يافا أبو عكر - النجاح الإخباري - الهجرة خارج حدود قطاع غزة حلم لا يبارح خيال شباب غزة اليائس رغم المخاطر التي تعترضه كطرق التهريب المعتمدة لتحقيقه، فالحياة اسودَّت في عيونهم في ظلِّ تدهور أوضاع المعيشة والانقسام، فهل باتت الهجرة تشكل حقًا نافذة أمل لمعظم شباب غزة؟
احتماليات السفر وصعوباته:
وفي هذا السياق، خرج الكثير من شبّان غزّة بعد حصولهم على تأشيرة سياحيَّة إلى تركيا منهم من وصل إلى اسطنبول، ونشوة الخلاص ما زالت ترافقه، رغم مشقة السفر عبر معبر رفح، والانتظار الذي امتدّ لأيام ومغامرات صعبة خاضوها لوضع أسمائهم على قوائم المسافرين، ومنهم من فُقد ولم يُعرف مصيره إلى الأن.
وضمن هذه الاحتمالية يطرأ على البال عدَّة مشاهد، فهل ابتلع البحر هؤلاء الشباب المفقودين، وانتقالا للناجين اللذين وصلوا إلى بَرِّ الأمان فيتعرض عدد كبير منهم للحجز على الشواطئ الأوروبية وللمعاملة غير الإنسانية بشهادة الصليب الأحمر ومفوضية شؤون اللاجئين.
فيما يواجه من ينجح بالدخول إلى أوروبا استغلال أصحاب الأعمال، فضلًا عن العنصرية التي يتعرضون لها.
فالشاب الغزي أصبح الآن مخير بين نار العيش في ظروف مستحيلة، ونار المغادرة إلى المجهول والموت في عرض البحر بعد أن يدفع كل ما يمكن أن يمتلكه للسماسرة والمهربين وأصحاب النفوذ والتحكم والسيطرة.
تجربة فردية:
"الي بيطلع من داره بنقل مقداره" هذا ما قالته المهاجرة الغزاوية "أم يوسف" (44 عامًا)، وأكَّدت أنَّ الصراعات السياسية والوضع الأمني الصعب والانقسام الوطني والحصار والوضع الاقتصادي السيء هو السبب الرئيس في هجرة زوجها وعائلتها، متمنية أن تعود لغزة.
وجهة المهاجر:
وحسب "محمد الغرباوي" رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر في قطاع غزة، فإنَّ اهتمام الراغبين بالسفر سواء للدراسة أو للسياحة، ينصبُّ بالسفر إلى تركيا كون رسوم التأشيرة لا تتجاوز (550) شيقلا من قبل الشركات المنضوية تحت الجمعية، ولكن ثمن التأشيرة قد يصل الى (800) دولار في المكاتب الأخرى المنتشرة في القطاع، والتي توفر للراغب في الهجرة كل الأوراق والوثائق المطلوبة.
وأضاف الغرباوي أنَّ أعدادًا كبيرةً تسعى للحصول على تأشيرة لتركيا، مبينًا أنَّه في كل مرة يفتح فيها معبر رفح تخرج أعداد كبيرة إلى تركيا ومنها إلى دول أوروبية أخرى، موضحًا أن َّأكثر المقبلين على الحصول على تأشيرة تركيا، هم من منطقة بيت حانون والمنطقة الشرقية جنوب قطاع غزة.
إحصائيات ونسب:
أوضح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أنَّ نسبة الشباب التي تتراوح أعمارهم بين( 15-29) عامًا، تشكل (30%) من إجمالي السكان، فيما يعاني ما يقارب (40%) منهم من البطالة.
وحسب مسح الشباب الفلسطيني، فإن (2) من كل (10) من الشباب في فلسطين لديهم الرغبة في الهجرة للخارج.
وبناء على نتائج المسح ذاته فإن حوالي (24%) من الشباب من ذات الفئة العمرية، في فلسطين لديهم الرغبة في الهجرة للخارج، ويبدو أنَّ للأوضاع السائدة في القطاع دور في زيادة نسبة الرغبة في الهجرة، إذ بلغت نسبة الشباب الذين يرغبون فيها من قطاع غزة (37% )مقابل (15%) في الضفة الغربية.
كما يلاحظ أنَّ الذكور أكثر ميلًا للتفكير في الهجرة للخارج، مقارنة بالإناث، إذ بلغت هذه النسبة للذكور (29%) مقابل (18%) لدى الإناث الشابات.
فيما يفكر (6) من كل (10) شباب في فلسطين بالهجرة المؤقتة، حيث أظهرت النتائج أن (63%) من الشباب يفكرون بالهجرة المؤقتة، بواقع (73%) في الضفة الغربية و(56%) في قطاع غزة، كما أنَّ الإناث الراغبات في الهجرة يفضلن أكثر أن تكون هجرتهن مؤقتة، مقارنة بالشباب الذكور (62% للذكور الشباب مقارنة بـ64% للإناث الشابات).