ساري جرادات - النجاح الإخباري - موسى أبو شرار، طالبٌ جامعي يبلغ من العمر (22) عامًا، من بلدة دورا جنوب محافظة الخليل، ويدرس تخصص سياحة وآثار في جامعة الخليل، ويعمل مهرجاً؛ إذ بدأ العمل كمهرج لسد فراغ ونقص في إحدى رياض الأطفال التي تديرها زوجة عمّه قبل ثلاث سنوات، ليبدأ بتنمية مهاراته في التهريج بعد نجاح العرض.
وقال أبو شرار لـ "النجاح الإخباري" "بدأ المجتمع المحلي حديثاً يتقبل فكرة التهريج، وأقوم بتنفيذ العديد من العروض للمؤسسات والجمعيات ولشرائح مختلفة من الأطفال، وأفضل العمل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام، وأرفض تلقي أي عائد مالي على العروض المقدمة لهذه الفئات ".
وأحد معيقات هذه المهنة؛ هي ارتفاع أسعار الملابس الخاصة بالتهريج في فلسطين، ويضيف أبو شرار: "نظراً لارتفاع أسعار الزي، أضطر لتفصيل بعض الملابس لمناسبة العروض بأثمان باهظة".
ولفت أبو شرار، إلى أنَّه أمضى عامين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بتهمة مشاركته في نشاطات طلابية، وهناك بدأ بتنمية موهبته عن طريق إدارته للجلسات الثقافية التي تنظمها فصائل العمل الوطني داخل سجون الاحتلال، بهدف التخفيف من الأعباء النفسية على الأسرى وملأ أوقات فراغهم.
ويضيف "قرأت العديد من الكتب الأدبية في السجن واستفدت منها في إثراء الخيال، كون التهريج يحتاج للخيال في العديد من المسائل والحالات، والعمل مع الأطفال يحتاج لخيال وفطنة عاليتين لأن التعامل معهم بدون خيال علمي مسألة خطيرة وحساسة، بالإضافة لتصفحي للعديد من المواقع عبر الانترنت لزيادة مهاراتي بالتقديم".
ويشير إلى أنَّه يقوم بفصل التهريج وحركاته وعلومه من حياتي الشخصية، لكن والدته تردد على مسمعيه دوماً أنَّه مضروب على رأسه، وبعد هدا الكلام يقابل والدته بالنفي والضحك.
ومن جانبها قالت والدة أبو شرار "أمينة النمورة": "إنَّ موسى اكتسب خبرات متعددة في حياته من خلال عمله بائعاً للدخان، وتارةً أخرى بائعاً للعصائر، وغيرها من أنواع التجارة التي وَلَّدت في نفسه الإصرار والبحث، وأقوم بتشجيعه بشكل دائم على مواصلة طريقه في التهريج بشكل خاص.
وأضافت والدته: "يخلق موسى في المنزل جو مليء بالمرح، واستطاع بأسلوبه الكوميدي الساخرأن يقهر جنود الاحتلال قبل عامين تقريباً، حينما أقدموا على اعتقال شقيقه الأكبر، واستطاع توديعه رغم أنوفهم، وقد نالني نصيب كبير من الخوف جراء تدافع الجنود عليه لمنعه من تقبيل شقيقه".
ويعمل أبو شرار ضمن مجموعة تطوعية قام بتأسيسها في مدينته دورا، ويطمح بالوصول لأكبر قدر ممكن من الأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وينوي تلقي تدريبات في معاهد خارجية بعد إنهاء دراسته الجامعية لتطوير نفسه وكسب المزيد من المهارات في التهريج الذي يصفه بأنه فن وليس مهنة.
أبو شرار ومن خلال المجموعة التطوعية يعمل على تنظيم العديد من الأعمال الخيرية التطوعية بهدف مساعدة الناس، فقد ذكر لمراسلنا: أنَّه خلال إحدى حملات توزيع التمور والماء في مدينته خلال شهر رمضان، قابله سائق مركبة بالطرد الأمر الذي دفعه للرد عليه بصوت مهرج مما جعل السائق يضحك من طريقة أداءه لتقليد الأصوات.
وقال الناشط الشبابي منير أبو شرار: "لو توفرت البيئة الثقافية الناضجة وقامت باحتضان أفكار الشاب أبو شرار وزملائه، لقدموا للمجتمع أكثر مما هم عليه"،مشيراً إلى أنَّ أعمالهم كافَّة تهتم بالقضايا الاجتماعية التي تهم قطاعات المجتمع كافَّة، في إطار سعيهم للوصول لجميع فئات المواطنين.
وطالب "منير" المؤسسات كافَّة التي تعني بقطاع الشباب، بضرورة التعاون مع مثل هذه المجموعات، وأن تكون محور عملها وخدماتها، وتسليط الضوء على مواهب الشباب بالاحتضان والتبني الغير قابل لابتزاز هؤلاء الشباب، والبناء على المهارات والأفكار التي يتمتعون بها وتطويرها بما يخدم المجتمع المحلي.
وختم أبو شرار حديثه بالقول "أسعد أيام حياتي أثناء العمل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، لشدة براءتهم وبساطتهم وقلوبهم التي تعج بالصدق، والإعاقة تكمن في نظرة المجتمع لهذه الفئة".