ساري جرادات - النجاح الإخباري - تشهد محافظة الخليل أقسى عملية طرد وتهجير قسري بحق مواطنيها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بفعل الاغلاقات المتواصلة للعديد من مناطقها، بالإضافة لأعمال التنكيل والاعتداءات المنظمة بحق الأهالي والسكان وتعرضهم على الدوام للاستفزاز والاهانة، في المناطق المحيطة بالحرم الإبراهيمي، من قبل جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين.
يقع شارع الشهداء في قلب مدينة الخليل، وهو الطريق الرئيسي المؤدي إلى الحرم الإبراهيمي وسوق الخضار المركزي ومحطة الحافلات المركزية ومقر شرطة المدينة، وبعد مجزرة الحرم الإبراهيمي في فبراير 1994 قام الاحتلال الإسرائيلي بإغلاقه في وجه حوالي 5000 مواطن، يسكنون في محيطه.
ويقول المواطن نعمان الرجبي (49 عاماً) ل "النجاح الإخباري": إن الاحتلال لا يكتفي بملاحقة المواطنين ومحاولة طمس معالم البلدة القديمة في الخليل، وإغلاق الشارع، بل يعمل على منعنا من الوصول أو الخروج من منازلنا في أوقات عديدة، لافتا إلى أن إغلاق الشارع يضطره لسلوك طرق جديدة وبعيدة، حتى وصول البيت.
وأشار الرجبي إلى أن إجراءات الاحتلال تشكل خطرًا كبيرًا يحدق بالسكان بسبب صعوبة الحركة في كل الأحوال، خصوصا في حالات منع التجوال أو ما يسمى ب "الأعياد اليهودية" وقدوم المستوطنين للصلاة في الحرم الإبراهيمي أيام السبت من كل أسبوع، بالإضافة إلى صعوبة حركة وتنقل كبار السن.
وبين الناشط في المقاومة الشعبية والاستيطان بهاء الفروخ ل "النجاح الإخباري" أن المستوطنون يرشقون المواطنون المارون في الشوارع المحاذية والمارة من وسط التجمعات الاستيطانية بالحجارة ومياه المجاري والقطع المعدنية، مما يجدون صعوبة بالغة في الحركة والعيش بالمكان، ولم تستطع الإجراءات العنصرية والإرهابية للاحتلال من استسلام المواطنين للاحتلال.
وأشار خبير الخرائط والاستيطان عبد الهادي حنتش لـ "النجاح الإخباري" إلى وجود قرار عسكري إسرائيلي بفتح شارع الشهداء، ولكن سلطات الاحتلال لا تريد إعادة افتتاحه ارضاءاً لرغبة المستوطنين وقادتهم، لافتًا إلى أن المستوطنات المطلة على الشارع هي بيت هداسا وبيت رومانو وأبراهام أفينو.
وتابع حنتش "أن سلطات الاحتلال تحاول تهويد المدينة من خلال التوسع الاستيطاني وهدم المباني التاريخية وحصار السكان لإرغامهم على الرحيل، كما تواصل سياستها الاستيطانية من خلال شق الطرق لربط البؤر الاستيطانية والمستوطنات المقامة وسط الخليل بما تسمى مستوطنة "كريات اربع" لخلق كتلة استيطانية واسعة مترابطة ومترامية الأطراف في الخليل القديمة".
ويبلغ عدد المحلات التجارية المغلقة التابعة لمواطنين من الخليل في البلدة القديمة 1829 محلا، إلى جانب وجود 1154 محلا مغلقا بطريقة غير مباشرة، وينتشر في البلدة القديمة التي لا تزيد مساحتها عن كيلو متر مربع فقط 1500 جندي صهيوني لحماية 400 مستوطنا، ويوجد فيها 121 حاجز ونقطة تفتيش.
من جانبه قال منسق شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو لمراسلنا "أن مخططات الاحتلال واعتداءات المستوطنين، تزيد المواطنين تشبثا بممتلكاتهم وبلدتهم القديمة، ولن تثنيهم عن المدافعة عن تاريخهم وحضارتهم العريقة، مؤكدا أن حجج حكومة الاحتلال لتهويد الخليل أصبحت لا تنطلي على أحد، ويتم مواجهتها بالصبر والصمود.
وتنص المادة السابعة من اتفاقية الخليل الموقعة في أيلول 1995 بين السلطة الوطنية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، على قيام سلطات الاحتلال بافتتاحه، لكن الأمر لم يطبق وما زال الشارع مغلقًا، كما وتنص على وضع إجراءات وترتيبات لتطبيع الحياة في البلدة القديمة وعلى طرق الخليل.