يافا أبو عكر - النجاح الإخباري - رغم ما يعانيه قطاع غزة من حصار وضعف الإمكانيات إلا أن ذلك لا يقف عائقاً أمام الموهوبين فيها، فبرز عدد منهم كفنانين صارعوا من أجل وضع بصمتهم في ظل صعوبة الظروف.
محمد قريقع أحد هؤلاء الموهوبين من مواليد 2001 برز كفنان فلسطيني في الخامسة عشر من عمره، مجسداً القضية الفلسطينية في رسوماته.
ينتمي قريقع الذي يقطن في حي الشجاعية لعائلة متواضعة، له ثلاث شقيقات وخمسة أشقاء.
يتحدث شقيقه الأكبر مالك عن موهبته لـ"النجاح الاخباري" قائلا: "محمد فنان ونحن نفتخر به في كل مكان، ويمثل أطفالنا الذين يرسمون الحياة لنا بالحب والفن".
ويضيف شقيقه: "على الرغم من أن محمد يقضي وقتا طويلا في الرسم إلا أنه متفوق جدا في دراسته، ومعدله لا يقل عن 98%.
ويقول مالك عن شقيقه: "برزت موهبته على يدي، عندما كان يرسم بقلم الرصاص على ورق الدفتر فأخرج لوحة فنيّة جميلة أبهرت الجميع".
ورغم امكانيات الرسام الصغير المتواضعة والبسيطة إلا انه أنتج المئات من اللوحات الفنية التي تجسد القضية الفلسطينية المتمثلة بالأسرى والقدس.
كما رسم العديد من الشخصيات الوطنية التي لها بصمة لا تنسى، حيث رسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ولون بلوحته الفنية الوحدة الوطنية برسمه للشيخ أحمد ياسين والعديد من الشهداء.
ويقول محمد لـ"النجاح الاخباري" وهو يرتدي كوفيته السمراء: " بعد اجازتي الدراسية سأستمر في الرسم".
وحول موضوع رسوماته يقول:"أستمدها من الواقع الذي يعيشه قطاع غزة المحاصر، ولدي العديد من الأفكار".
ولا يؤثر انقطاع التيار الكهربائي المتواصل على أداء محمد في القطاع، ويقول:" أرسم اللوحات بدقة و صبر رغم انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ورغم عدم تمكني من انجاز المهام في الوقت المحدد الا أنني أحاول بذل أكبر جهد للوصول لهدفي".
ويتحدث قريقع عن بدايته :"لم أتوقع في البداية أن أنال إعجاب هذا الكم الهائل من المتابعين لرسوماتي، خصوصا في ظل مجريات الأحداث في القطاع".
وحسب قريقع وصل عدد المعجبين بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي إلى ما يزيد على 231 ألف معجب وهذا ما جعله أكثر تميزًا في أعماله الفنية.
وعن نشاطات الفنان قريقع يقول:"شاركت في معارض عربية ودولية كما شاركت لوحاتي في معارض في مدن الضفة الغربية".
وفي معرض رده على سؤال هل حصلت على جوائز؟ أردف قريقع: "حصلت على العديد من الجوائز المحلية والدولية، بالإضافة إلى مشاركتي في العديد من المعارض الفنية الخاصة".
وحُرم محمد قريقع كغيره من الفنانين من الذهاب للعديد من المعارض الدولية بسبب الإغلاق المستمر للمعابر، وهذه الضريبة يدفعها كل فلسطيني.
و اختارت وكالة scoopempire المتخصصة بكل ما هو إبداعي ومميز عام 2014 الفنان الفلسطيني الطفل محمد قريقع ضمن تصنيف لعشرين شخصية عربية تحت سن العشرين عاماً ممن هم أكثر ابداعا وتميزا، بسبب موهبته الفنية المميزة رغم إنه لم يتجاوز الـ12 عاماً.
ويروي محمد بغصة الصعوبات التي تواجهه :"المعبر، والحصار، وعدم وجود الكثيرين ممن يهتموا بمواهبنا، فلو نظرنا لدول اخرى لوجدنا حكوماتهم توفر لهم أماكن ومختصين ترعى مواهبهم وتنميها وتوصلهم للعالمية، لكننا للأسف نرعى أنفسنا بأنفسنا، ونحاول مواكبة كل ما هو جديد رغم ضعف إمكانياتنا وصعوبة ظروفنا التي تجعلنا نشعر بالحسرة على حالنا".
والمتابع لصفحة محمد على موقع التواصل الاجتماعي يلاحظ أنه يحاول تخطي الحصار بتسويق رسوماته التي تجد الكثير من الاعجابات من جمهوره المتابع خاصة وانها تلامس شعورهم لأنها تحاكي فلسطينيتهم.
يقول الشاب أحمد منصور لـ"النجاح الاخباري": "لا أفوت أي رسومات ينشرها الفنان محمد قريقع، وأنا من اشد المعجبين بصفحته التي تحتوي على رسوماته المميزة".
ويضيف انه لا يقتصر على وضع الإعجاب على رسوماته بل ينشرها في صفحته عبر الفيس بوك وانستغرام، كما أنه يشاركها مع اصدقائه، لأنها تستحق ذلك".
ويأمل الفنان قريقع أن يكون رسول السلام لأطفال غزة بواسطة ريشته.
ويختم محمد حديثه لـ "النجاح الاخباري" :" أستطيع العبور إلى بر الأمان بريشتي وسأواصل طريقي لتمثيل أطفال فلسطين في المحافل الدولية، وأطمح أن تكون لي بصمتي الخاصة ويتذكرني كل من يشاهد لوحاتي".