ساري جرادات - النجاح الإخباري - الطريقة الخلوتية، هي جماعة صوفية لها جذورها وارتباطاتها الضاربة في عمق التاريخ، فمن جمهورية مصر إنتقلت إلى مدينة طرابلس اللبنانية، ومنها إلى فلسطين، على يد شيخها الراحل "عبد الرحمن بن يوسف بن صالح الشريف"، الذي أضاف إليها الكثير من التعاليم والأوراد.
دخولها إلى فلسطين:
تُعرف الطريقة بالخلوتية نسبة لمشايخها من آل الخلوتي الشاميين، والرحمانية نسبة للشيخ عبد الرحمن الشريف الذي أدخلها إلى فلسطين وزاد في تعاليمها، والجامعة لأنَّها جمعت بين عدَّة طرق، واليوم أصبح أسمها طريقة القاسمي الخلوتية الجامعية وذلك لتولي أعداد كبيرة من آل القاسمي مشيختها.
وتعتبر قرية نوبا شمال محافظة الخليل مركز الطريقة في الضفة الغربية، وتشهد القرية الكثير من الزيارات من قبل شيوخها وأتباعها، وللطريقة مؤيدين وأتباع في القرية، ويوجد منهم معمرين شيوخ عاصروا المشايخ الأوائل للطريقة.
عن الخلوتية:
قال عميد كلية الشريعة في كلية القاسمي الدكتور خالد قرقور لـ"النجاح الإخباري": "تعتبر القاسمي الخلواتية إحدى الطرق الصوفية المعروفة بـالمغالاة في العبادة، التي تبحث عن تزكية النفوس بالتخلص من الرذائل والتحلي بالفضائل، ويتبعها قرابة (55) زاوية وأكاديميتين تُدرّسان الشريعة الإسلامية في فلسطين".
وأضاف الدكتور قاقور: "الطريقة دخلت فلسطين قبل نحو (180) عامًا على يد الشيخ "محمود الرافعي الطرابلسي"، والطريقة الصوفية لها أتباعها في الخليل وبيت لحم وباقة الغربية ومنطقة المثلث (تجمع مدن وقرى داخل أراضي 48) وغزة، ونقوم بالكثير من الفعاليات والجلسات الدينية والتوعوية لنشر طريقتنا الوسطية.
وتابع الدكتور قاقور حديثه قائلًا: "نهتم بحلقات الذكر والأوراد الخاصة، وتهذيب روح الفرد والزهد والتركيز على شعائر التعبد ومن أركان الطريقة: الجوع الاختياري كالخلوة والصمت ، والذكر، والفكر، والحب، والامتثال، والتوكل، ونشر العلم والثقافة بين صفوف الأتباع للمحافظة على الطريقة الخلوتية".
أعياد ومناسبات:
وينحر شيخ الخلوتية الأضاحي في الأعياد، ويوزعها على أبناء القرية، ويطعم زواره وأتباعه، ويساهم المشايخ في تقديم مساعدات للفقراء والتبرع لبناء المدارس والمساجد والزوايا، وللطريقة الخلوتية مسجدين في القرية يسميان بالزاوية ولها أملاك كثيرة في القرية.
وأشار الدكتور خالد إلى تنظيم احتفالات لأتباع الطريقة كالدراويش أو المريدين الذين يأتون من جميع المناطق الفلسطينية ابتهاجًا بالأعياد ولأداء الطقوس والابتهالات الدينية، والتزاور في المناسبات الدينية وعيدي الفطر والأضحى، ومن ثم يخرجون بمسيرة "تكبير" إلى مقبرة القرية لزيارة قبور مشايخهم وقراءة الفاتحة.
في اليوم التالي للعيد الذي يطلقون عليه يوم "الجمعية العامَّة"، يهنؤون بعضهم ويتناولون طعام الغذاء، ويعد المتصوفون الطعام بكميات كبيرة داخل الزوايا التابعة لهم في بلدة نوبا، ويدعون إليها جميع أتباع الطريقة وكبار الشخصيات والعائلات وأهالي نوبا والبلدات المجاورة لها.
ولفت الدكتور خالد إلى أنَّه جرى بناء أكاديمية القاسمي في باقة الغربية داخل الأراضي المحتلة عام (48) التابعة للطريقة الصوفية "الخلوتية"، ويخضع جميع أبناء الطريقة لشيخ واحد في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي (48)، وهو الشيخ عبد الرؤوف القاسمي، المقيم في بلدة نوبا، ولا يتم تنصيب بديل له إلا بعد وفاته.
وقال الشاب شفيع الحافظ (24 عامًا) لـ"النجاح الإخباري": "تجمعنا علاقات طيبة مبنية على المودة والمحبة مع باقي سكان قريتنا، ولم يتم تسجيل أي اعتداء على ممتلكات أتباع الطريقة، ونعمل من خلال التربية الروحية التي نتلقاها من مشايخنا على تعزيز أواصر وأخلاق الإسلام في كل مناحي الحياة".