرضية من الانتاج ليصل إلى ما هو اعلى من كميات الاكتفاء الذاتي.

وأوضح المزارع محمد بشير المالك لـ"النجاح الاخباري" أن قرابة الفين شجرة نخيل في محافظة الوسطى مدينة دير البلح.

وأقدم المالك على اجراء كافة برامج الوقاية و الحماية من سوسة النخيل التي كبدته خسارة قرابة 750 شجرة العام الماضي، وكذلك ذبابة السوسة التي تهاجم ثمار النخيل والتي تسببت بخسائر فادحة خلال الموسم الماضي ليخسر ما يزيد عن نصف الكمية الانتاجية.

وهذا العام هو الافضل جراء انتاج كميات تضاعف العام الماضي، نتيجة حرص المالك على تقديم الاجراءات اللازمة لكي يحظى بموسم مرضي، منوها إلى أنه يبيع كميات من ثمار البلح ولا يجعلها تصل لمرحلة النضوح الرطب خشية التلف، بالتزامن مع انعدام توفر ثلاجات ضخمة للحفاظ على سلامة الرطب التي تحتاج لعناية في التعامل معها.

وعبر المزارع يوسف مشعل لـ"النجاح الاخباري" عن رضاه عن الكمية الانتاجية لهذا العام حيال تزايد الكمية الانتاجية لأشجاره والتي تبلغ عددها 1760 شجرة، بالمنطقة الغربية لمدينة دير البلح التي تشتهر بأشجار النخيل بقطاع غزة.

وأشار مشعل إلى انه يرغب بتأخير حصاد محصول ثمار النخيل حتى مرحلة النضوج لمرحلة الرطب لكونه يستطيع صنع كمية أقراص من العجوة التي يقوم بتسويقها في الاسواق المحلية في القطاع.

ونوه مشعل إلى أنه يقوم بانتاج اقراص عجوة على مواصفات عالية الجودة يستطيع ان يقوم بترويجها خارج القطاع في ظل تواجد كميات هائلة من الكمية الانتاجية للنخيل في القطاع.

وأضاف المزارع على الرغم من قلة نسبة الأمطار المتساقطة على قطاع غزة، إلا أن الأمطار الموسمية المتأخرة انقذت الموسم لمعظم المحاصيل الصيفية، أهمها: النخيل والعنب والتين، و أن موجة الحر التي ضربت البلاد جعلت من انتاج اشجار النخيل اكثر كفاءة و جودة.

بدوره أوضح د.نزار الوحيدي مدير دائرة الإرشاد في وزارة الزراعة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، بأن موسم النخيل لهذا العام حظي بكمية انتاجية اعلى من الاكتفاء الذاتي مقارنة بالعام المنصرم.

وبلغت الكمية الانتاجية للدونم الواحد من النخيل قرابة طن ونصف وتبلغ المساحة المزروعة بأشجار النخيل في القطاع 7250 دونم من الاشجار المثمرة، و3200 دونم من الاشجار حديثة النشأة، وإجمالي المساحة المزروعة في القطاع تقارب 10550 دونم خلاف الاشجار المزروعة في المنازل.

وتوقع الوحيدي أن الكمية المنتجة لهذا العام وفقا للمساحة المزروعة في القطاع تبلغ قرابة 200 ألف طن لتغطي المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة قرابة 130 ألف طن من اجمالي الانتاج وتوزع الكمية المتبقية البالغ قيمتها 70 ألف طن من انتاج المحاصيل المنزلية والمساحات المزروعة بالأشجار المنشأة حديثا.

وتابع: "أن القطاع يحظى ببعض انواع محددة من النخيل والتي يأتي على رأسها النخيل الحياني والذي يشتهر به القطاع، كونه الاكثر ملائمة للمناخ في القطاع ونخيل بنت عيشة، ومؤخرا ظهر نخيل البرحي، والذي يصبح تمرا وليس رطبا عندما ينضج، بالإضافة إلى نخيل تمر المجهول وبعض الاصناف الاخرى التي ظهرت نتيجة عمليات التهجين في عمليات اللقاح.

وبين الوحيدي أن الكميات المنتجة من التمور في القطاع لا تتجاوز 5% من مجمل الكمية الانتاجية، في ظل احتياج القطاع لكميات كبيرة من التمور ما يدفع التجار لاستيرادها من الخارج، لكن الوزارة قائمة على تطوير مساحات زراعية لنخيل التمور بأصناف مختلفة.