تحرير المالكي - النجاح الإخباري - كان لزيارة الرئيس الفلسطيني "محمود عباس لواشنطن الأثر الكبير في إذابة جبال من الجليد المتكدسة منذ الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، فأتت الزيارة مثمرة، كما وصفها خبراء، إلا أنَّ زيارة ترامب مؤخرًا إلى مدينتي القدس وبيت لحم كانت أقل ما توقعه الفلسطينيون خصوصًا في ظل حكومة يمينية إسرائيلية متطرفة حاكت الأكاذيب وغيرت في الحقائق ساعيةً إلى قلب الطاولة وتزييف الواقع، فهل أشعل ترامب لحكومة الاحتلال الضوء الأخضر لتستمر في عنجهيتها واستمرارها في الاستيطان؟
أمريكا الحليف الاستراتيجي لإسرائيل
يقول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي لـ" النجاح الإخباري": إنَّ إسرائيل تشكل الحليف الاستراتيجي في العالم للولايات المتحدة وتتمتع بعلاقات إستراتيجية منذ (1975)، وأشار إلى أن إسرائيل تعد أحد ولايات امريكا وأداتها المتقدمة في الشرق الأوسط.
وأضاف "زيارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من بدايتها حتى نهايتها تعبر عن الهوية الصهيونية للإدارة الأمريكية، ورغم إعطاء العرب الأموال لترامب ومحاولة إرضائه بالطرق كافة، الا أنَّه أثناء وجوده بتل أبيب قال: إنَّه سيحافظ على تفوق إسرائيل لتكون أسطورة وصاحبة النفوذ في المنطقة".
وأكَّد في حديثه لـ "النجاح الإخباري": أنَّ الأمور بلغت أقصى درجات السوء، فبعد زيارة ترامب، احتفل الكونغرس بمرور (50) عامًا على احتلال القدس وعقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعًا تحت حائط البراق وأعلنوا أنَّ الضفة هي يهودا والسامرة وتنكروا لحل الدولتين إضافة لقرار بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة".
وتابع زكي: "ترامب أشار إلى أنَّه سيعمل على إيجاد حل، ولكن باعتقادي أنَّ الحل سيكون بالرواية الإسرائيلية، فزوج ابنة ترامب يهودي ومن المتطرفين الذين لهم صلة بيتسهار التي تهدد القرى الفلسطينية بشكل مستمر، إضافة إلى السفير الأمريكي في إسرائيل وهو مستوطن وغيره الكثير".
وحول وجود بوادر لحل في الأفق، أكَّد زكي أنَّه على الأطراف كافة الاعتراف أنَّنا وصلنا إلى طريق مسدود، مشيرًا إلى أنَّ لدينا رؤية وتجربة وإرادة وقضية عادلة لكن ينقصها رؤية واستراتيجية جديدة تظهر جرائم الاحتلال.
وفي ختام حديثه، أكَّد عضو اللجنة المركزية لـ"النجاح الإخباري" أنَّ الحل كله سيكون بالرؤية الإسرائيلية، وهو خطر كبير على القضية الفلسطينيبة.
ترامب يبيع الوهم للجانبين
من جهته، قال المحلل السياسي احمد رفيق عوض عبر مقابلة مع "النجاح" إن ما يقوم به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو عملية ايهام كبرى وأن هناك عملية سلام ستتم من خلال تجميع الاطراف على المفاوضات.
وأشار إلى أن إسرائيل باتت تقرأ المرحلة الحالية وسياسات ترامب وطاقمه بشكل جيد، ولهذا السبب هي لم تعد تخفي ما تريده، وأوضح أن اسرائيل لن تحرك اي مستوطنة من مكانها، اضافة الى أنه لن يخرج الجيش الاسرائيلي من الضفة الغربية، وهذا يعتبر امرا خطيرا واسقاط لحل الدولتين، كما يرى عوض..
وأضاف: "الحكومة الاسرائيلية الحالية تعرف ما الذي يجري حولها، وتعرف ان هذه الادارة الجديدة ليست معنية بحل سياسي، وما يعنيها أن تقوم عملية السلام على التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين، أي تهدئة الخواطر عن طريق التطبيع الاقليمي".
وأوضح "هذه العملية تقوم على فكرة ادارة الصراع وليس حل الصراع، وهذا يفسر تسارع عملية الاستيطان والتصريحات العلنية الاسرائيلية حول عدم وجود دولة فلسطينية، والذي كان اخرها حديث لوزيرة اسرائيلية تقول فيه إنهم يحتفلون بتحرير القدس وليس احتلال القدس".
ترامب أعطى الاحتلال الضوء الأخضر
وحول اعطاء ترامب الضوء الاخضر لتوسيع الاستيطان، قال عوض إن ترامب والادارة الأمريكية أعطت اسرائيل الضوء الاخضر منذ اسقاط حل الدولتين، اضافة لاعطاء الضوء الأخضر من العالم العربي وهو الاكثر خطورة، فالعالم العربي يمر حاليا بمرحلة تفكك، ولم تعد إسرائيل تعتبر من اشكال الارهاب او على القائمة التي تهدد المنطقة.
وختامًا، أكد ان التصادم العربي العربي سيؤثر على القضية الفلسطينية وأن هناك تخوف من توريطنا مثلما حصل ايام التسعينات، مشيرا الى أن حماس تحاصر حاليا، وربما سياتي فيما بعد دور السلطة والشعب الفلسطيني الى أن يؤدي ذلك الى عملة تسوية اقليمية.