اياد عبادلة - النجاح الإخباري - قادت الموهبة والشغف في تجميع الآثار والمقتنيات الأثرية القديمة المواطن الغزي مروان عبدالرحيم شهوان إلى تجميع أكبر عدد من الأواني والطوابع والأحجار والأواني الفخارية والمعدنية في منزل لا تتعدى مساحته الـ 150 مترًا على مدار أكثر من 35 عامًا.
ساعده بعض الأصدقاء والمقربين منه على الحصول عليها، فضلًا عن شرائه لعدد كبير منها، أملًا في تحقيق حلمه الذي راوده منذ طفولته بإقامة متحف كبير على غرار المتاحف العالمية، من أجل الحفاظ على الهوية التراثية الفلسطينية وتثبيت الحق الشرعي والتاريخي للشعب الفلسطيني على أرضه وتبديد النبوءة الإسرائيلية القائلة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
ويتكون متحف شهوان من عدة أقسام أبرزها الأسلحة والوسائل القتالية القديمة التي جمعت منذ العصور القديمة حتى العصر المملوكي والتركي والانجليزي، فضلا عن الطوابع والنقود والصكوك القديمة المتداولة عبر العصور، إضافة إلى بعض الأواني الفخارية والحجرية التي كانت تستخدم في انتاج الطعام وطحن الحبوب.
وتضم احدى زوايا متحفه الشخصي بعض الوسائل القتالية القديمة، مثل طبول الحرب وقذائف المنجنيق الصخرية، والرماح والسيوف والدروع، والأسلحة، إضافة إلى صناديق ذخيرة تعود لفترة الانتداب البريطاني، في زاوية أخرى جمع بعض الأدوات التي صنعت منها السفن القديمة ومغاطس الأطفال وبلاط من الحمام الملكي الروماني، فضلًا عن بعض المقتنيات الفضية والبرونزية التي كانت تستخدم في الزينة للرجال والنساء في العصور القديمة، وأخرى استخدمت في النقوش الصخرية والحجرية التي كانت تزين غرف القصور القديمة.
وأوضح في مقابلة خاصة مع "النجاح الإخباري" أنه قام بتجميعها على مدار أكثر من ثلاثة عقود بجهود شخصية، فضلًا عن شرائه العديد منها وأخرى حصل عليها في عمليات للتنقيب كان يقوم بها شخصيًا وبمساعدة أشخاص كان يدفع لهم أجرهم اليومي.
وأشار إلى أن حلمه يتجلى بإنشاء متحف فلسطيني يقوم بعرض مقتنياته التي تضم قرابة العشرة آلاف قطعة، والمساعدة في نقلها وعرضها في المتاحف والمعارض الدولية في الدول الأوروبية والعربية التي تخصص لذلك.
وأكد على أن متحفه قبل الانقسام الفلسطيني الداخلي شهد حركة نشطة من بعض السواح والأجانب الذين يأتون إلى فلسطين وخصوصا غزة، فضلًا عن الإعلاميين التابعين لعدد من وسائل الإعلام العالمية، مشيرًا إلى أن بعضهم أوصل رسالته إلى "اليونسكو" الذي وعدته بالمساعدة في اقامة متحف خاص له يجمع فيه كل مقتنياته ويتم تسجيلها ضمن الآثار العالمية، لكن دون جدوى، بسبب رفض الاحتلال المستمر لأي شيء يثبت الحق الفلسطيني على هذه الأرض، وترسيخ الهوية التاريخية لفلسطين.
ونوَّه إلى أن المجموعات الأثرية في متحفه، تضم قطعًا تعود إلى عصور مختلفة، من العصر اليوناني والروماني والبيزنطي والعهد الإسلامي منذ بداياته وحتى العصر العثماني، اضافة إلى طاحونة فرعونية وفاخورة ماء إغريقية وسلاح روماني، وبعض الأدوات التي كانت تستخدم في المأكل والمشرب وحرث الأرض والإضاءة والنقود الرومانية والبيزنطية.
يُذكر أن فلسطين استوطنها عبر العصور القديمة عدة حضارات قامت على ارضها بسبب موقعها الساحلي وطبيعة أراضيها الخصبة ومكانها الجغرافي الفريد الذي يقع بين ملتقى قارات العالم القديم آسيا وافريقيا وأوروبا.