سائد نجم - النجاح الإخباري - بعد أربعين يوماً على استشهاده، تعود روح الشهيد "باسل الأعرج" وذكراه لا تزال حاضرة تحلق في حفل تأبين وَفَدَ إليه المئاتُ من مناطق عدّة من الضفة وأراضي الـ (48) المحتلة، لمسقط رأسه ببلدة الولجة المحاصرة بمستوطنة "بار غيلو" شرق بيت لحم.
حالة من الوفاء والانتماء جُسّدت بالحفل في أكثر من موضع، يصف أحد المشاركين في التأبين كيف طغى على الحضور المتأثر بالذكرى شعور الوحدة الذي جمعهم من كل صوب، بمختلف توجهاتهم السياسية والدينية والفئات العمرية المتفاوتة، تلبية لأفكار "باسل" التي طالما ناضل من أجلها.
يقول "سعد عمر" أحد رفاق الشهيد لـِ "النجاح الإخباري"، لو كان باسل حاضراً -باعتقاده- لابتسم غير معلق على مشهد الشبّان الصغار الذين قدموا واصطفوا لتحيته ومعاهدته للبقاء على دربه، وتعاضدهم في بداية الحفل ونهايته بترتيب المقاعد وأماكن الجلوس دون أن يشير إليهم أحد.
ويرى أبو السعيد والد الشهيد باسل -في حديث لـ "النجاح الإخباري"-، أنَّ مشهد اليوم ما هو إلا امتداد لفكر ولده في الوحدة والوعي، الذي اشتبك عن ثقافة خلدت مبادئه التي استبسل لأجلها.
لم يقتصر تأثير الكلمات والتعليقات على أقرباء باسل ورفاقه فحسب، بل انعكست على أوجه الحشود شعورًا وتفاعلًا وصفه البعض ممن حضر بالاستثنائي، فكانت النظرات تمزج الألم بالأمل، الألم على رفاقه والأمل بانتشار كلماته وطريقته التي خطت الثقافة طريقًا للمقاومة وإثبات جدوته، بحسب معلقين.
أربعون يوماً ولا تزال صور الباسل تملأ صفحات التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، إما باستذكار صور قديمة أو بإرفاقها بمقال أو بمقولة كان يمتطيها خلال مسيرته، ورغم ذلك كله إلا أنَّ حزن والدته المغلف بابتسامة لا تزال حاضرة منذ لحظة تشييع جثمانه وحتى اللحظة، تثير ذهول الحاضرين.
بعد اشتباك مسلح في السادس من آذار، دام ساعتيْن في منزل كان يتحصن به، في مدينة البيرة في رام الله، عرج باسل إلى السماء شهيدًا بعد رحلة نضال تنقل فيها بين الوعي والمطاردة المسلحة من الاحتلال، ليسطر بدمائه التي مزجت بين بقايا الرصاص والكتب -كما وثقتها عدسات الكاميرات- وعيًا خالدًا تتناقل قصته الأجيال المتعاقبة.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أجلت تسليم جثمان الشهيد باسل الأعرج ثلاث مرات منذ تاريخ استشاهده، إلى أن تمّ تشييع جثمانه يوم الجمعة في السابع عشر من آذار المنصرم.