هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - ما زالت المخلوقات الفضائية تشغل بال العالم، والجميع يتساءل هل فعلًا هناك مخلوقات وحياة كاملة خارج كوكب الأرض؟

لم يقتصر إبداع الصين على إطلاق الأقمار الصناعية، وابتكار باصات قادرة على العبور من فوق السيارات لحل مشكلة الإزدحام، وتعديل الجينات الوراثية، وإنشاء أطول جسر في العالم، وغيرها الكثير من المشاريع.

حيث استطاعت الصين أن تنشئ مشروعًا كان محصورًا في عالم الخيال، ودشَّنت أكبر تلسكوب لاسلكي في العالم، أطلقت عليه اسم "Fast".

13466203_1149830031741486_2977175516813992936_n.jpg

طالما كانت المخلوقات الفضائية لغزًا غامضًا استعصى على البشر الوصول إليه، وكلما تعمق العلماء في البحث عن تلك المخلوقات وجدوا أنَّهم لا زالوا يجهلون في أمور كثيرة بعالم العلوم.

لذلك دفعت الصين أكثر من (180) مليون دولار، وأنشأت التلسكوب القادر على اكتشاف المخلوقات الفضائية بمساحة تعادل (30) ملعباً لكرة القدم.

واستغرق بناؤه خمسة أعوام، وانتهت من تركيب آخر قطعة فيه في سبتمبر/أيلول عام (2016)، بعد دراسة (400) منطقة استمرت لأكثر من عشر سنوات.

13417504_1149830011741488_3964239276310911693_n.jpg

عمدت الصين إلأى بنائه في منطقة أطلقت عليها "منطقة الهدوء" في مقاطعة "قويتشو" جنوب غرب الصين، نظرًا إلى أنَّ التلسكوب يجب أن يكون بعيدًا عن الإشارات اللاسلكية أو أي أجهزة إلكترونية، حتى لا يؤثر على عمله.

وتسيطر أجهزة الحاسوب على الصفائح العاكسة والتي تبلغ عددها (4450) لوح عاكس، ويبلغ قطر التلسكوب (500) متر.

13419029_1149830038408152_6665480339512426547_n.jpg

إدارة التلسكوب رشَّحت أنَّه سيساعد في البحث عن حياة ذكية في الفضاء، وتعزيز القدرة على مراقبة الفضاء الخارجي، من خلال  جمع البيانات عن المجرات، والثقوب السوداء، وعلامات الحياة، خارج كوكب الأرض لفهم الكون بشكل أفضل، ومحاولة تلقي أي اشارة بعيدة أو قريبة من المخلوقات والبحث عنها.

وذلك عن طريق دراسة توزيع الهيدروجين المحايد وتجميع كم ضخم من البيانات عن الظواهر الفيزيائية في الفضاء.

ورصد الموجات اللاسلكية، من خلال عكس وتركيز موجات الراديو، عبر عشرات مليارات السنوات الضوئية.

13413626_1149830005074822_3373920857051000651_n (1).jpg

كما أنَّه يحافظ على نفس جودة الصورة من حيث الدقة والوضوح، ويمكن لـ"Fast" مسح (40%) من الكون في مدة أقصاها (10) سنوات.

ويعد تلسكوب "Fast"، أعلى كفاءة مقارنة بتلسكوب هابل الأمريكي، وبوتيرة بحث أسرع وأفضل من (5 - 10) مرات.

وفي السياق ذاته، كان قد قال "تشنغ شياو نيان" نائب رئيس المركز الوطني للفلك التابع لأكاديمية العلوم الصينية التي شيدت التلسكوب: "إنَّ الصين تحاول إحراز تقدم باتجاه برامج الفضاء، والتي تعد من أولويات بكين، داعيًا بلاده لترسيخ نفسها كقوة في‭ ‬عالم الفضاء".

علما بأنَّ الصين تطمح لإرسال رجل للقمر بحلول عام (2036) وبناء محطة فضائية وهو ما بدأ العمل عليه بالفعل.

250641_0.jpg

ويذكر أنَّ السلطات الصينية واجهت مشكلات أثناء عملية تجميع التلسكوب التي بدأت في (يوليو/تموز 2015)، حيث اضطرت إلى نقل سكن أكثر من (9 )آلاف شخص كانوا يقطنون في مناطق قريبة من موقع المشروع.

كما أنَّها حظرت بعض الأنشطة في المنطقة مثل الصيد وجمع الحطب واستصلاح الأراضي، وبناء أية مشاريع لا أهمية لها.

ومن يخالف الأمر فسيتعرض للتغريم بمبلغ قدره (100) ألف يوان أي ما يعادل نحو (15) ألف دولار.

ودخل التلسكوب حيز العمل بتاريخ (25 سبتمبر/أيلول العام الماضي).