رويدا عامر - النجاح الإخباري - تتعدد المواهب الفلسطينية بما يتفرع في جميع المجالات ، ان الكثير من الناس يحبون سماع اصوات الشيوخ في تلاوة القرآن الكريم ويتمنون زيارة اماكن تواجدهم ، ولكن الطفلة شذا استطاعت ان تجمع هذه الاصوات بحنجرتها وحبها للتلاوة القران الكريم بأصواتهم.
بدأت موهبة شذا بعمر السبع سنوات عندما كانت تشارك في الاذاعات المدرسية وتواظب على الجلوس مع عائلتها، حيث شعتها عائلتها ومعلميها بشكل كبير مما دفعها للإتحاف بدورات التلاوة والتجويد لكي تتمكن من ايجاد الاحكام اثناء القراءة وساعدتها اختها الكبرى في ذلك.
موضحة كيفية صقل موهبتها لـ"النجاح الاخباري" قائلة : " تعلمت من والدي ووالدتي حب القرآن الكريم حيث يتقن والدي القراءة بصوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد، وكان يتلو أمامي كثيراً، فتشجعت على تقليده وكنت أجلس بجانبه لاستمع منه وأقلده بالحركات، وهو يراقب تلاوتي لكي يصحح لي الأخطاء ليس هو فقط بل اخواني كذلك فهو يحب نشر القرآن في المنزل"
وتضيف قائلة " لدي حب لسماع القارئ عبد الباسط عبد الصمد حيث يتقن جميع اخواني تقليد صوته وهذا ما جعلني اتعلق بفكرة تقليد الاصوات فبعد اتقان صوته اتجهت لأصوات قراء اخرين مشهورين في العالم لكي اكون متعددة ولم يتوقف ذلك على قراءة الآيات القرآنية بل بدأت بتقليد أصوات المؤذنين أيضا ومن بينهم صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد "
أصوات القراء التي تقلدهم هم: "القارئ عبد الباسط عبد الصمد، القارئ محمد متولي الشعراوي، القارئ محمد المنشاوي، القارئ سعد الغامدي، القارئ ادريس أبكر، والقارئ فاري عباد، والقارئ ياسر الدوسري، والقارئ محمود الحصري، القارئ عبد الرحمن السديس".
ولا تقتصر موهبة الطفلة أبو سلمية على تقليد أصوات أشهر قراء القرآن الكريم فحسب، حيث
إنها تمتلك حنجرة ذهبية بالإنشاد، فهي تقلد عدداً من المنشدين العرب والفلسطينيين المشهورين، والذين ينشدون للقدس وللقضية الفلسطينية؛ بالإضافة إلى موهبة رسم اللوحات الفنية والشخصيات بكل احترافية ودقة.
لم يكن صوت والدها يُسرى سبباً وحيداً في إصقال موهبة الصوت لدى طفلته، فوالدتها كان دورها واضحاً في تنمية قدرات "شذا"، من خلال دفعها للجلوس في جلسات تحفيظ القرآن الكريم، التي كانت والدتها تقودها في أحد المسجد القريبة من منزلها.
أما والدها يسري أبو سلمية قال " أتمنى أن يحاول كل أب وأم أن يُنموا أصوات أطفالهم منذ الصغر في تلاوة القرآن الكريم بدلاً من الأغاني الماجنة، لما له من حلاوة وطمأنينة ورضا من الله عز وجل، مطالباً المسؤولين والمثقفين في فلسطين وغيرها لإنتاج برامج ومسابقات خاصة لقراءة القرآن الكريم".
وأشار إلى أن القرآن الكريم هو مصدر العلم والمعرفة، فهناك اكتشافات جديدة لعلماء أجانب، ذكرها القرآن الكريم قبل آلاف السنين، وقال: كلما قرأنا القرآن تعلمنا أشياء جديدة".
ولفت إلى أنه يسعى لأن يتمكن أطفاله من هداية الكفار بأصواتهم الجميلة ويكونوا شفعاء لنا يوم لقاء الله عز وجل.
وتمتلك الطفلة "شذا" إلى جانب تقليد عدد من أصوات قراء القرآن الكريم موهبة الرسم والأناشيد الإسلامية والوطنية، قائلة: أحب رسم الأنمي بشكل كبير حيث اضيف عليها القضية الفلسطينية والفن التشكيلي هو جزء من حياتي حيث أقضي وقتاً لرسم اللوحات المميزة واهتم بأن تكون تفاصيل موهبتي هي رسالة عن فلسطينيتي".
تستمع شذا يومياً الى العديد من تسجيلات الصوت الخاصة بالقراء، وتلاحظ طريقة ادائهم بدقة لكي تتعلم منهم أدق التفاصيل لكي يظهر صوتها مشابه لهم بشكل كبير، لا تتعب أبدا بل بداخلها حافز كبير من أجل تحقيق حلم التجول في مختلف دول العالم، لكي تكون نموذجا يحتذى به، على الرغم من صغر سنها وبداية المشوار الا انها تعتبر نفسها مسؤولة يجب ان تحمل رسالة هداية للناس بصوتها، وتعلمهم استماع القران وحفظ آياته بالطريقة التي يحبونها حتى وان لم تكن لديهم هواية التقليد، فمن أحب شيء تعلق قلبه به وأصبح نسخة عنه، وهذا ما حدث مع شذا احبت اصوات القراء واصبح صوتها نسخة مقلدة عنهم فلا تستطيع ان تفرق بين صوت القارئ وصوت شذا .
الموهبة تظهر بالطفل فان وجدت من يوجهها لاتجاه صحيح يجعلها تتوج بنتيجة تبهر الجميع وتظل تنافس للوصول الى المراكز الاولى حيث شاركت شذا بالعديد من المسابقات وحصلت على المركز الأول فيها ولكنها تطمح الى المشاركة بمسابقة دولية تمنحها لقب القارئة الفلسطينية الأولى في العالم .
أما عن أمنية شذا تقول "طموحي أن اكون قارئة فلسطينية مشهورة وأطمح أن أسافر الى دول تهدى على يدي بنشر الاسلام".