في أحد بيوت بلدة بيت عوا الواقعة جنوب محافظة الخليل، ولدت وترعرت ساجدة السويطي وأكملت تعليمها المدرسي، وأبقت على أحلامها رافضة للمستحيل ومعاندة للواقع المعاش، وكبرت على حلم التخصص في الإعلام الرياضي، في ظل تخوف العشرات من الفتيات من الركض وراء الأحلام التي تبدو لهن خيالية.
وفور حصولها على شهادة الثانوية العامة، لم تتردد الفتاة العشرينية بالتوجه لجامعة القدس ودراسة الصحافة والإعلام فيها، رغم استيائها من عدم توفر تخصصات جامعية خاصة بالإعلام الرياضي ومشتقاته، إلا أنها أبقت على شهيتها في التجديف نحو أحلامها مؤمنة بثقافة تشاؤم العقل لا يلغي تفاؤل الإرادة.
وقالت الإعلامية الرياضية السويطي ل "النجاح الإخباري" اهتماماتي الرياضية بدأت مند نعومة أظفاري، وكنت متابعة دائمة للعديد من أنواع الرياضة، ولا أخفي حبي لكرة القدم التي أعتبرها الأقرب لنفسي من بين الرياضات المختلفة، وكنت أحاول اللعب وسط الأزقة والحارات مع الفتية، إلا أن ظروف العادات والتقاليد كانت تحد من هدا في أغلب الأحيان.
وتمردت على عادات وتقاليد المدينة التي تعتبر الأكثر محافظة من بين مدن الضفة الغربية، وتمسكت بخيط العنكبوت وهي تركض في المتابعة والمشاهدة من رياضة لأخرى، وتفتش عن ثنايا لعبة كرة القدم وأسس التحليل الرياضي لأحداث ومجريات اللعبة وسط الشبكة العنكبوتية، لتطور من موهبتها وتزيد من معرفتها.
وأضافت الإعلامية ساجدة ل "النجاح الإخباري" أتابع أخبار اللاعبين والأندية على الصعيدين المحلي والأجنبي، وأقدم برنامج الشوط الثالث عبر إحدى الاذاعات المحلية التي فتحت لي المجال واسعاً للاطلاع أكثر على واقع الرياضة المحلية، خاصة في ظل تنامي ظاهرة التشجيع الكروي المحلي، والاهتمام بالمتابعة المحلية للأحداث الكروية العالمية.
وتستضيف السويطي في برنامجها العديد من اللاعبين والمعلقين والرياضيين والنقاد والمحللين المحليين والعرب، وتناقش فيه القضايا الرياضية، خاصة المحلية منها مع صناع القرار، للوصول لرياضة تنم وتعبر عن وعي المواطن الفلسطيني، للوصول لرياضة سليمة جسمياً وعقلياً قادرة على تمثيل عموم شعب فلسطين في المحافل والمناسبات الدولية، ولا تخفي رغبتها الجامحة وسعيها المستمر بتقديم برنامج رياضي عبر إحدى الفضائيات، سواء محلية أو عربية للتدليل على قدرة المرأة خوض غمار الإعلام الرياضي.
ولا تخفي السويطي أن الدعم والتشجيع المستمر الذي تتلقاه من عائلتها ساعدها في التربع على عرش المراقبة والمتابعة الرياضية لمستجدات الساحة الرياضية، حتى يجدها العديد من تتنقل وسط المدرجات وعلى حواف المستطيل الأخضر توثق بعدسة كاميرتها لحظات من الفعاليات الرياضية الوطنية.
واعتبرت السويطي أن الرياضة الفلسطينية رغم منع رياضيين من السفر، والحصار وتقطيع أوصال مدن الضفة، وعزل القدس، واستبعاد مدينة غزة في أحيان كثيرة من المشاركات الرياضية، إلا أنها انتصرت على الجدار والاستيطان والاحتلال بإصرارها وقوة إرادتها على المنافسة والمبارزة في الميادين الرياضية المتنوعة والمختلفة.
وطالبت الإعلامية ساجدة بايلاء الإعلام الرياضي أهمية أكبر، خاصة في ظل النقلة النوعية الكبيرة التي شهدتها الساحة الرياضية المحلية مؤخراً، ووجود فرق محلية قادرة على المنافسة في المحافل العربية والأجنبية، وإفساح المجال للسيدات في أخد حصتهن من المتابعة والتحليل وربما المشاركة في العديد من أنواع الرياضة التي تفتقر للعنصر النسوي.