مدى شلبك - النجاح الإخباري - رغم الألم والأوجاع والحسرة، رغم الاعتقال والتشريد، تفوَّقت الطالبة إيمان أبو صبيح في الثانوية العامّة، محرزةً معدل (89.3) في الفرع العلمي، على الرغم من استشهاد والدها مصباح أبو صبيح واعتقالها هي وأشقائها وهَدم منزل عائلتها.
اعتقال الطفولة
الفتاة أبو صبيح تعرضت لأقسى أنواع الحرمان ومحاولة كسر الإرداة إلا أنَّها نجحت في تحويل الوجع إلى انتصار، فرغم اعتقالها بتاريخ (10/10/2016) وتحويلها للتحقيق في مركز شرطة المسكوبية بتهمة "التحريض" ولم يكن عمرها يتجاوز (17) عامًا، إلا أنَّها خرجت أقوى إرداة وعزيمة على تحقيق الصعاب.
وداهمت قوّات الاحتلال حينها منزل الشهيد أبو صبيح، وحطّمت محتوياته، عقب اقتحامها منزله في القدس المحتلة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الأهالي.
وكان الاحتلال قرر الإفراج عن إيمان بتاريخ (16/10/2016)مشترطًا عليها الإبعاد عن القدس الشرقية مدة شهرين حينها، ومنع إجراء المقابلات الصحفية، واستخدام صفحات التواصل الاجتماعي، وكفالة مالية قيمتها (2500) شيكل.
استشهاد والدها
تفوقت إيمان في الثانوية العامة رغم فقدانها والدها بتاريخ (9/10/2016).
وكان والد إيمان يعتبر من النشطاء الذين يقلقون الاحتلال، فمنعوه من دخول المسجد الأقصى والبلدة القديمة، ومنع من السفر خارج البلاد، كما أمضى العديد من سنوات حياته داخل سجون الاحتلال.
"الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيداً"، كانت واحدة من أواخر العبارات التي كتبها أبو صبيح على صفحته على الفيسبوك قبل استشهاده، جرّاء تنفيذه عملية على بعد أمتار من مقر القيادة القطرية لشرطة الاحتلال، تزامنا مع إجراءات أمنية مشددة كان يفرضها الاحتلال بمناسبة الأعياد العبرية.
وفي وقت لاحق أعلن بيان للناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية، عن مقتل اثنين من المصابين أحدهما عنصر من أفراد وحدة "اليسام"، والأخرى مستوطنة من سكان القدس.
هدم المنزل
كما أنَّ إيمان تلقت صدمة جديدة بهدم منزل عائلتها، فعقب تنفيذه العملية أجرى جنود الاحتلال عملية مسح هندسي لمنزل الشهيد أبو صبيح تمهيداً لهدمه، عقب اقتحامهم منزل الشهيد في حي سلوان واعتقال شقيقه.
كما اعتقلت شرطة الاحتلال عدداً من الفلسطينيين الذين قاموا بتوزيع الحلوى احتفالاً بالعملية، وطلبوا من بعض المحال الإغلاق كإشارة تضامن مع منفذها مصباح أبو صبيح الذي تمكن من قتل اسرائيليين إثنين قبل استشهاده.