نهاد الطويل - النجاح الإخباري - خاص: على عتبات الإفراج عن نتائج امتحان الثانوية العامّة "الإنجاز"، تتواصل الدعوات والتحذيرات من تكرار مسلسل إطلاق المفرقعات والأعيرة النارية ابتهاجًا بالنجاح.
بالأمس حسمت المؤسسة الأمنيّة الأمر ووجهت الشرطة تحذيرًا للتجار والمواطنين بضرورة عدم التعامل مع المفرقعات والألعاب الناريّة وإطلاق الأعيرة النارية مع إعلان نتائج "الإنجاز".
وحذَّر بيان وصل نسخة منه لـ"النجاح الإخباري" من تمادي هذه الظاهرة مع اقتراب صدور النتائج التي سيعلن عن موعدها اليوم الإثنين خلال مؤتمر صحفي في الوزارة.
وأكّد المتحدث باسم الشرطة المقدم لؤي ارزيقات ":
تقوم الشرطة بإجراءات لملاحقة التجار وتفتيش المحال التجارية لمصادرة هذه الألعاب من خلال خطة أعدَّتها غرفة العمليات المركزية بالشرطة وتمّ توزيعها على شرطة المحافظات وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وتمّ من خلالها التأكيد على التعليمات الصادرة من قبل وزير الداخلية وقادة المؤسسة الأمنية والتي تؤكّد على منع تداولها أو بيعها أو إطلاقها والقبض على كل من يتاجر أو يتعامل بها وفقًا لمواد قانون العقوبات."
ووسط أنفاس محبوسة ينتظر نحو (7,2015) طالب وطالبة في الضفة وغزّة والخارج إلى جانب عائلاتهم النتائج بفارغ الصبر، وعيون بعضهم معلّقة على عقارب الساعة فيما أصابع البعض على فتيل المفرقعات إن لم تكن على الزناد. وفقًا للانطباعات التي رصدها "النجاح الإخباري" من الشارع.
وبالعودة إلى بيان الشرطة المطول، فقد أعاد إلى الأذهان ما وَقع من ضحايا في الأعوام الماضية نتيجة الألعاب النارية وحتى الرصاص المنفلت، وخاصة بين الأطفال الذين بترت أطراف عدد منهم وآخرين فقأت أعينهم مما أدى لتحويل الأفراح لأحزان وماسي.بحسب بيان الشرطة.
من هو مطلِق النار؟
في ضوء متابعة المشهد، فإنَّ مطلِقي المفرقعات والأعيرة النارية في بعض الأحيان ينقسمون بين آباء بعض الناجحين أو أشقّائهم، فهم الأكثر تحمّسًا للابتهاج بهذه الطريقة التي تزعج الشارع وتقض ليلهم الطويل.
ووفقًا للقانون الفلسطيني فإنَّ كلّ من أطلقَ النار في الأماكن العامّة سواء من سلاح مرخَّص أو غير مرخّص، يُعاقَب بالحبس تصل مدته (6) شهور، أو غرامة ماليّة.
لماذا المفرقعات؟
مطلقو المفرقعات ابتهاجًا بالنجاح يعتبرونه عملٌ بطوليّ ووسيلة للتعبير وهي عادة يَصعب التخلّي عنها بالنسبة لهم.
وسبق وأن حذَّر أستاذ علم الاجتماع د.ماهر أبو زنط من تحول فرحةالثانوية العامّة إلى مصدر إزعاج، حيث بات يعاني الشارع من ظاهرة إطلاق المفرقعات قبيل وعشية إعلان النتائج، وهو أمر سلبي من ناحية تسجيل عدد من الإصابات والتي ادَّت إلى بتر في أصابع اليدين في بعض منها، إضافة لكونه مصدر إزعاج كبير خاصة للأطفال في وقت يسبب فيه نوع من الخوف لديهم نتيجة الأصوات المرعبة.
وشدَّد أبو زنط على انَّ هناك تناقض في مجتمع يعاني أصلًا من الفقر الا أنَّه ينفق أموالًا طائلة على إطلاق المفرقعات، والتي يعتبر مصدرها المستوطنات الإسرائيلية.
توجيهي بلا مفرقعات ..
وبدأت فعليًّا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" دعوات لنشر ثقافة مكافحة ظاهرة إطلاق المفرقعات، بالإضافة إلى سلسلة من الإجراءات الأمنية والتفتشية في أحياء المدن والريف وسط تدابير أمنية مشدَّدة وفقًا لبيان الشرطة أيضًا.
اخيرًا، "في المدرسة نتعلّم الدروس ثمّ نمرّ على الامتحانات، أمّا في الحياة فنَمرُّ بالامتحانات ثمّ نتعلّم الدروس"، فبعد تكرار الإصابات وربما الضحايا لا قدَّر الله أما آنَ لنا أن نتعلّم؟."