غيداء نجار - النجاح الإخباري - في كل يوم يمر عليهم من رمضان ينتظرون أذان المغرب بفارغ الصبر، وكأنَّهم يرقبون هلال العيد فرحين ومفعمين بالحيوية والنشاط، هم لا ينتظرونه لطعام وشراب، بل من أجل أن يوزعوا الماء والتمر على المواطنين المتوجهين إلى منازلهم والذين فاتهم أذان المغرب، فيبقون حتى انتهاء الأذان ويعودون إلى بيوتهم بسعادة تغمرهم لصنع الخير.

في كل عام تشرع مجموعة كشافة ومرشدات يافا التابعة لمركز يافا الثقافي بحملتها الرمضانية "مي وتمر" فيتمركز أفرادها على مفترق شارع القدس شرق مدينة نابلس، وفي أول يوم لرمضان وزَّعت إدارة المجموعة وقيادتها المهام والأيام لكل أفراد المجموعة، كل حسب ظروفه والتزاماته، ولقيت هذه الحملة تشجيعاً من قبل المجتمع والمؤسسات في المدينة، ويتم دعمها من مركز يافا الثقافي بكل تفاصيلها، وأشخاص ورجال أعمال وشركات خاصة.

وفي مقابلة لنا مع قائد المجموعة القائد "رائد الخطيب" حول الهدف من هذه الحملة، أكَّد على أنَّ الهدف الرئيس هو إسعاف الصائمين بحبة تمر وعلبة ماء، إضافة إلى تخفيف سرعة السيارات لتفادي حوادث السير، حيث إنَّ المواطنين عادة ما يستعجلون من أجل الإفطار وشرب الماء، مما يسبب حوادث السير.

وفي محافظة (نابلس) ذاتها ومنذ بداية الشهر الفضيل، وزَّع مجموعة كشافة نادي شباب بيت ايبا الماء والتمر على الصائمين الذين فاتهم الأذان، وذلك على المدخل الغربي لمدينة نابلس، ويتراوح الأفراد المشاركين من عمر (15) سنة فأكثر.

وفي الموضوع هذا يقول قائد المجموعة القائد عبد الرحمن اشتيوي "نستكمل من خلال هذا النشاط خطتنا السنوية للمجموعة، وعادة ما نهدف إلى تعزيز الترابط المجتمعي بين الكشاف والمجتمع المحيط به، إضافة إلى تحقيق المبادئ الكشفية الثلاث: نحو الله والمجتمع، الذات".

يعتاد أفراد الحركة الكشفية في محافظة نابلس على تنفيذ المشاريع المجتمعية والمبادرات والنشاطات التطوعية التي تخدم المجتمع وتنميه، وتبني شخصية الأفراد وتجعلهم على محك المسؤولية وتكوين العلاقات، وغيرها من الفوائد التي يدركها رواد الحركة وأفرادها.

وفي مكان ليس بعيد عن المكانين السابقين، تلتزم مجموعة كشافة الشهيد ياسر عرفات التابعة لمركز شباب بلاطة منذ أيام قليلة توزيع الماء والتمر على الصائمين المتأخرين والذين فاتهم آذان المغرب على مفرق المسلخ شرق مدينة نابلس، وستستكمل نشاطها حتى آخر يوم في رمضان.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس مفوضية كشافة محافظة نابلس القائد "أيمن مظهر"، وضَّح أنَّ المفوضية ومجموعاتها تدأب إلى خدمة المجتمع وتنميته وتطبيق جوانب الحركة الكشفية (الكشفية، الوطنية القومية، الدينية، الروحية، الصحية، الرياضية، والبدنية) لمختلف الأعمار بدءًا من الأشبال والزهرات الذين تبلغ أعمارهم ست سنوات حتى الجوالة والمنجدات البالغ أعمارهم (18) سنة فأكثر، ولكل فئة منهاجها وطريقة تدريبها ودمجها وتنميتها.

وفيما يتعلق بشهر رمضان يقول مظهر "المجموعات الكشفية والإرشادية في كل عام تنظم نشاطات متنوعة تستهدف فيها أفرادها والمجتمع المحيط بها، وبالتالي تنمي مهارات وخبرات أعضائها، وتقدم شيئاً يستفيد منه المواطنين، وتختلف كل مجموعة في نشاطاتها عن الأخرى بحسب خطتها الشهرية والسنوية والعامة".

 

خدمة الصائمين في القدس

في بقعة جغرافية تكاد تكون بعيدة عن مدينة نابلس إلا أنَّها قريبة على قلوب محبيها، ففي كل يوم جمعة يشد قرابة الأربعين كشافاً ومرشدةً رحالهم إلى المسجد الأقصى المبارك، ليلتقوا مع أفراد الكشافة الفلسطينية ليبذلوا الجهود سوياً في خدمة الصائمين وتنظيمهم وإرشادهم ورش الماء عليهم وغيرها من النشاطات.

وبمشاركة أكثر من (1000) كشاف و (150) مرشدة من كافة مفوضيات المحافظات الشمالية يتخذ مشروع خدمة الصائمين في المسجد الأقصى صداه لهذا العام، والذي تنظمه سنويًّا مفوضية كشافة محافظة القدس بإشراف جمعية الكشافة الفلسطينية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة.

فتواجد هؤلاء الكشافة والمرشدات يأتي بهدف خدمة ما يزيد عن (250) ألف مصلٍ وأكثر من (300) ألف مصلٍ ليومي الجمعة الماضيين -بحسب ما أفادت به دائرة الأوقاف –

ولم تقف مشاركات مفوضية كشافة محافظة نابلس ومجموعاتها الكشفية والإرشادية عند هذا الحد، فهي تنظم الإفطارات الجماعية لأفرادها وتنفذ النشاطات التطوعية والاجتماعات الدورية، وتخصص كل جهدها في رمضان للشهر ذاته.

من الجدير ذكره أنَّ مفوضية كشافة محافظة نابلس يعمل في إطارها (12) مجموعة كشفية وإرشادية تأسست بسنوات مختلفة وهي: عشائر جوالة ومنجدات جامعة النجاح الوطنية (1921)، مجموعة كشافة ومرشدات العربي المسيحي (1999)، مجموعتا كشافة ومرشدات نادي جبل النار وكشافة المدرسة الإسلامية الثانوية (2003)، مجموعة كشافة ومرشدات الشهيد ياسر عرفات (2004)، مجموعة مرشدات زهرة المدائن (2007)، مجموعة مرشدات الصداقة الفلسطينية (2010)، مجموعة مرشدات أكاليل (2012)، مجموعة كشافة ومرشدات مركز يافا الثقافي (2013)، مجموعتا كشافة زيتا الأولى وكشافة بيت ايبا (2014)، مجموعة كشافة أهلي بلاطة (2016).