مصطفى الدحدوح - النجاح الإخباري -
لم تعد القيود المجتمعية تقف في وجه طموح الفتاة الفلسطينية في غزة، لتلامس الايدي الناعمة مقود السيارات، لتكون في بعض الاحيان الاكثر جرأة من الرجال في القيادة، واقبال العديد من الفتيات على تعلم القيادة في الاعوام الاخيرة.

لتصبح قيادة السيارات ليست حكرا على الرجال فقط في غزة وتجلس السيدات على مقعد القيادة وتقود مركبتها لوحدها وتحظى بمساعدة من قبل الكثير من السائقين في تخطي المفترقات و كذلك رجال المرور، الأمر الذي يوحي بتغيير النظرة الاجتماعية القديمة لقيادة المرأة للسيارات، والتي تزايدت في الآونة الأخيرة في القطاع.

وتقول المتدربة سماح كساب لـ"النجاح الإخباري" توجهت لتعلم القيادة لحاجتي الماسة على تعلمها"، وتوفير الجهد والمواصلات اليومية التي تستهلكها صباح مساء في الذهاب لعملها، وتوصيل أبنائها للمدارس والروضات، و تدبير أمورها اليومية، وكذلك مساعدة زوجها لإصابته ببتر في كلتا قدميه.

وأوضحت بأن سبب خوضها التجربة وقوف زوجها بجانبها و تشجيعها على تعلم القيادة، والذي كان على الدوام يرفع معنوياتها كلما شعرت بالإحباط، و لم تكن لديه أي مشكلة في كون مدربها رجل أو امرأة، مشددةً على أن رسالة زوجها لها بان تتعلم بشكل ممتاز ويكون المدرب على جدارة في تدريبها.

وفيما يتعلق بإقبال الفتيات على تعلم القيادة، أوضح أدهم مشتهى مدير قسم الطالبات في مدرسة الأوائل لتعليم قيادة السيارة، لـ"النجاح الإخباري" أن اقبال النساء على تعلم القيادة ازداد وباتت المرأة تدرك بانها قادرة على قيادة مركبتها لوحدها دون مضايقة السائقين لها و الوقوف على الارصفة منتظرة سيارة لتقلها للاماكن المتجه نحوها.

وأشار مشتهى إلى أنه لا يوجد أي مشكلة في كون مدرب النساء ذكر أو أنثى، موضحاً أن الكثير من النساء المتدربات يطلبن مدرب رجل لاعتقادهن أنه الاجدر على اعطاءهن دروس افضل الأمر الذي يزيد من ثقتهم عند القيادة وخاصة في حال ان كانت المتدربة تشعر بالخوف و الارتباك.

و نوه إلى أن اعداد المتدربات المقبلات على التدريب متراوح ما بين 40 لـ 50 متدربة شهريا و يتراوح اعمار المتدربات ما بين 22 لـ 40 عاما، والملفت أن نسبة نجاح المتدربات  عالية.

و اعتبر مشتهى بان معظم المتدربات حظين بموافقة مسبقة من اهلهم او ازواجهم ما يجعلهن اكثر قدرة على تخطي كافة الامتحانات بعزيمة ومساندة من ذويهم، ويأتي ذلك في اطار المتغيرات القائمة على المفاهيم والمعتقدات الداخلية للمجتمع الفلسطيني في غزة، وترك مساحة واسعة للفتيات بالتفرد بقيادة المركبات بكل حرية.

واوضح المهندس محمود ياسين المتحدث باسم وزارة النقل والمواصلات في غزة، أن أعداد النساء اللواتي حصلن على رخصة قيادة، 824 خلال عام 2014، فيما حصلت 1134 امرأة على رخصة قيادة خلال 2015، أما عام 2016 فحصلت 1114 على رخصة قيادة و يتواجد ارتفاع بعدد لعام 2017.

ونوه ياسين، إلى أن نسبة حوادث السير التي تسببها النساء لا تُذكر، نظراً لالتزامهم بقواعد السير واشارات المرور الضابطة لحركة السير.