رحمة خالد - النجاح الإخباري - القنابل، الثكالى، الأيتام، وركام تساوى بالثرى، هذا ما ينهال على مخيلتك عندما تدوي ثلاثة حروف على مسمعيك.
إلا أن الشاب الغزي إبراهيم فرج جعل من دويها ترانيم للحب والحياة ونوتات تتمرجح على الأوتار كي تبعث فينا الفرح، فصوره الفوتوغرافية كانت بمثابة ولادة جديدة لغزة في نظر متصفحي مواقع التواصل عالاجتماعي، وفي أذهان العالم الخارجي، وكأنما أنبتت وردة من قلب صحراء جافة فاحتوت الحب والحياة والأمل وتعابير أخرى بعيدة عن السواد الحالك.
يقول فرج لــ "النجاح الإخباري": "ولادة صوري في غزة بدأت عندما التقطت صورة لفتاة في ال12من عمرها تتغنى بضفائرها على شاطئ غزة".
ويتابع فرج في حديثه حول رأي المجتمع الفلسطيني لصوره: "وجدت انقسام بالرأي الفلسطيني بين مؤيد ومعارض وانتقدت من منطلق المجتمع المحافظ مما حفزت بداخلي الجرأة والرغبة بتغيير الصورة النمطية السائدة عن غزة واقتناص لقطات الحب والرومانسية والحياة إلى جانب صور الوطن والنضال".
فغزة ليست مقبرة للآلام والأحلام بل هي منبعا للحياة وليس من المستفز أن ترى مشهدا مكللا بالحب والرومانسية يتغنى بالغروب على شاطئ البحر وطفل يرعى الأغنام لا يحتاج لموسيقا من البؤس تخربط ألحان نايه حسب وجهة نظر فرج.
لم يتوقف فرج عند اقتناص الصورة ليعكس الحياة في غزة بل لجأ لفن صناعة الصورة الفوتوغرافية باختيار كافة عناصرها من اشخاص وزمان ومكان.
وشاركت صور فرج في عدد من الدول الأوروبية والعربية إلا انه يطمح للحضور بشكل شخصي في تلك المعارض والتغلب على عقبة الحصار.
ويوجه فرج رسالته للمصورين الصحفيبن والفوتوغرافيبن في القطاع "عليهم أن يوصلو الصورة ونقيضها في غزة كي لا نجعل من الحرب بصمة تعرف بها المنطقة فعليهم عكس ملامح الحياة والجانب المضيئ في غزة وتبيان ثبات اهلها وعزيمتهم وأنهم محبون للحياة".
رغم حرمان فرج من السفر خارج القطاع إلا أن صوره استطاعت أن تسافر بهدفه ورسالته في مخيلات الكثيرين وتأخذ بها لمكان غير غزة.