رويدا عامر - النجاح الإخباري - تعودت فلسطين على تخريج علماء يلمعون في سماء العلم بكافة الدول، رافعين اسم بلدهم عالياً بين المحافل الدولية كوكالة ناسا التي كان العالم الفلكي والفيزيائي الدكتور سليمان بركة حاضراً بعلمه فيها، ليعود إلى غزة حاملاً العديد من درجات النبوغ في هذا المجال.
الدكتور سليمان بركة ( 45 عاماً)، من مدينة خان يونس، متزوج ولديه ثلاثة أولاد وبنت، وهو والد شهيد ارتقى في قصف إسرائيلي أثناء العدوان الأخير على غزة.
حياته العلمية:
درس الثانوية العامة في مدرسة المتنبي في بلدة عبسان، والبكالوريوس في كلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة القدس أبو ديس، وحصل على دبلوم دراسات عليا في جامعة بنسلفانيا عام 1998 في إدارة المفاوضات والمؤسسات الحكومية، ثم على درجة الماجستير في الجامعة الإسلامية بغزة عام 2003 في الفيزياء النظرية، ونال درجة الدكتوراه في الفيزياء الفلكية في جامعة بيير وماري كوري بمعهد الفيزياء الفلكية بباريس عام 2007.
يقول بركة لـ" النجاح الاخباري": "عملت فترة عام كامل في ناسا، تعلمت واستفدت وأنجزت أبحاثاً حول المجموعة الشمسية والطقس والفضاء، وكنت أعمل فيزيائياً ضمن طاقم لحل بعض المشاكل المتعلقة بتأمين بيئة فضائية سليمة للمركبات الفضائية من نشاطات إشعاعية شمسية كهربائية مفاجئة، وحماية رجال الفضاء من هذه الإشعاعات الكونية أو الشمسية بالكهرباء".
ويضيف: "هناك العديد من العلماء الفلسطينيين المتخصصين في هذا المجال والمنتشرين في داخل فلسطين وخارجها، والذين لا يعلم الناس عنهم، فهناك البروفيسور عماد البرغوثي الباحث في علم الفضاء من مدينة رام الله، والبروفيسور عصام النمر من مدينة جنين، الذي كان ممن ساهموا في إرسال أول مركبة محمولة إلى الفضاء عام 1969".
ويتابع قائلاً: "الحق يقال أني لم أجد احتراما واهتماما مثل الذي وجدته في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، ولم أشعر هناك بغبن أو نظرة خطأ، ولقد عدت بدافع فهمي لفلسطين وسمو قضيتها، ووجودي في أميركا لم يكن دائما".
عودته إلى غزة:
ويقول: "ما أصابني من الحرب باستشهاد ابني إبراهيم وهدم بيتي ومكتبتي، وفي ظل وجود الإغلاق وقلة الموارد من أجل فعل أي شيء جدي، هذه العوامل تجمعت لأخذ القرار بالعودة وخاصة في البحث العلمي."
ويشير أن الإنسان بطبيعته مخلوق عظيم يستطيع أن ينجز أي شيء تحت الضغط، كالنبتة الغضة التي تنبت في الإسفلت، ولا يوجد ظرف علمي وموضوعي يخرج هذه النبتة.
أما عن مشاريعه فقال لـ" النجاح الاخباري": "لدي عدة مشاريع، أولها تعزيز فهم علم الفلك عند الناس والعمل على أن يكون مادة رئيسية تدرس في الجامعات الفلسطينية، وإقامة مرصد فلكي لرصد الأهلة لأننا نصوم تبعا للهلال".
ويضيف: "بالإضافة إلى فتح أقسام لدراسة الفلك وعلوم الفضاء بالتعاون مع الجامعات الفلسطينية والتعليم العالي، والآن أقوم بإعداد هذا المقترح على مستوى فلسطين وسيكون مركزه جامعة الأقصى، أما على الجانب الآخر فأقوم بإعداد محاضرات تأملية عن الكون وخلقه في القرآن والكتب المقدسة".
تلسكوب في غزة:
حسب وصف بركة فإن الجهاز مبرمج ومتقدم نوعا ما، يعمل على الأقمار الصناعية ويكبر الأحجام، ولكنه ليس خارقا، ووجوده في غزة في ظل الحصار له خصوصية ووضع آخر، حيث ساهمت بعض الدول والأطراف السياسية في إدخاله إلى قطاع غزة، ولا يخشى بركة أن تلاحقه إسرائيل لأنه لا يشكل خطرا على أمنها.
ردود فعل:
وعن اهتمام أهل غزة بعلم الفلك يقول: "مما لا شك فيه أنني لمست اهتماما وتفاعلا من قبل الناس، وخاصة الأطفال، وأطمح لأن يكون لدينا بنية تحتية فلكية، ونأخذ عضوية الاتحاد العالمي للفلك كدولة مستقلة، وأن يكون علم الفلك علماً رئيسياً ومادة أساسية في الجامعات والمدارس الفلسطينية".
أبحاثه العلمية ورسالته :
يشير بركة إلى أنه يجري أبحاثا علمية لحل مشاكل لم تحل منذ أكثر من 30 إلى 40 عاما، والتي ينعكس حلها على التنبؤ والفهم للوصول إلى بيئة فضائية سالمة وآمنة للمركبات الفضائية وأمور تخص الإنسان وممتلكاته المحمولة جوا.