ساري جرادات - النجاح الإخباري - تعمل مدرسة الكفيف، التابعة لجمعية الكفيف الخيرية في الخليل، على تعليم طلابها اللغة الإنجليزية ومساقات دراسية أخرى من خلال الغناء والموسيقى، الأمر الذي يسهل عليهم الحفظ، ويساعد على ترسيخ المعلومة بشكل أكبر، ولاقى البرنامج ترحيبا واسعا من قبل طلبة المدرسة، واستفادة واضحة تمثلت في الحفظ والغناء.
أصل الفكرة:
وقال مدير مدرسة جمعية الكفيف الخيرية راتب البكري ل "النجاح الإخباري": "نحن في الجمعية نتعامل مع شريحة معينة، فاقدة للبصر بشكل كلي أو جزئي، فنحاول تعويضهم في حقهم بالحصول على التعليم من خلال حاسة السمع، وتنمية مواهبهم من خلال تكثيف العمل مع موهبة كل شخص فيهم".
وأضاف: "توصلنا إلى ضرورة تنفيذ هذا البرنامج نظراً للصعوبات التي تواجه المعلمين في التعامل مع الطلبة التي تتفاوت قدرات أفرادها، وتتنوع إعاقاتهم، ولغياب البرامج القادرة على تضمين الموسيقى والغناء في المناهج التعليمية، سواء للأطفال العاديين أو الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة".
ويشارك أطفال جمعية الكفيف الخيرية بالعديد من الأنشطة والفعاليات المقامة في مناطق مختلفة من مدن الضفة الغربية، وشارك العديد من أطفال مدرستها في المسابقات المحلية ونالوا على العديد من الجوائز والمراتب المتقدمة ودروع الشكر والتقدير، وتعمل الجمعية على مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية للارتقاء بمستوى هذه الفئة من الأطفال.
ردود الفعل:
لاقى برنامج إدخال الموسيقى لتعليم الأطفال ترحيباً واسعا لدى جمهور طلبة المدرسة وذويهم، خاصة في ظل انخفاض الدعم والاهتمام في هده الفئة من الأطفال، وتعتمد المدرسة على العديد من الخطط والأنشطة العليمة لتطوير ورفع مستوى أطفالهم، وإخراجهم من العزلة التي يتعرضون لها نظراً لغياب برامج دمجهم في المجتمع.
نمط جديد:
قال معلم الموسيقى في المدرسة محمد طميزي ل "النجاح الإخباري": "عملية التدريس الروتينية أصبحت مملة للطلاب، وهم الآن يحتاجون لطرق أخرى لتوصيل المعلومة بطريقة مرحة تساعد على الحفظ بسرعة أكبر".
ويعتمد المشروع على جعل الدرس أغنية مُلحنة، تعزف وتغنى في الحصة الدراسية بالبيانو وغناء الطلاب مع المعلمة.
وأضاف الطميزي ل "النجاح الإخباري": "لكل طفل مستوى معين في الموسيقى، وأعلم كل طفل على حدا، ويتم تعريفه على أجزاء الآلة والنوتات الموسيقية الخاصة بالإيقاع، ومن خلال بعض البرامج المطورة الخاصة بهذه الفئة من خلال أجهزة الحواسيب المتوفرة في الجمعية."
نتائج:
قال الطميزي: "نلاحظ بشكل دوري تقدم في مستوى استيعاب طلاب المدرسة، وأصبح لديهم القدرة على الاستفادة من الدروس الموسيقية وفق المنهاج المقرر، ويوجد العديد من الآلات الموسيقية التي يتدرب ويتعلم عليها الطلاب، وتكون الدروس ثلاث أيام في الأسبوع، ونعمل بشكل خاص مع بعض الطلاب بحسب درجة استيعابهم ورغبتهم.
وتضم مدرسة جمعية الكفيف الخيرية روضة خاصة للأطفال ذوي الإعاقة البصرية، ومدرسة أساسية من الصف الأول حتى السابع الأساسي، ومتوفر فيها قسم للسكن الداخلي للأطفال من القرى والأرياف المحيطة بمحافظة الخليل، وقسم حاسوب موائم للإعاقات المتنوعة، بالإضافة لوحدة الموسيقى لتنمية مواهب الأطفال.
وتأسست جمعية الكفيف الخيرية عام 1993، لترعى أطفال محافظة الخليل المكفوفين، بدءًا من مرحلة الروضة وحتى الصف السابع الأساسي، ويمارس الأطفال في الجمعية كثيرًا من الأنشطة الرياضية والترفيهية وأنشطة الحياة اليومية، ليكونوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم والاندماج في مجتمعهم بعد مغادرتهم أبواب الجمعية.