هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - عانت محافظة جنين في الآونة الأخيرة من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي.
واشتكى المواطنون في المدينة من استمرار قطع التيار لفترات طويلة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، حيث إنَّ بعض الأحياء كانت تعاني من انقطاع التيار لأكثر من (12) ساعة، وهو ما يؤدي إلى خراب عدد كبير من الأجهزة الكهربائية في البيوت نتيجة للانقطاع المتواصل للتيار.
وانتهت هذه المعاناة لسكان المنطقة حيث افتتح رئيس الوزراء د.رامي الحمد الله اليوم محطة توليد الطاقة الكهربائية في الجلمة بمحافظة جنين؛ لتزويد الكهرباء لمحافظة جنين وطوباس والقرى المحيطة.
وأكَّد الحمد الله على أنَّ المحطة تعدُّ بنية هامة في قطاع الطاقة الفلسطيني وتعزيز استقلاليته، ومن أهمّ السبل التي يتم بها تلبية احتياجات المواطنين لتواكب احتياجاتهم المتزايدة من الكهرباء.
وأوضح أنَّ محطة الجلمة تساهم في توفير كمية كافية من الطاقة الكهربائية لسدّ العجز في الكهرباء في محافظة جنين والمدن المحيطة بها.
وأشار إلى أنَّ شركة النقل للكهرباء الفلسطينية ستتمكن من خلال المحطة من تنويع مصادر استيراد الطاقة، ما ينعكس على الأسعار وجودة الخدمة وذلك إيذانًا ببدء نشاط وحراك اقتصادي تشغيلي تتنموي.
وأضاف الحمد الله خلال الافتتاح اليوم، أنّ الجهات الدوليّة التي موّلت المشروع هي وكالة التنمية الأمريكية، والحكومة الإيطالية، والنرويجية، والاتحاد الأوروبي، وبنك الاستثمار الأوروبي.
ولفت إلى أنَّ سلطة الطاقة ووشركة النقل الوطنية بعد أشهر طويلة من التفاوض تمكّنت من الوصول الى اتفاقية شراء الطاقة الكهربائية الخاصة بمحطة الجلمة من الجانب الإسرائيلي بما يضمن حقوقنا وتؤسس لاتفاق شامل ودائم يكفل نقل صلاحية إدارة قطاع الكهرباء للجانب الفلسطيني.
موضحًا أنَّ هذا المشروع جزء من منظومة عمل شاملة ومتكاملة لتطوير الطاقة واقامة سوق فلسطيني للكهرباء باستثمارات وطنية اصيلة وضم ودمج.
وقال الحمد الله: "لقد قطعنا بفضل تكامل الأدوار مع القطاع الخاص وبدعم من الدول الصديقة والجهات المانحة شوطًا هامًّا للنهوض بقطاع الكهرباء وإعداد بنية تحتية وتهيئة الأطر القانونية والتشريعية والتتظيمية له ضمن رؤية استراتيجية رسمتها الحكومة مع شركائها المحليين والدوليين.
وأضاف أنَّ الرئيس محمود عباس تابع المشروع باهتمام لتمكين الطاقة من الاستجابة بفعالية لاحتياجات السوق المحلي الحالية والمستقبلية.
وبناء عليه صممت الحكومة استراتيجيات وخطط العمل لاقامة نظام كهرباء جديد مستقل ومستدام قادر على توفير الطاقة الكهربائية بالجودة والكمية المطلوبة، وعلى اساس تخفيض التكلفة، وتقليل الاعتماد على إسرائيل كمصدر رئيس للكهرباء وخطوات هامّة في تطوير شبكات النقل.
بالإضافة إلى بناء محطات التحويل والتحميل وإنشاء محطات توليد الكهرباء.
كما عملت الحكومة على تحويل الطاقة كمنتج يدر دخلًا لخزينة الدولة من خلال تحفيز استثمارات القطاع الخاص فيه، مما زاد المشاريع التنموية والحيويّة في قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة ومنها محطة توليد كهرباء جنين التي من المفترض أن تقوم بإنتاج الطاقة في منتصف العام (2020).
ولإعطاء كل هذه الجهود الكفاءة والمرونة، عهدت الحكومة إلى الشركات الخاصة بإدارة قطاعي التوليد والتوزيع وستتوسع الاستثمارات في قطاع الكهرباء بعد نقل صلاحيات ملكية وإدارة خطوط التزويد ونقاط الربط من إسرائيل.
حيث من المتوقع أن نؤسس شركات جديدة تدير عمليات التوزيع بشكل فاعل وحيوي.
وشدَّدت الحكومة على أنَّ هذا يمثل دعامة مهمة لترسيخ التنمية والاستقلال والسيادة وخلق واقع أفضل.
من جهته أوضح مدير كهرباء الشمال أسعد سوالمة لـ"النجاح الإخباري"، أنَّ جنين كانت تعاني من نقص كبير في القطاع الكهربائي في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أنَّهم سيباشروا العمل في المحطة من اليوم حتى تصل الكهرباء لكل منزل.
وأشار إلى أنّ المحطة القادمة التي تنتظرها مدينة نابلس وستزودها بالكامل هي محطة صرّة، بالإضافة إلى أربع محطات توليد.
وأفاد سوالمة لـ"النجاح الإخباري"، بأنَّ محطة جنين كانت تعاني من نقص قدرة كهربائية، حيث كانت تصل من (10- 15) ميجا، والمحطة الجديدة في الجلمة ستوفر (40) ميجا، في الوقت الذي كانت الكهرباء لا تصل لبعض المصانع في جنين، وحاليًّا ستوفر الكهرباء لطوباس وجنين.
وردًا على ما تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بأنَّ محطة الجلمة ستحول الكهرباء لنابلس وستؤثر على توليدها في جنين، أوضح سوالمة لـ"النجاح الإخباري"، أنَّ المحطة لن تزود نابلس ومحطة صرّة هي التي سيتم تخصيصها لنابلس في الفترة القادمة.
بدوره أكَّد مدير شركة النقل الوطنية للكهرباء المهندس نشأت أبو بكر لـ"النجاح الإخباري"، على أنَّ المحطة ستغطي النقص الحاد الذي كانت تعاني منه المحافظة سابقًا، قائلًا: "المحطة ستغطي كل منازل ومصانع المحافظة وسيتلاشى هذا النقص بشكل نهائي".
