عاطف شقير - النجاح الإخباري - في ظل تكرار اقتحامات المستوطنين بحراسة من جيش الاحتلال الإسرائيلي لبلدة كفل حارس بمحافظة سلفيت، اقتحم قطعان المستوطنين برفقة قوّات الاحتلال مساء أمس عند الساعة العاشرة مساء، ولغاية الثالثة فجرًا بلدة كفل حارس شرق سلفيت لتأمين اقتحام المستوطنين لعدَّة مقامات في البلدة يدعي الاحتلال أنَّها "يهودية" على حدّ زعمه ومنها مقام النبي "يوشع بن نون" وغيرها.
"كفل حارس"، القرية الواقعة إلى الشمال من مدينة سلفيت، تحتوي على آثار تاريخية تعود إلى مئات السنين قبل الميلاد، أقامت قوّات الاحتلال الإسرائيلية على أرضها من جهة الجنوب طريق "عابر السامرة"، ووضعت على مدخلها بوابة تغلق بين الحين والآخر، بالإضافة إلى برج مراقبة دائم.
بعد حزيران عام (1967)، أصبحت القرية مقصدًا لليهود، وبدأت زياراتهم المتكررة للمقامات الموجودة فيها تأخذ طابعًا دينيًّا سياسيًّا تهويديًّا، حيث قام بزيارتها وزراء في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ورؤساء مجالس المستوطنات، مثل: رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية السابق "جرشون مسيكا"، والسفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة "داني دانون"، ودعوتهم الواضحة إلى تهويد هذه الأماكن، والسيطرة عليها
اقتحام للبلدة
وقال المواطن عامر أبو يعقوب من سكان بلدة كفل حارس لـ" النجاح الإخباري": إنَّ المئات من المستوطنين المتطرفين اقتحموا البلدة بعد منتصف الليل حتى ساعات الفجر، وقامت قوّات الاحتلال بمنع تحرك المواطنين ووضعت حواجز متنقلة وراجلة على مفارق البلدة لتأمين زيارة المستوطنين واستولت على أسطح المنازل المقابلة للمقامات الدينية.
و أضاف أبو يعقوب: "أنَّ المستوطنين أصدروا أصواتًا صاخبةً في شوارع البلدة وأقلقوا راحة المواطنين، واستفزوهم في شوارع البلدة.
مواجهات
ورشق شبان كفل حارس جنود الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة، إثر اقتحام بلدتهم، و بهذا الإطار قال عامر أبو يعقوب: إنَّ جنود الاحتلال
أطلقوا العشرات من قنابل الصوت وقاموا بإجبار المواطنين على إغلاق محالّهم التجارية.
هذا وقد اقتحمت قوّات الاحتلال ثلاثة منازل للمواطنين، سيف محمد سليمان ابو يعقوب، و أحمد مروان صالح عدوان، و محمد عبد العزيز بوزيه، وقامت بإعطائهم تباليغ لمقابلة المخابرات الإسرائيلية.
وأضاف أبو يعقوب، أنَّ جيش الاحتلال يبلغ بلدية كفل حارس عشيّة اقتحامه للمقامات الدينية التي يدعي أنَّها يهودية.
يذكر أنَّه يتواجد في القرية أربع مقامات إسلامية يدعي الاحتلال يهوديتها ويعمد لإضافة الطابع اليهودي عليها لإثبات وجودهم على أرض الوطن، وأحد هذه المقامات للنبي ذو الكفل، والنبي ذو النون. حيث يتوافدوا عليها بالآلاف كل سنة.