هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - على ما يبدو أنَّه كان هناك سوء فهم من نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي لقرار وزارة النقل والمواصلات برصد مخالفات السائقين.
فالقرار الذي أعلنته الإدارة العامة لمراقب المرور العام في الوزارة حول رصد وتصوير تجاوزات السائقين الخطرة أثناء قيادتهم لمركباتهم وإرسالها لمراقبة المرور على الفيس بوك أو الواتس اب، سرعان ما تحول لهوس، وبدأ الكثير من المواطنين يقومون بتوثيق التجاوزات والمخالفات ونشرها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وأشهرها في فلسطين "فايسبوك"، واللافت أنَّ تصوير من قبل بعض السائقين يتم وأثناء وجودهم خلف مقود القيادة، وهو ما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث بدلاً من تفاديها.
فالمخالفة أصبحت مخالفتين، مخالفة السائق الذي تمَّ تصويره والسائق المصور، علمًا أنَّ الإدارة العامَّة لمراقب المرور كانت قد أعلنت عن أنَّه لا يجوز لسائق أي مركبة استخدام هاتفه حتى للتصوير أو توثيق المخالفات، وإنَّما يجوز لأي راكب داخل المركبة التصوير والتوثيق.
ولكن قد تكون الفاجعة الأخيرة التي لحقت بعائلة "دبش" شرق رام الله على الطريق الخارجي، وأدَّت لوفاة أم وجميع أطفالها، وسائق المركبة أبو رميس، هي التي أثارت موجة الغضب على سائقي العمومي، فما كان من الوزارة إلا تشديد الرقابة بمساعدة المواطنين، ونشرت إعلانًا من خلال إنشائها لصفحة على الفيس بوك وتخصيص رقم للواتس أب، يقول "انتبهوا ايُّها المخالفون الشعب يراقبكم".
وهذا الإعلان يهدف إلى الحد من ظاهرة قيادة المركبات باستهتار وطيش لما لذلك من خطر كبير على حياة المواطنين.
لعبة صائد العمومي
نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي حوَّلوا هذا القرار لتحدي وفكاهة وكأنَّها لعبة صائد البوكيمون التي انتشرت لفترة على الهواتف المحمولة، فأصبحت لعبة صائد العمومي من يستطيع الَّلحاق بالسيارات وتصوير أكثر كم من المخالفات وتحميله على الفيس بوك.
ومنهم من طالب بكاميرات أفضل حتى يوثق المخالفات بجودة عالية.
مخالفتان بمخالفة
هذا ما أثار استياء نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، الإستهتار بحياة السائق المصور ومن يركب معه السيارة، فترك القيادة وانشغل بتصوير المركبات المخالفة، ما يعرض السائق المصور للخطر ووقوع الحوادث فتصبح المصيبة مصيبتين.
أصوات معارضة
كون خطوة إرسال الشكاوى عبر الفيس بوك والواتس أب جديدة لاقت أصوات مؤيدة ومعارضة على المبدأ، كغيرها من القرارات، بحجة أنَّ الصور غير قانونية لعدم اكتمال عناصر الجريمة.
ويذكر أنَّه بلغ عدد حوادث السير منذ بداية العام الحالي الاف (5600) حادث نتج عنها (50) حالة وفاة، (34) حالة منها كانت على الطرق الخارجية فيما حررت الشرطة ما يزيد عن (67) الف مخالفة.