يافا أبو عكر - النجاح الإخباري - ما خط قلم على ورقة، ولا ضربت ريشة على لوحة وجعلت من صاحبها مبدعاً إلا ومن ورائه أب أو أم يدعمانه، وهذا ما حصل مع الطفل محمد يوسف أبو حسان.
لا يختلف محمد عن باقي الأطفال في شيء عند رؤيته لأول مرة، لكن عند التعرف على قصته ونبوغه ستجد أنه يتفوق على الكثيرين من الكبار، وليس من الأطفال فقط.
فجرت عائلة الطفل حسان طاقته الكامنة منذ صغره، كنبتةٍ قاموا بسقايتها وحافظوا عليها إلى ان طفت موهبته على السطح وعلم بها الجميع، وولد أبو حسان في 24/6/2001، في مدينة غزة، ولكنه لم يجعل من غزة المعدمة بسبب حصارها تأثر عليه وتحاصر موهبته, بل استمر بالمحاولة إلى أن كان النجاح حليفه.
وما ساعد أبو حسان في نمو موهبته والتي لفت بها الأنظار رغم صغر سنه، فحينها كان عمره لا يتجاوز السادسة عشر، و درس الابتدائية والإعدادية في مدارس الأونروا، وأكمل الثانوية في مدرسة سليمان السلطان.
وبدأ حسان حديثه "لولا دعم والداي لم يكن لموهبتي أي صدى, وساعدني كذلك استيعابي وذاكرتي القوية، وأثني على مدربي الأول والحاضن محمود الشرقاوي من شركة جوجل في أمريكا، فهو من ساعدني ووفر لي الإمكانيات لنجاح التجربة الأولى لي".
وعن تجربته يتحدث أبو حسان "قمت باختراع تطبيق llanhelper للمساعدة في حالات الطوارئ عن طريق الاتصال بجهات الطوارئ بضغطة واحدة, ويستخدم Gpsلتحديد موقعك وGis لمعرفة في أي مكان تسكن ويستخدم خاصية Speed لتحديد سرعتك و بإمكان المستخدم الاتصال بالطوارئ حسب رقم بلده, بالإضافة لإمكانية عرض موقعك علي خرائط جوجل من خلال الموقع الحالي و الموقع السابق".
يضيف " أوصي كافة الآباء بالعناية بأطفالهم ومراقبة ميولهم وهواياتهم حتى يعملوا على اكتشافها وتنميتها,خاصة وأن غزة تعاني من قصور في هذا الجانب, وقلة في المؤسسات التي تنمي المواهب، ناهيك عن ضعف الحالة الاقتصادية التي تسمح بإمكانية إرسال الأهالي أطفالهم لمؤسسات تعتني بالمواهب إن وجدت".
وأشار والد أبو حسان أنه" لن أتوقف عن رعاية موهبة ابني حتى بعد شهرته ونجاحه في اختراعه، لأنه كما يقول الموهبة تحتاج لاستمرار المتابعة والتحفيز حتى لا يتراجع عن تحقيق حلمه، كما أنني أتوقع مستقبلاً باهراً له في عالم التكنولوجيا، وأتمنى أن يمثل شعبه وينقل همومه في كل المحافل".
أما والدة حسان تتحدث والفرحة مرسومة على معالم وجهها "دائما القي عبارات المديح على مسامع ابني حتى أحفزه على المزيد, وهذا دور لا يستهان به ,يكفي انه يرفع راسي في كل نجاح يقدمه لنفسه ولنا ولوطنه".
الأطفال هم عماد المستقبل، وبحسب إعدادهم وتربيتهم وتعليمهم يتشكل مستقبل الأمم، وانطلاقاً من هذه الرؤية، قامت مؤسسة عبد المحسن قطان برصد الأطفال النابغين في المراحل التعليمية الأولى، من أجل اكتشاف مواهبهم ورعايتهم لتحقيق مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني
وقام مركز القطان بعمل معرض للمخترعين الصغار، يقومون فيه بعرض كافة مخترعاتهم، والتي بالرغم من بساطتها إلا أنها تنم عن مواهب مبكرة وميول مبتكرة لا بأس بها بين هؤلاء الأطفال الصغار.
ويختم أبو حسان حديثه "أتمنى أن يزهر المستقبل لي بدراسة نظم المعلومات الإلكترونية لكي أفيد وطني, وأساعد شعبي في الحياة العلمية والعملية في كل المجالات, كما وأتمنى العناية من المؤسسات الداعمة بمواهبنا والعمل على تطويرنا أكثر كبقية دول العالم".